الثلاثاء، 28 فبراير 2012

جهادي يكشف حقيقة العلاقة السرية بين عمرو موسي ونبيلة عبيد



كتب : علاء ابراهيم

في بداية حواري معه لم أجد طريقا أقدم به ضيفي سوي أنه كان أحد الذين كان الإعلام المصري يطلق عليهم لفظ إرهابي اشتهروا بسلسلة اغتيالات هزت مصر في التسعينات كان علي رأسها محاولة اغتيال الرئيس مبارك نفسه أكثر من مرة وأشهرها في أديس أبابا وتوالت التفجيرات والاغتيالات وتم قتل رفعت المحجوب رئيس مجلس الشعب الأسبق والكاتب الصحفي فرج فودة وغيرهما وتفجيرات السياحة والبنوك.

ضيفي في الحوار وزملاؤه كانوا مكلفين باغتيال مبارك والمشير حسين طنطاوي وعاطف صدقي وعمرو موسي وعادل إمام ويوسف شاهين وأحمد راتب كل هذا قبل أن تاتي ساعة الصفر لتنفيذ خطتهم في قلب نظام الحكم في مصر التي تدربوا عليها تدريباً محكماً في أفغانستان والسودان.

إنه علي قاسم من مواليد عام 1968حاصل علي دبلوم زراعة سنة 1986 وفي عام 1990 سافر إلي أفغانستان ومكث هناك ثلاث سنوات ثم عاد إلي السودان ومنها إلي مصر قبل أن يقبض عليه في أحداث أديس أبابا ولم يخرج من السجن إلا منذ عام.

> في بداية الحوار هل تغضب حينما يصفك البعض بأنك كنت إرهابيا؟

لا أغضب اطلاقا.. بالعكس أنا أفتخر وأتشرف بأنني كنت إرهابيا لمن يحارب الله ورسوله أو يعادي دينه ونألف ونأنس للمسلمين وكل من يواليهم.

> متي انضممت إلي الحركات الإسلامية؟

أنا من أبناء الريف وبالفطرة أحب الالتزام والتدين وكنت أتردد علي مسجد السنية بقرية دمشير بالمنيا وكان تابعا للجمعية الشرعية وكنت دائم التردد عليه في سن الإعدادية وعندما التحقت بمدرسة الزراعة في المنيا تعرفت علي أخ اسمه أحمد سعد إسماعيل ودعاني إلي الذهاب معه إلي مسجد الرحمن بالمنيا معقل الجماعة الإسلامية وتعرفت هناك علي الشيخ محمد جمال إسماعيل وبدأت التزم مع الجماعة وأحببت النظام والدرس والعمل الجماعي وبعد شهور تم تكليفي بأن أكون أميرا في مدرستي «الزراعة» وكنت بالصف الثاني واستمررت كذلك إلي أن حصلت علي الدبلوم ثم عدت إلي قريتي وأصبحت أميرا لها.

> ومتي كان التحول من العمل الدعوي إلي العمل المسلح؟

عندما تم استدعائي إلي الجيش استأذنت من الشيخ كرم والشيخ ناجح عندما كانا في سجن أسيوط في امتحانات سنة 1989 وكان قد سبق واعتقلت عام 1986 في أحداث نادي الوادي الخاصة بالشيخ علي عبدالفتاح وأحداث مسجد الرحمن بالمنيا أيام زكي بدر.

وأنا كنت أريد أن أدخل الجيش لأنني أحب العسكرية والشيخ صفوت عبدالغني حفزني علي ذلك و قال لي ادخل ربما تدخل سلاحا نحتاجك فيه وكان ذلك وقت أحداث عين شمس ودخلت الجيش وجاءتني الأوامر بأن اشتغل دعوة وكنت أعقد لقاء أسبوعياً وأعطي درس فقه ودرس عقيدة وأخطب الجمعة واعمل إفطاراً جماعياً الاثنين والخميس وكنت أصلي بالجنود وكنت أطبق نفس برنامج الجماعة بالخارج، ومن المعروف أن الجندي في بداية دخوله الجيش يشعر بالغربة والوحشة وكنت أستغل الفرصة وألعب علي هذا الوتر وكنت أقدم بعض الخدمات للجنود وبدأ العساكر في الالتفاف حولي والاستجابة لي.

> هل كان ذلك في السر أم في العلن؟

كان في البداية في السر ثم بعد ذلك جاءت التكليفات لي بأن أعمل بكل ثقلي مما أدي إلي اكتشاف أمري وطردي من الجيش حيث إنه في ذلك الوقت كنا في ذكري مرور عام علي الانتفاضة الفلسطينية فقمت بتعليق ملصق كبير علي منبر المسجد يقول "نأكل ملء بطوننا وننام ملء عيوننا ونضحك ملء أفواهنا وإخوتنا في فلسطين يلتحفون السماء ولايجدون لقمة العيش" فانكشف أمري وبدأوا في التحقيق معي وعندما أرادوا تكديري بالزحف علي بطني رفضت لأنه لا ينبغي لمسلم أن يذل نفسه وخرجت من الجيش وقررت بعد ذلك السفر إلي أفغانستان بعد أداء عمرة في السعودية.

> ولماذا اختارت أفغانستان؟

كنت مغرما بالسفر إلي أفغانستان والجهاد هناك خاصة بعد إذاعة شرائط فيديو للشيخ عبدالله عزام وبعد أحداث مقتل المحجوب كنت أتوقع القبض علي واعتقالي فقررت السفر واستأذنت القيادات وسافرت إلي السعودية ومنها إلي أفغانستان، وعندما ذهبت إلي أفغانستان كان معي أربعة إخوة وكان اسمي الحركي حسان نزلت في أحد منازل المجاهدين الأنصار الذي كان تابعا للشيخ عبدالله عزام وكانت هناك عدة معسكرات منها معسكر الصديق والفاروق وكانا تابعين للشيخ أسامة بن لادن بينما المعسكر الخاص للجماعة كان يسمي الخلافة وجاء إلينا الشيخ محمد شوقي شقيق خالد الإسلامبولي وأخذنا إلي معسكر خلدن الذي بدأ فيه تدريبنا علي كل الأسلحة الخفيفة والثقيلة وعلي التكتيك العسكري وعلي المتفجرات إضافة إلي دورات خاصة علي الاغتيالات ثم بعد ذلك كنا نخرج حراسات للقيادات بعد تعرض الشيخ عبدالآخر حماد لمحاولة اغتيال واستهداف بعض المشايخ مثل الشيخ طلعت فؤاد قاسم والشيخ مصطفي حمزة والشيخ رفاعي طه فكنا نحرسهم إلي أن مرت هذه المرحلة بسلام.

> كيف كان التعامل بينكم وبين باقي المجاهدين العرب؟

الإخوة كانوا ينسقون مع الأفغان فقط وليس مع العرب وكان لنا معسكراتنا الخاصة وعندما يحتاجون شيئا منا كنا نقوم بالتعاون معهم ثم نعود إلي معسكراتنا الخاصة وذلك لأسباب كثيرة منها أن الحركات العربية هناك كانت تقوم بتصوير العمليات واللقاءات بالفيديو ونحن كنا لا نرغب في ذلك علما بأن الجماعة شاركت في كل العمليات التي تمت في أفغانستان وكنا نرفض الحصول علي أي غنائم وكنا نحولها إلي معسكرات الإعداد.

> وكيف سارت الأمور بعد أن سقطت أفغانستان في أيدي المجاهدين؟

بعد أن سقطت أفغانستان في أيدي المجاهدين والأحزاب الإسلامية والفضل في ذلك لله وليس لأحد فيه فضل وبدأ الصراع بين أحمد شاه مسعود وحكمت يار وكان أحمد شاه مسعود قد تربي في فرنسا تربية علمانية وكان يميل إلي منهج الإخوان وكان برهان الدين رباني يعشق مبارك وكان يقول حينما نصل إلي حكم كابول نتشرف بأن يكون أول زائر لنا في كابول هو الرئيس حسني مبارك وكان يعتبره قدوة ومثلاً أعلي.. أما نحن فكانت قضيتنا مصر بعد الانتهاء من أفغانستان وحكمت يار كان يحب الجماعة الإسلامية والدكتور عمر عبدالرحمن ودعانا إلي المشاركة معه في الحرب الأهلية والإخوة رفضوا وقالوا له نحن جئنا من اجل سقوط أفغانستان في أيدي المجاهدين وقد تحقق الهدف أما ماتدعونا إليه فهذه حرب أهلية لا نشارك فيها أبدا ولا نكمل معكم.

> وما حقيقة التبرعات التي كانت تصل للجماعة؟

الجماعة كانت تحصل علي تبرعات من دول الخليج أثناء الحرب علي أفغانستان وبعد انتهاء الحرب وبمجرد علم هذه الدول بنية وتوجه الجماعة لقلب نظام الحكم في مصر توقفت هذه التبرعات.

> وما دور محمد شوقي شقيق خالد الإسلامبولي في أفغانستان؟

كان ذائع الصيت هناك كونه شقيق خالد الإسلامبولي قاتل السادات وكان دوره دعويا وكان يقوم بجمع تبرعات وكان واجهة إعلامية للجماعة هناك ومعه الشيخ طلعت فؤاد قاسم والشيخ عبدالآخر حماد وكان يسافر إلي بعض الدول لجمع التبرعات للمجاهدين.

> وكيف كانت حياتكم في أفغانستان؟

الإخوة كانوا يهتمون بالتدريب العسكري اهتماما عاليا وفائقا وكل من ذهب إلي أفغانستان ومكث فترة طويلة تدرب علي الاغتيالات والحرب الإلكترونية والتكتيك العسكري وكل أنواع الأسلحة الثقيلة والخفيفة والمدفعية حتي تزوير الأوراق تدربنا عليه أيضا والذي كان قائما علي تدريبنا الشيخ مصطفي حمزة كتدريب أمني والشيخ حسين شميط والشيخ عصام عبدالجواد الذي قتل وكان ضمن الموجودين في قضية قتل المحجوب واشرف الشمشتلي وكنيته أبو بكر عقيدة الذي قتل في الشيشان.

> أين كنتم تتدربون؟

كنا نتدرب في الأماكن الحدودية بين أفغانستان وباكستان وعندما كانت تسنح لنا الفرصة كنا نتدرب في الخطوط الخلفية لجبهات القتال حيث كنا نتدرب علي بعض الأسلحة غير الموجودة لدينا في المعسكر وعندما نزلنا إلي السعودية واليمن في طريق العودة كترانزيت كانت هناك تدريبات خاصة فقط باللياقة البدنية مثل الجري والسويدي وغيرهما من الرياضة ثم بعد ذلك انتقلنا إلي السودان.

> كيف كانت رحلة العودة إلي مصر؟

عندما قررنا مغادرة أفغانستان في رحلة العودة إلي مصر كنا ننزل في أي دولة أوروبية أو خليجية انتظارا لتلقي الأوامر والتعليمات من القادة بالتحرك فمنا من ذهب إلي البوسنة والهرسك ومنا من ذهب إلي الشيشان ومنا من انتظر في السعودية واليمن قبل التجمع الأخير في السودان.

> وما التكليفات التي نزلتم بها من أفغانستان؟

عدنا إلي مصر بعد ذلك لاستهداف حسني مبارك و نظامه وتدربنا علي ذلك تدريبات عالية جداكانت الأوامر بالنسبة لنا أن كل فرد ينزل بأوراق مزورة يتزوج وينتظر ساعة الصفر.

> من صاحب قرار عودتكم إلي مصر وماهي ساعة الصفر للتحرك لقلب نظام الحكم؟

صاحب القرار هو الشيخ مصطفي حمزة وكانت تعليماته لنا بالتخفي والانتظار مع المحافظة علي اللياقة البدنية مع رصد بعض الأماكن وتجميع المعلومات عن الأهداف وكنا قبل نزولنا إلي مصر ننزل إلي السودان نأخذ دورات تدريبية وكنا نعيش في مزارع هناك ونتدرب علي كيفية التحرك داخل البلد وحرب المدن والتدريب علي التزوير والأكليشيهات التي من الممكن أن نحتاجها في الأوراق الرسمية وكانت هناك قائمة طويلة بالمطلوب تصفيتهم جسديا علي رأس القائمة مبارك وعاطف صدقي والمشير محمد حسين طنطاوي وعمرو موسي وحسن الألفي ولواءات الشرطة وأمن الدولة ومن الفنانين عادل أمام وأحمد راتب ويوسف شاهين كنا نناقش بعض الأهداف مثل ضرب قناة السويس والمتحف المصري ولاظوغلي والبنوك والسياحة، وكانت هناك تقارير مستمرة عن كل فرد فينا الأخلاق التعاملات الولاء والبراء تعامله مع الأموال ومن خلال التقرير يتم تحديد نسبة مئوية عن الشخص ويأخذ القرار بشأنه بمشاركته أو عدم مشاركته.

> وما طبيعة دور السودان معكم ولماذا كانت يأويكم ؟

السودان كانت له مصلحة كبيرة من وجودنا هناك في هذا التوقيت عام 1994 الذي تم فيه ضرب مصنع الأدوية الأمريكي علي يد الشيخ أسامة بن لادن وكان هناك فرض حظر اقتصادي علي السودان الذي كان يحاول أن يظهر وكأنه هو الذي يأوي الإرهابيين ويجمعهم عنده حتي يخيف بنا النظامين الأمريكي والمصري فنحن كنا بمثابة البعبع لهذين النظامين هذا كان سياسيا أما علي ارض الواقع كانت الحقيقة غير ذلك فحقيقي كان هناك تنسيق بين الإخوة وبين النظام السوداني وبالأخص المخابرات.

> وما علاقتكم بالنظام السوداني؟

لم نكن أداة في يد السودان نحن من اختارنا السودان وكنا موجودين في السودان بالتنسيق مع المخابرات السودانية وتحت مراقبة المخابرات المصرية والسفارة المصرية في السودان وأذكر واقعة تعرض الشيخ أسامة بن لادن وأيمن الظواهري لمحاولة اغتيال علي يد المخابرات المصرية كشفتها لنا المخابرات السودانية.

> وعلي أي شيء كان الاتفاق بينكم وبين السودان ؟

في حالة القيام بأي عملية يتم إخبارهم بها إذا كانت علي أرض السودان أو خارجه في مقابل تقديم المساعدات المطلوبة من أسلحة ومعلومات مخابراتية عن الهدف.

> ما العمليات التي ساعدكم فيها السودان غير أديس أبابا؟

لا أستطيع أن أفصح عنها الآن.

> عدتم إلي مصر بالطبع عن طريق التهريب من علي الحدود السودانية كيف كنتم تعيشون داخل مصر ؟

عندما نزلنا إلي مصر تم تسكيننا في شقة وإحضار زوجة لكل أخ إلي أن يأتي التكليف بتنفيذ العملية في صورة معينة كنا نعيش هاربين متخفين في شخصيات أخري غير شخصياتنا الحقيقية وعددنا كان كثيرا داخل مصر وخارجها ومجموعتي أنا كانت مكلفة باغتيال مبارك ورئيس الوزراء ومكثنا أربعة شهور بالقاهرة في انتظار الفرصة السانحة لتنفيذ المهمة وخلال هذه الأربعة شهور كنا نبحث عن أي شيء نقوم به لصعوبة اغتيال مبارك فكنت أذهب للمتحف المصري ورصدت بعض الوفود اليهودية وذهبت إلي المركز القومي ووزارة الخارجية ولاظوغلي كنت أتابع كل هذا وأقوم بتوصيل المعلومات للقيادات.

> حدثني عن خطتكم لقلب نظام الحكم؟

كنا مجموعات كبيرة منهم ماكنت أعرفهم وعلي اتصال بهم ومنهم من كنت لا أعرفهم كانت هناك مجموعة الشيخ عصام عبدالجواد ومجموعة أخوينا زكريا البشير ومجموعة أحمد حسن عبدالجليل وكانت الخطة أن المجموعات التي نزلت من أفغانستان توزع علي جميع محافظات الجمهورية وكان هناك صفقة أسلحة كبيرة تم الاتفاق عليها وجلبها من إريتريا وإدخالها إلي البلد عن طريق السودان وتم تخزين الأسلحة في كوم امبو بأسوان وكان سيتم توزيع هذه الأسلحة علي كل المجموعات بالمحافظات وتخرج هذه المجموعات في وقت واحد وتقوم باحتلال المباني الحكومية في المحافظات تمهيدا لقلب نظام الحكم وكان القائد العسكري لهذه العملية هو الأخ أحمد حسن عبدالجليل البحيري والقادة الميدانيين هم إسلام الغمري وأبو عمر المصري وشريف عبدالرحمن الذي نفذ عملية أديس أبابا وقتل فيها والمجموعة الوحيدة التي "اشتغلت فينا كويس "هي مجموعة أخونا أحمد حسن عبدالجليل علي البنوك والسياحة وباقي المجموعات كانت تتساقط واحدة تلو الأخري ولعل في ذلك حكمة لايعلمها إلا الله.

> وماذا عن الخطط التي تدربتم عليها لاغتيال الرئيس مبارك؟

مبارك بالنسبة لنا كان مجرد هدف مثل بقية الأهداف ونحن كنا نتدرب علي عمليات عامة مثل اختطاف شخصية أو وثائق مهمة أو الهجوم علي مبني معين كان يدربنا عليها الأخ عثمان صديق شوقي وعمليات اغتيالية مثل عملية المحجوب فالإخوة تدربوا عليها ثم بعد نجاحها أصبحت نموذجا نتدرب عليه أيضا عملية اغتيال فرج فودة، وكنا نقسم إلي مجموعتين في التدريب مجموعة لا الله إلا الله محمد رسول الله ومجموعة الشرطة والمهمة هي اختطاف أو تأمين شخصية والمجموعة التي كانت تفشل في مهمتها كانت تكدر وتعذر وتحرم من أشياء كثيرة والمجموعة الأخري التي تنجح تحصل علي ذخيرة أكثر يذهبون إلي الجبهات من باب التحفيز وتدريبات علي عمليات وحرب قتالية واسعة وأعمال ميدانية.

> كانت مجموعتك مكلفة باغتيال مبارك والمشير ورئيس الحكومة ووزير الداخلية من أين كانت تأتيك المعلومات عن الأشخاص المستهدفين؟

كنت أقوم باستيفائها بنفسي وأحيانا كثيرة كانت الصدفة لها دور فمثلا كنت موجودا في أتوبيس وداخل علي ميدان 6 أكتوبر في مصر الجديدة ووجدت أحد الركاب يقول لي شايف الشباك اللي في العمارة هناك ده بتاع شقة حماة المشير طنطاوي وقتها شعرت بأنني عثرت علي ضالتي وعلي الفور في المحطة التالية نزلت وعدت لأراقب العمارة وأتابع الشقة لفترة طويلة يوميا في انتظار المشير فلابد أنه سيأتي في يوم لزيارة حماته وعندها أبدأ في تتبعه لكن شاءت الظروف أنني لم أتمكن من اغتياله.

> وماذا عن عمرو موسي؟

عمرموسي وصلنا إليه عن طريق نبيلة عبيد حيث كان يذهب إليها وكان الأخ سمير فراج مكلفا باغتياله وكان يقول إننا سنغتاله عن طريق نبيلة عبيد لأنه كان دائم التردد عليها ويبيت عندها والسهرات والذي منه كل واحد من هؤلاء له ذلة وكلهم مدنسون وملوثون..

> كان بينكم وبين النظام السياسي خلاف لكن ماذا عن الفنانين فقد ذكرت لي أن قائمة الاغتيالات كانت تضم عادل أمام وأحمد راتب ويوسف شاهين؟

عادل إمام استهزأ بالدين في مسرحية الواد سيد الشغال والزواج والطلاق والأخ علي والأخت رشيدة وعطية الإرهابية كلام فيه سخرية واستهزاء بالدين وقد تعمدت الدخول إلي السينما ورأيت فيلمه الإرهابي ودور أحمد راتب في تشويهنا في هذا الفيلم كان أكثر من عادل أمام وكنت أتمني أن يقعا تحت يدي ويوسف شاهين كنا نريد اغتياله بسبب فيلم المهاجر الذي تحدث فيه عن سيدنا يوسف.

> ولماذا لم تلجأ للقضاء وتطلب محاسبتهم؟

الدكتور يوسف البدري يعمل هذا.

> ما العمليات التي كنتم مسئولين عن تنفيذها ونجحت؟

كل العمليات التي نفذت ضد السياحة والبنوك جميعها نجحت ومحاولة اغتيال مبارك في أديس أبابا ومحاولة اغتياله هو والقذافي في مطار سيدي براني ومحاولة اختراق القصر الجمهوري نعتبرها عمليات ناجحة لأنه لولا تدخل القدر في اللحظات الأخيرة لتمت هذه العمليات بنجاح مائة في المائة.

> ما الذي منعكم من تنفيذ مخططكم؟

لا أعلم لقد تساقطنا مجموعة تلو الأخري في أيدي الشرطة ولعل عدم تمكننا من تنفيذ خطتنا لكي ندخل السجون والمعتقلات ونأخذ فترة نتعلم فيها الصبر والعلم والإتقان والنضج للعقول وحفظ كتاب الله تعالي فكثير منا كان لايحفظ كتاب الله ولا السنة النبوية المطهرة أو الفقه الإسلامي ولما دخلنا السجون حفظنا القرآن كاملا ومنا من كان يتباري بحفظ القرآن بأكثر من رواية أيضا حفظنا المتون والعقيدة والفقه والسيرة وأحكام التجويد ومنا من حصل علي أكثر من شهادة دكتوراه ، ولعل الله عز وجل أراد لنا في ذلك حكمة فربما انه أخذنا الكبر والغرور والزهو بقوتنا ونسينا أنفسنا فأراد الله أن ندخل هذه السنين الطويلة إلي السجون لنأخذ العبرة والعظة من الثورة التي حدثت وكيف أنها غيرت نظاما بطريقة سلمية تماما عجزنا نحن عن تغييره بقوة السلاح.

> متي تم القبض عليك؟.. وماذا ذكرت في التحقيقات؟

تم إلقاء القبض علي بعد شهر من عملية أديس أبابا وفي التحقيقات معي قلت إننا نعمل هذه الأشياء ونحمل رقابنا وأرواحنا علي أيدينا ابتغاء مرضاة الله عز وجل وتمكينا لدينه ولإقامة الخلافة الإسلامية وليس لأي شيء آخر وكانوا في التحقيقات يريدون ان نورط السودان فيما كنا نقوم به بأي شكل.

> بعد هذا العمر هل تعترف بخطأ تفكيرك؟

الذي فعلناه كان صحيحاً مائة بالمائة مع الوضع في الاعتبار قول الإمام الشافعي رأيي صواب يحتمل الخطأ ورأي غيري خطأ يحتمل الصواب ونحن فعلنا مافعلناه من باب إخلاص النية لله عز وجل وأنا كان لي تصوري وهو أن القائد الخاص بي يأتي لي بالخلاصة الشرعية ويوجهني التوجيه الصحيح إلي فعل هذا أو عدم فعل هذا وأنا كنت أتحرك بإخلاص النية كفرد عادي ولست قائدا أو مسئولا نحن كنا نخرج نطلب الشهادة في سبيل الله عز وجل وأريد أن أحمي وأدافع عن الدين بصورة أو بأخري فأنا في هذه الحالة مجتهد ولست عالما وأنا لم أكن اعلم الصواب وابتعدت عنه ولو علمت الصواب من الخطأ لابتعدت عن الخطأ واتبعت الصواب حتي لو كان الصواب هو أن أوجه بندقيتي إلي أبي وأمي لفعلت ولو كان الخطأ أن أوجه سلاحي إلي حسني مبارك لما فعلت.

ليست هناك تعليقات: