السبت، 31 ديسمبر 2011

حصاد عنف العسكري فى عام الثورة: أكثر من مائة شهيد.. ورسائل بدأت بالاعتذار.. وانتهت باتهام الثوار بالعمالة والتخريب


” الجيش والشعب ايد واحدة ” الهتاف الذي دوى فى ميدان التحرير ليلخص علاقة الشعب بالجيش مع نزول قواته الى الشارع فى جمعة الغضب ، عقب اعتداءات دموية من جنود الأمن المركزى أسفرت عن سقوط مئات الشهداء وآلاف المصابين وفيما بينهما تم إحالة أكثر من 12 ألف مدني لمحاكمات عسكرية.

العلاقة بعد تسعة أشهر من سيطرة المجلس العسكرى على مقاليد السلطة ، تحولت إلى النقيض ولخصها هتاف مدوى أخر فى ذات الميدان ومحيطه ” الجيش والشرطة ايد واحدة.. يسقط يسقط حكم العسكر” ، فى إشارة لتورط كلاهما فى دم الشهداء والجرحى ، خاصة مع تصاعد المواجهات ومشاركة الجيش لأكثر من مرة فى التعدى على المتظاهرين .

و أسفر تدخل قوات العسكرى فى مواجهة المتظاهرين عن استشهاد أكثر من مائة مواطن ، بدأت بسقوط 7 شهداء في اعتصام 8 ابريل ، واستشهد أخر فى التعدى على المتظاهرين بالعباسية ، وسقط 3 شهداء فى أحداث السفارة الإسرائيلية .

وارتفع أعداد الشهداء فى أحداث ماسبيرو لتصل إلى27 شهيد ،خلال ثلاث ساعات فيما أسفرت أحداث شارع محمد محمود 46 شهيدا ، وكانت المواجهات الأخيرة فى مجلس الوزراء والتى أسفرت عن استشهاد 18 أخرين ، وترافقت كل الاحداث بسقوط الاف المصابين .

المجلس العسكرى الذى خرج ليعتذر مع فض أول اعتصام بالقوة فى 25 فبراير بعد انقضاء أسبوعين على تنحى مبارك ، بالعبارة الشهيرة ” رصيدنا لديكم يسمح ” ، واصل  تجاوزاته وتحول  الإعتذار لأنكار ثم انتقل إلى اتهام المتظاهرين بالعمالة حينا وبالبلطجة أحيان أخرى .

وترصد البديل بالتواريخ التجاوزات الكبرى من قبل قوات الشرطة العسكرية والجيش خلال عشرة أشهر من حكم العسكرى ، والتى طالت كافة أطياف الشعب دون تمييز ، حيث ساوى العسكرى فى تعديه بين المواطنين جميعا فتعدى على الطلاب وعمال المصانع والقضاة والثوار والأقباط .

25 فبراير – الجيش يفض اعتصام بعد تنحى مبارك بأسبوعين

بعد أسبوعين من تنحى مبارك واحتفال عشرات الالاف بمرور اسبوعين على التنحى ومطالبتهم بتنفيذ مطالب الثورة ، واصل المئات إعتصامهم بالميدان لتقوم قوات من الشرطة العسكرية بقطع الكهرباء عن الميدان والهجوم على المعتصمين بالهراوات والعصى الكهربية وأطلقوا النيران فى الهواء بكثافة وطاردوا المعتصمين فى الشوارع .

بث العسكرى بعد تلك الأحداث رسالة قدم فيها اعتذار عن استخدام القوة لتفريق المعتصمين بالأمس، مشيرا إلى أن رصيد المجلس مع الثورة يسمح بذلك ، ومؤكدا حرصه على تحقيق الأهداف النبيلة للثورة ، معتبرا ان التعدى على المتظاهرين  كان نتيجة احتكاكات غير مقصودة بين الشرطة العسكرية وأبناء الثورة وأنه لم ولن تصدر أوامر بالتعدي على أبناء هذا الشعب، وسيتم اتخاذ كافة الاحتياطات التي من شأنها أن تراعي عدم تكرار ذلك مستقبلا.

4 : 6مارس .. موقعة وثائق أمن الدولة

تبين للنشطاء قيام العاملين بالمبانى المختلفة لأمن الدولة بفرم المستندات التى بحوزتهم ، وهو ما استدعاهم لمحاصرة عدد من تلك المقار والمطالبة بتسليمها لقوات من الجيش ، الا ان القوات ظلت ترفض لساعات طويلة حتى تم حرق وفرم معظم المستندات ، وحاول بعدها الشباب وقف فرم الوثائق الا ان قوات الجيش تصدت لهم حيث أطلقت النيران بكثافة فى محيط مقار امن الدولة واعتقلت عددا منهم بعد التعدى على أخرين .

9 مارس.. تعدى على الشباب وكشف عذرية للفتيات 

قامت قوات الجيش عصر9 مارس بفض اعتصام ميدان التحرير باستخدام القوة وذلك بمشاركة عدد من البلطجية، حيث تم تحطيم الخيام التي يستخدمها المعتصمين بالميدان وقامت الشرطة العسكرية وضباط من الجيش بالقبض على العشرات منهم بشكل عشوائي .

وتم احتجاز المقبوض عليهم بالمتحف المصرى قبل أن يتم نقلهم الى احدى الوحدات العسكرية ، حيث جرى التعدى على الشباب بالضرب ، وتم التحرش بالفتيات والتعدى عليهن ، قبل أن يتم إختبار عذريتهن .

14: 15 مارس – بدء التعدي على الأقباط

فى 14 مارس قامت قوات من الشرطة العسكرية بفض اعتصام الاقباط امام ماسبيرو بالقوة ، كما تم التعدى على مسيرة سلمية فى 15 مارس خرجت تندد بما حدث من فض لاعتصام ماسبيرو فى اليوم السابق بالقوة ، وتم ضرب النساء المشاركات بالعصى والعصى الكهربية .

23 مارس – فض اعتصام طلاب كلية الإعلام

فضت قوات من  الشرطة العسكرية اعتصام طلبة كلية الإعلام بالقوة  وذلك بعد مفاوضات مع الطلاب الذين اعتصموا أمام مكتب  الدكتور سامي عبد العزيز عميد الكلية أثناء وجوده داخل مكتبه. وطاردت الشرطة العسكرية الطلبة حتى أبواب الجامعة و في الشوارع الجانبية .

وقال الطلاب أن الشرطة العسكرية استخدمت العصي الكهربائية لتفريق المعتصمين وأن  ست فتيات أصبن بإغماء جراء الاعتداء عليهن وتم نقلهن  للمستشفى  فيما تم  احتجاز بعض الصحفيين  قبل أن يتم الإفراج عنهم . كما تم احتجاز 3 من الأساتذة بينهم رئيس قسم الصحافة المستقيل قبل أن يتم إطلاق سراحهم فيما بعد .

9 ابريل ..الجيش يفض اعتصاما ويقتل اثنين من المعتصمين

عقب مشاركة أكثر من مليون ونصف فى “جمعة التطهير والمحاكمة” 8 ابريل والتى طالب المحتشدون فيها بإنشاء مجلس رئاسي مدني عسكري يدير البلاد فترة انتقالية يتمكن خلالها من تحقيق مطالب الشعب واسترداد الأموال المنهوبة وحل المجالس المحلية والإفراج عن بقية المعتقلين وتطهير المؤسسات النقابية والإعلام من رموز الفساد.

قامت الشرطة العسكرية باستخدام الرصاص الحي وقنابل الغاز المسيل للدموع لتفريق المعتصمين في ميدان التحرير مما أسفر عن مقتل شخصين واصابة 18 آخرين ، ونفى الجيش أن يكون أطلق ذخيرة حية على المتظاهرين، قائلا إنه استخدم طلقات صوت فقط. ونقل عن السلطات أن فض الاعتصام جاء في إطار تطبيق حظر التجول بين الساعة الثانية وحتى الخامسة صباحا.

وأصدر المجلس الأعلى للقوات المسلحة المصرية بيانا برر فيه التدخل لإخلاء ميدان التحرير من المعتصمين بأنهم ارتكبوا أعمال شغب وخرقوا حظر التجوال وأشاعوا الخوف. كما اتهم المجلس بعض المندسين المأجورون من أشخاص مؤيدون للنظام السابق بقصد اشاعة الفوضى واثارة الفتنة بين الشعب والجيش في الميدان ، فيما ألقت القوات القبض على 8 من ضباط الجيش الذين انضموا إلى المتظاهرين معلنين تضامنهم مع مطالب الثورة.

16 مايو .. فض مظاهرة للتنديد بالنكبة بالرصاص الحى

قامت قوات من الشرطة العسكرية بفض مظاهرة أمام السفارة الإسرائيلية فى ذكرى النكبة ، ما أدى إلى إصابة الكثيرين منهم مصابين برصاص حى ، كما ألقي القبض على عدد كبير من المتظاهرين ونقلهم إلى السجن الحربي .

28 يونيو .. أحداث مسرح البالون .. الانتقام من اسر الشهداء

وفي 28 يونيو اعتدت الشرطة على اسر الشهداء فيما عرف بأحداث مسرح البالون وبدلا من أن يتم القصاص للشهداء فوجئت أسرهم بعنف أمني مبالغ فيه ضدهم .. وقال المجلس لحقوق الإنسان إن قوات الشرطة استخدمت القنابل المسيلة للدموع بإفراط ضد المتظاهرين مما تسبب في وقوع كثير من حالات الاختناق في صفوف المتظاهرين وأشار المجلس  إلى  أن احد باحثيه لاحظ إطلاق ما يقرب من ١٠٠ قذيفة مسيله للدموع خلال ساعتين واعتقال الشرطة لمواطنين أثناء إسعافهم مع عدم الإعلان عن أعدادهم وأسمائهم وأماكن احتجازهم مع إحالتهم للنيابة العسكرية

وأشار التقرير إلي تأخر الجيش في احتواء الأحداث حتى مساء اليوم الثاني ٢٩يونيو مما أفسح المجال لاستمرار العنف ووقوع عدد كبير من المصابين

من جانبه اختار المجلس العسكري الحل الأسهل وهو اتهام الضحية  و ظهر ذلك في  الرسالة (65) التي أعقبت الأحداث.. وقال المجلس العسكري في هذه الرسالة التي كانت بتاريخ 29 يونيو  أن هذه الأحداث لا مبرر لها إلا زعزعة أمن واستقرار مصر وفق خطة مدروسة ومنظمة يتم فيها استغلال دم شهداء الثورة بغرض أحداث الوقيعة بين الثوار والمؤسسة الأمنية في مصر .. وذلك في مواصلة لرسائل المجلس العسكري المتحدثة عن وجود خطط خارجية تهدف للوقيعة بين الجيش والشعب . وكان نتيجة ذلك أن شهد ميدان التحرير أطول اعتصام والذي تم فضه في أول رمضان بالقوة

23 يوليو .. موقعة العباسية

توجه المئات من المتظاهرين فى اتجاه وزارة الدفاع لاعلان تضامنهم مع ضباط 8 ابريل الذين تم اعتقالهم وتحويلهم للمحاكمة على خلفية اعلانهم تأييد مطالب الثوار ، ولمطالبة المجلس العسكرى بتحقيق مطالب الثورة .

الا ان المتظاهرين فوجئوا بمجموعات من البلطجية يعتلون أسطح عدد من مبانى منطقة العباسية السكنية ويقذفونهم بالحجارة والمولوتوف ، وهو ما أسفر عن سقوط شهيد ومئات المصابين .

ا أغسطس .. التعدى على أهالى الشهداء فى أول أيام رمضان

بعد اعتصام استمر 32 يوما ، قامت بعض القوي السياسية بتفكيك خيامها في ميدان التحرير التزاما بتعليق الاعتصام حتى نهاية رمضان ، فيما أصر عدد من أهالي شهداء ثورة 25 يناير علي استمرار اعتصامهم بميدان التحرير لعدم الاستجابة لجميع مطالبهم، خصوصاً القصاص من ضباط الشرطة المتورطين في قتل أبنائهم من الثوار.

اقتحمت قوات الشرطة العسكرية والأمن المركزي الميدان وقاموا بتحطيم خيام المعتصمين وما رفعوه من لافتات ،تبعه قيام قوات من الجيش بمطاردة عدد من المعتصمين بنواحي الميدان وبساحة مسجد عمر مكرم ، كما اقتحموا المسجد بالبيادات ، وتم اعتقال عدد كبير منهم داخل مدرعات الجيش وعربات الامن المركزي ، بمشاركة عدد من الأشخاص يرتدون زيا مدنيا يشاركون الجيش والشرطة فى فض الاعتصام ، واللواء عتمان يؤكد القبض على 111 ويتهمهم بالبلطجية .

9 سبتمبر .. صمت على مسقط الجنود على الحدود وتعد على متظاهري السفارة

تظاهر آلاف المصريين أمام مبنى السفارة الإسرائيلية في الجيزة، احتجاجا على مقتل جنود مصريين على الحدود الإسرائيلية المصرية في أغسطس 2011. وسبقت تلك المظاهرات مطالبات من الثوار المصريين بتحرك الحكومة وتحريها عن حادث مقتل الجنود المصريين على يد الجيش الإسرائيلي على المناطق الحدودية. وفي أوائل سبتمبر استبدل الجدار الحديدي الذي يحمي مبنى السفارة بآخر اسمنتي .

وفي يوم الجمعة 9 سبتمبر، تجمع آلاف المتظاهرين أمام المبنى وفي الشوارع المجاورة للتعبير عن احتجاجهم، ثم قاموا بهدم السور الاسمنتي، وصعد مجموعة منهم إلى الطوابق التي تشغلها السفارة وانزلوا العلم الإسرائيلي ثم دخلوا إلى السفارة وقاموا بالقاء ما وجدوا فيها من مستندات من النوافذ.

ثم  بدأت قوات الشرطة العسكرية في التدخل وحاولت تفريق المتظاهرين بالقاء قنابل قنابل الغاز والرصاص في الهواء، واستمرت الاشتباكات حتى فجر 10 سبتمبر.

9 أكتوبر .. مذبحة ماسبيرو .. الجيش يقتل ويدهس

توجه عشرات الالاف من الأقباط إلى منطقة ماسبيرو للإعتراض على ما سبق من فض لإعتصامهم بالقوة قبل أيام ، حيث فوجئ المتظاهرون بإطلاق كثيف للنيران ، تبعه تعدى الجنود على المتظاهرين من الرجال والنساء والأطفال بالهراوات والصواقع الكهربية .

الا ان المشهد الأسوأ فى هذا اليوم هو قيام عدد من مدرعات الجيش بمهاجمة المتظاهرين ، وهو ما أسفر عن سقوط أكثر من 300 مصاب ، واستشهاد 28 بين مصاب بالرصاص ومدهوس تحت عجلات المدرعات .

19 نوفمبر .. الداخلية تصوب على عيون مصر .. والجيش يشارك

قامت قوات من الأمن المركزى مدعومة بقوات من الشرطة العسكرية بمهاجمة مئات المعتصمين معظمهم من أسر شهداء ومصابى الثورة الذين واصلوا اعتصامهم بعد جمعة 18 نوفمبر ، والذى بدأوه قبل الجمعة بأكثر من أسبوع .

تطورت الأوضاع عقب التعدى على اسر الشهداء والمعتصمين مع الهجوم المتكرر من قوات الأمن المركزى المدعومة بقوات من الشرطة العسكرية على الميدان ثم إخلاءه ، قبل أن تتركز الاشتباكات فى شارع محمد محمود الذى بدأ الشباب فى مهاجمته لتفادى هجوم الجنود عن طريقه .

وأسفرت أحداث محمد محمود عن استشهاد46شهيدا وسقوط ألاف المصابين نتيجة التعدى المتواصل على المتظاهرين بواسطة الخرطوش وقنابل الغاز ، فيما فقد المئات أعينهم بسبب تصويب بعض الضباط على أعين المتظاهرين ، وأشهرهم هو الضابط محمد الشناوى الذى يجرى التحقيق معه الان ، وتوقفت الاشتباكات عقب تدخل الجيش ببناء جدار أسمنتى فى محمد محمود للفصل بين الداخلية والمتظاهرين .

15 ديسمبر .. القضاة لم ينجو من البيادات العسكرية

قالت غرفة العمليات الخاصة بنادى القضاة أن أكثر من 600 قاضي تعرضوا للضرب والاعتداء على أيدي قوات الشرطة العسكرية وقوات الأمن، بمحافظات الجيزة والشرقية، ووصل الأمر الى حد منعهم من دخول اللجان العامة بالصناديق الإنتخابية، بحجة عدم توافر وسائل لنقل الصناديق.

حيث طالبت القوات الأمنية المتواجدة فى هذه اللجان القضاة بالإنصراف وترك الصناديق، علي أن تتولى القوات الأمنية نقلها، وهو ما اعترض عليه القضاة الذين رفضوا ترك الصناديق، مما أدى الى قيام قوات الجيش والشرطة بالإعتداء الصارخ علي القضاة.

16 ديسمبر .. حرب “تعرية مصر”

بدأت إحدى أعنف موجات الهجوم على المتظاهرين ، حيث قامت قوات من الشرطة العسكرية بالتعدى على أحد شباب الالتراس بشكل عنيف ، وهو ما أسفر عن اندلاع الاشتباكات بين معتصمى مجلس الوزراء الذين بدأوا اعتصامهم قبل أكثر من ثلاثة أسابيع رفضا لحكومة الجنزورى .

تطورت الأحداث حيث هاجمت قوات من الجيش المعتصمين وأحرقت الخيام واعتلى عدد منهم مبانى تابعة لمجلس الشعب وقاموا بقذف المعتصمين بالرخام والطوب فضلا عن رشهم بالمياه ، لتصل حصيلة ضحايا الاشتباكات التي يشهدها شارع قصر العيني إلى 18 شهيدا و441 مصابا.

شهدت الأحداث تدخلا عنيفا من قوات الجيش والتى قامت بسحل المتظاهرين والتعدى عليهم فضلا عن سحل المتظاهرات وشدهن من شعورهن وتعرية أجسادهن والتحرش بهن وهو ما يعد المشهد الأسوأ فى العلاقة بين الشعب والجيش ، والذى أتى تماما على هتاف ” الجيش والشعب ايد واحدة ” و ” الجيش والشرطة ايد واحدة ” ، ليصل الى ” اللى يعرى أهله وناسه يبقى عميل من ساسه لراسه ” .

ليست هناك تعليقات: