السبت، 10 ديسمبر 2011

هل يجوز شرعاً أن يحمى مكة من يمتلك "روتانا طرب"؟؟؟؟



عبد الله اليوسفي
 الرياض
 انزعج بعض ساسة آل سعود وانزعج إعلامهم المقروء والمرئي والمسموع ، من دعوة البعض لضرورة أن تكون حماية المقدسات الحجازية بأيدي المسلمين ، وليس بأيديهم ، انزعجوا وعبّروا عن ذلك باتهام من يتبنّى هذه الدعوة ، باتهامات شتّى ، ليس أقلها إثارة الفتنة ، والبلبلة ، وخدمة مخططات أجنبية ، وهى اتهامات تدعو إلى السخرية أكثر مما تدعو إلى النقاش والرد ، لأن من يطلقها هم أبعد من يكونوا عن الالتزام الوطني والديني والأخلاقي نحو الأمة ، لأنهم روّاد الفتنة ودُعاتها ، وخدم المخططات الأجنبية ، ولنتأمل ما جرى خلال حروب الخليج الثلاثة [ الحرب العراقية / الإيرانية "1980 – 1988" – حرب الكويت وتحريرها "1990 – 1991 " – غزو العراق عام 2003 ] ولنبحث بموضوعية وبكل هدوء عن الموقع الذي كان فيه حكام آل سعود ، المدّعون حماية الكعبة أو خدّام الحرمين الشريفين كما يسمّون أنفسهم ، ألم يكونوا في معسكر أمريكا وإسرائيل؟؟، ألم يساعدوا صدام حسين في حربه ضد إيران ويدعمونه بكافة أنواع الأسلحة والمال، والمساعدة السياسية وبأمر من الولايات المتحدة التي كان يهمها آنذاك أن يدمر الطرفان العراقي والإيراني بعضهما بعضًا, وإيقاف المد الثوري الإسلامي الإيراني القادم عبر الخليج ، وفى الحرب الثانية عندما غزا صدام حسين الكويت ألم يضع آل سعود أراضي شبه جزيرة العرب الطاهرة وموانيها ومطاراتها في خدمة الجيوش والأساطيل الأمريكية والبريطانية بحجة (تحرير الكويت) ، وفى الحرب الثالثة (2003) استخدمت القواعد العسكرية التابعة لنظام آل سعود لتدمير بغداد بحجة امتلاك صدام لأسلحة التدمير الشامل التي ثبت لاحقاً خلو العراق منها ، ألا يدعم من يتسمّى بخادم الحرمين الشريفين (الملك فهد وإخوته من السديرين السبعة) ، ومن خارجهم ، بالمال الخزانة الأمريكية لتمويل تلك الحرب غير الأخلاقية ، والإجرامية بكافة المعايير الإنسانية والدينية .
 وإذا كانت الإجابة هي نعم حدث كل هذا .. فالسؤال : هل مثل هؤلاء الذين يطبّقون وينفّذون أجندة أمريكية / إسرائيلية يمكن ائتمانهم على حماية أو حتى الإشراف على (أول بيت وضع للناس) الكعبة المشرفة ؟ وهل أصحاب  "روتانا  طرب" و"روتانا سينما" – كما كتب بعض المفكرين والمثقفين الشرفاء – يُؤتمنوا على حماية الحرمين الشريفين ؟ أو هل  يجوز  لهم دينياً أن يفتوا ويعلّموا المسلمين أصول دينهم في موسم الحج – على سبيل المثال – كما يفعل فقهاء المذهب الوهابي المتطرّف في كل شيء إلاّ تجاه أمريكا وتعامل آل سعود معهم, فهم حينئذ يتحولون من (فقهاء متشدّدين) إلى (فقهاء متسامحين) فيبيحون الاستعانة بالأجنبي, ويسمحون لنساء هذا الأجنبي الأمريكي ولرجاله الشواذ بالتواجد العلني وبالـ (تي شيرت) في قلب مكة والمدينة والرياض !! وهل عندما نكشف سيطرة آل سعود على الحرمين الشريفين, مكة المكرمة ، والمدينة المنورة, ونطالب بالتدويل الإسلامي لهما تنظيماً وفقهاً جامعاً ، وحماية وإشرافاً ، نكون قد زرعنا الفتنة وخلقنا البلبلة ، وهم أسيادها وأبطالها الذين لا ينافسهم أحد فيها ؟ .
 أليس من الأوفق أن نقول لأصحابه ودعاته إذا بليتم فاستتروا خاصة إذا كانت البلوى بهذا الكم والنوع المؤلم الذي يجرى على أرض الحجاز الطاهرة؟
 إن ما جرى من قتل للحجيج طيلة السنوات السابقة (3 آلاف حاج في 25 عاماً تقريباً)، وما جرى من علاقات دافئة استراتيجية بين واشنطن وآل سعود ضد المصالح العربية, بل وضد عقيدة الإسلام ذاته ، وما أدت إليه من أضرار بالغة بقضايا الأمة المركزية (فلسطين نموذجاً) ، يؤكد حاجتنا الماسة إلى أن نعيد - وسنظل نعيد رغماً عن إعلام وساسة وزمن روتانا - طرح القضية مهما تبجّح البعض ممن امتلأ فمه وجيبه وعقله بريالات آل سعود القذرة, فلم يجرؤ على النطق بالقول الصحيح وبالشرع الصحيح ، وظل يزايد على أصحاب  "روتانا  طرب" التي يمتلكها الوليد بن طلال ابن خدام الحرمين الشريفين والذي تردد أنه  يمتلك  بداخلها 388 مطرباً أكثر من عدد أيام السنة!! سنظل نقول لهؤلاء :
 إن مكة والمدينة ومقدساتهما أمانة في أعناق المسلمين, وأنه قد آن لكل المسلمين آن يستردوا أمانتهم ، بعد أن أضر بها الفقهاء والساسة ممن يسيرون بأمر آل سعود في ركاب واشنطن, ولا يجرؤون على أن يتهموهم بالشرك والفسوق وإهانة مقدسات المسلمين وأرواحهم !! .
 ولا حول ولا قوة إلا بالله .

ليست هناك تعليقات: