الخميس، 25 أغسطس 2011

هل فشلت الثوره المصريه وتحولت الي أنتفاضه شعبيه؟





للاجابه علي هذا السؤال لابد من تعريف الفرق بين الانتفاضه الشعبيه والثوره
 الانتفاضه الشعبيه هي عندما تخرج الجماهير الي الشوارع وتطالب ببعض المطالب السطحيه والشكليه مثل تخفيض الاسعار أو رفع الاجور أو تعديل نظام الضرائب أو تغيير محافظ أو وزير أو رئيس وزراء أو حتي رئيس دوله وبعد أن يتم تنفيذ المطلب تعود الجماهير الي بيوتها ويعود الوضع كما هو عليه مع حدوث تغيير طبقا للمطلب الشعبي كتخفيض الاسعار أو رفع الاجور أو حتي أقاله رئيس الدوله
 أما الثوره فهي تحدث تغيير جوهري في المجتمع وتغير النظم السياسيه وألاقتصاديه وألاجتماعيه وتأتي بنظم بديله مختلفه مثل تغيير النظام الرأسمالي الي أشتراكي أو تغيير النظام العسكري الي مدني أو تغيير النظام الملكي الي جمهوري كما أن الثوره تغير النظام الاقتصادي بالكامل مثل التحول من النظام الاقطاعي الي الاشتراكي او من النظام الشيوعي الي النظام الرأسمالي
 ألثوره يكون لها قاده وشعب يقود هذه الثوره ويكون لها أجنده وفكره وفلسفه وعقيده ويكون قرارها بيدها وبيد الشعب الذي أقامها ولاتأخد أوامرها من مجلس عسكري او مجلس أنتقالي ولايتم فرض أي أجندات عليها وتنفذ مطالبها فورا وبدون مماطله وتبدأ فورا محاكمات كل من أجرموا في حق تلك الثوره
 دعونا نحلل ماذا حدث في مصر في يوم 25 يناير
الجماهير خرجت للشوارع وكانت تطالب بتغييرات جذريه في المجتمع وتغيير النظام بالكامل والتحول من نظام ديكتاتوري ظالم ومتكبر ومحتقر للشعب ونظام لايوجد به أي حد أدني من العداله الاجتماعيه وتوزيع الثروه الي مجتمع ديمقراطي عادل يقدم الاحترام والكرامه للجميع ويقدم عدل أجتماعي لكل طبقات الشعب, الذي حدث في هذا اليوم كان شئ مشرف بكل ماتعنيه الكلمه فخرجت الملايين الي الشوارع تطالب بحقوقها في بلدها وتبحث عن كرامتها الضائعه وتفرض علي النظام القائم التراجع رغم ضربهم بالرصاص الحي عبر بنادق القناصه
 الجيش المصري وقف موقف المتفرج في البدايه ولم ينحاز للشعب او للنظام وترك المهمه القذره لضرب الشعب بالرصاص الحي لجهاز الشرطه ومباحث أمن الدوله والامن المركزي وكان يترقب حرب الاراده بين نظام حسني مبارك والشعب, وعندما وجد الجيش ان الكفه الراجحه هي كفه الشعب وأنه لن يجدي ضرب الجماهير بالرصاص فقد قرر الجيش كمؤسسه لها مصالحها الخاصه بها أن ينحاز الي الشعب ولكنه كان أنحياز سلبي وليس أيجابي فكل ماقدمه الجيش للشعب هو عدم الاعتداء عليهم وعدم ضربهم بالمدافع والدبابات والطائرات كما حدث في ليبيا أو سوريا
 وبعد أن تم تنفيذ المطلب الاول للشعب وهو تنحيه حسني مبارك تم السماح له بالرحيل الي شرم الشيخ كما أعلنوا لنا وتم تركه عده أسابيع حتي تمكن حسني وأقاربه من تهريب كل الاموال وكل الادله التي تثبت أنه يمتلك أي أموال بالخارج وهذا أذا لم يتم هرب حسني مبارك وعائلته بالكامل الي بريطانيا كما أعلنت صحيفه أيفنينج ستاندارد اللندنية والتي صرحت بأن مبارك وعائلته أنتقلوا الي لندن في مكان سري منذ 17 فبراير http://www.thisislondon.co.uk/standa...s-in-london.do
الثوره الشعبيه بدأت في 25 يناير 2011 لم يتم أصدار أي حكم قضائي علي أي من أشتركوا في ضرب الشعب بالرصاص الحي أو اي رمز من رموز النظام السابق وكل مانسمعه هو تمديد الحبس الاحتياطي كل 15 يوما حتي لم نري صوره واحده للقبض أو التحقيق مع حسني مبارك أو أولاده ولاحظوا انه حتي هذه اللحظه لم يصدر أي حكم محكمه بحق قوات الامن التي كانت تضرب الشعب بالرصاص الحي وببنادق القناصه في الرؤوس كما أن حسني مبارك نفسه وكل عائلته قد تم تهريبهم الي بلدهم الاصليه بريطانيا مع كل الغنائم والمليارات التي نهبوها في شهر فبراير والحكم الوحيد الذي صدر كانت بحق المدون المصري مايكل نبيل والذي قضت محكمه عسكريه بحبسه لمده ثلاث سنوات بسبب أنتقاده للمجلس العسكري الحاكم علي مدونته
 وهذا يدل علي أن لم يحدث أي تغيير فالعسكر مازالوا يحكمون كالسابق كما ان المحاكم العسكريه نصبت لمن ينتقد المجلس العسكري العسكر وليست لرموز النظام الذي قامت الثوره من أجله, فحسني مبارك نفسه لم يتمكن من تدبير محاكمه عسكريه لاي مدون في خلال 30 سنه وهنا نري ان المجلس العسكري الحالي يبدأ بتنصيب المحاكم العسكريه لكل من ينتقدهم أي أننا في وضع أسوأ مما كنا عليه في عهد الفرعون حسني مبارك
في الثورات يتم معاقبه من أستحلوا دم الشعب فورا فالثوره الفرنسيه أعدمت لويس السادس عشر وزوجته ماري أنطوانيت وتم قطع رقابهم بالمقصله أمام الجميع وكانت تلك لحظه فاصله في أنهاء النظام الملكي الفرنسيه وتهيئه الاجواء للنظام الجمهوري والذي أتخذ كنظام جمهوري في معظم دول العالم بعد ذلك
 حتي الان كل الدلائل تدل علي ان ماحدث في يوم 25 يناير كانت ثوره لم تكتمل بعد فالنظام العسكري المصري لم يتغير ومازال يحكمنا العسكر حتي الان كما أن النظام الاقتصادي والاجتماعي القائم في مصر أيام حسني مبارك لم يتغير وكل ماتغير فقط هو بعض الوجوه علي رأس بعض الوزارات والمحافظات ورأس النظام بينما بقيت المنظومه التي بناها حسني مبارك في خلال 30 سنه كما هي فالاغنياء مازالوا أغنياء والفقراء مازالوا فقراء حتي المحافظين يتم فرضهم علي البسطاء والفقراء كما يحدث في عهد حسني مبارك
 الثوره الحقيقيه هي عندما تحدث مواجهات حقيقيه بين الشعب وممن يتمسكون بالسلطه وتنتهي بأنتصار الشعب وتحقيق كل مطالبهم فورا وبدون مماطله ولكن مايحدث الان غير ذلك فهناك مماطله مريبه في محاكمات حقيقيه وكما يتم سرقه الثوره أمام أعين الجميع
ياساده لاتخدعوا أنفسكم فالفراعنه مازالوا في مواقعهم ولن يتخلوا عن مكاسبهم وثرواتهم ولن يتركوها للفقراء بسهوله
مظاهر عدم تطور الثوره المصريه وأنحسارها في دور الانتفاضه الشعبيه
1- لم تنفذ حتي الان مطالب الثوره سوي الشكليه منها مثل تنحيه حسني مبارك وحبس بعض الوزراء وتقديمهم للشعب ككبش فداء بينما بقيت المنظومه التي بناها في خلال 30 سنه كما هي مثل المنظومه السياسيه والمنظومه العسكريه والمنظومه الامنيه والمنظومه الاقتصاديه
 2- لم تقم محاكمات حقيقيه حتي هذه اللحظه ولم نسمع عن أي حكم بالسجن او بالاعدام علي من ضربوا الشعب بالرصاص الحي في الرؤوس وخصوصا القناصه الذين كانوا يقتنصون الشعب وكأنهم في رحله صيد لاصطياد الادميين وكل مانراه تمديد حبس لمده 15 يوميا علي بعض الاشخاص في مسرحيه هزليه هدفها أحتقار الشعب والمحاكمه الوحيده التي تم أصدار حكم فيها كانت بحق المدون المصري مايكل نبيل وقد حكمت عليه محكمه عسكريه بالسجن لمده ثلاث سنوات بسبب أنتقاده للمجلس العسكري وهذا يدل علي أننا نعيش نفس لحظات حكم حسني مبارك بل نعيش في لحظات أسوأ هدفها تكميم الافواه وعدم أنتقاد الحاكم الحقيقي لمصر تماما مثلما كان يفعل حسني مبارك الوغد وأجهزته اللعينه بل أن حسني مبارك نفسه لم يتمكن من حبس مدون علي الانترنت لمده ثلاث سنوات
 3- لم يتم أسترداد دولار واحد من الدولارات التي تم تهريبها للخارج ولم يتم أسترداد جرام دهب من أطنان الذهب التي نهبت وهربت للخارج
 4- أختيار المحافظين مازال محصور علي الطبقه العسكريه ويتم أختيارهم بالتعيين وليس بالانتخاب كما كان يحدث أيام مبارك اللعين كما ان المؤسسه العسكريه مازالت تفرض المحافظين من طبقه الجنرالات واللواءات علي شعوب المحافظات ومحافظه قنا أكبر دليل علي ذلك
 5- سطوه الكنيسه السياسيه والاقتصاديه مازالت قائمه ولم يتجرأ أحد علي تحدي سلطاتهم والانبا شنوده ونجيب ساويرس أكبر مثال علي ذلك
 6- لم يحدث أي تغيير علي المنظومه الاقتصاديه فالاغنياء بقوا أغنياء والفقراء بقوا فقراء وسكان المقابر مازالوا في المقابر ولاأعتقد انهم سينتقلون الي مساكن آدميه أذا بقي الحال كما هو عليه
 7- لم يحدث أي تغيير جوهري علي الوزارات السياديه مثل وزاره الداخليه ووزاره الدفاع ووزاره الخارجيه وكل ماتغير هو وجه بعض الوزراء بينما بقيت السياسات كما هي مع بعض التعديلات السطحيه
 8- تدفق الغاز الطبيعي لم يتوقف عن أسرائيل حتي هذه اللحظه
 9- سيناء مازالت مفتوحه فقط للاغنياء والسياح الاجانب ولم تفتح بعد لفقراء وعمال مصر
 10- تم تهريب حسني مبارك وعائلته الي بريطانيا وعمل مسرحيه أنهم مقبوض عليهم والدليل علي ذلك ان محاكماتهم لم تبدأ بعد ولم نري حتي صوره واحده فقط وهم رهن التحقيق
 11- لم يتم حتي الان ملاحقه أذرع الاخبطوط الاسرائيلي والامريكي الذي أخترق مصر وتمدد في كل نواحي الحياه المصريه
 12- لم يتم ملاحقه كل الجماعات التي تعمل لصالح الاجنبيه مثل الجماعات الدينيه السلفيه المموله من السعوديه أو الجماعات الصليبيه المتطرفه المموله من أمريكا وفرنسا ودول الاتحاد الاوربي
13- كل محافظات مصر تحكم بواسطه لواءات من الجيش والشرطه ولم يتمكن الشعب المصري حتي هذه اللحظه من أنتخاب من يحكم محافظاته بدلا من تعيين لواءات وجنرالات كما يروق للحاكم والذي هو من الجيش أيضا فالطابع العسكري مازال قابع علي من يحكم مصر من القمه الي القاع ومنذ أيام مينا وأحمس ورمسيس وحتي هذه اللحظه والثوره لم تتمكن حتي الان من تغير هذا الوضع المخزي
 14- مع أن الجيش هيئه مصريه مثل أي هيئه أخري بها الوطني وبها الغير وطني الا انها تجرم أي أنتقاد لها وهذا يدل علي ان هذه الهيئه أكثر ديكتاتوريه من حسني مبارك والذي كان يسمح للشعب بأنتقاده فقد تم أستبدال ديكتاتوريه شخص بديكتاتوريه هيئه
 فمع أن هيئه الجيش التي خرج منها الابطال من أحمد عرابي وعزيز المصري وعبدالمنعم رياض وأبراهيم الرفاعي والفريق الشاذلي وجميع الشهداء الذين دفعوا حياتهم ثمنا للدفاع عن مصر في حروب 48 و 67 و 73 الا ان هذه الهيئه أنجبت أيضا اللصوص والمجرمين والجواسيس أمثال شمس بدران وصلاح نصر وحمزه البسيوني وعبدالحكيم عامر وحسني مبارك وصفوت الشريف وحسين سالم وزكريا عزمي والمقدم فاروق الفقي (الذي باع أسرار حائط الصواريخ المصريه الي أسرائيل ونشرت قصته في فيلم الصعود الي الهاويه) علاوه علي أسماء كثيره من الجواسيس ويمكن قراءتها علي صفحات الانترنت من ملفات المخابرات العامه المصريه أنفسهم
 الثوره المصريه لم تنجح بعد وكل ماحدث هو مجرد تغيير في بعض الوجوه بينما بقي الحال كما هو عليه ولكن بعد تغيير الثياب ونيو لوك أخر

ليست هناك تعليقات: