حدد المجلس الأعلى للقوات المسلحة، الذي يتولى إدارة مصر منذ الإطاحة بالرئيس السابق حسني مبارك، تفاصيل خطط لضمان أن الجهة التي تصيغ دستور البلاد تمثل كل قطاعات المجتمع وليس مجموعة في البرلمان، وهي آراء ستثير غضب الإسلاميين الذين يسعون للقيام بدور رئيسي بعد نجاحهم في المرحلة الأولى من الانتخابات البرلمانية.
لكن ما أعلنه الجيش ربما يطمئن الولايات المتحدة التي تقدم مليارات الدولارات من المساعدات العسكرية وغيرها من المساعدات لمصر ودولا غربية أخرى متوجسة من صعود الإسلاميين بعد الإطاحة بمبارك في فبراير شباط.
وفي وقت سابق كانت الاقتراحات التي أيدها الجيش بخصوص تشكيل الجمعية التأسيسية التي ستضع الدستور واقتراحاته بشأن بنود في الدستور الجديد تحجب الجيش عن أي إشراف مدني أشعلت احتجاجات في نوفمبر تشرين الثاني تحولت إلى العنف.
وتراجع الجيش وقال إن المبادئ التي وضعها ليست أفكارا ملزمة لكنها أثارت ريبة الساسة والنشطاء في ان الجيش يريد التمسك بالسلطة بعد تسليم السلطة رسميا لمدنيين في العام المقبل.
وقال اللواء مختار الملا، وهو عضو في المجلس العسكري، إن البرلمان الجديد سيتولى مسئولية اختيار الجمعية التأسيسية المؤلفة من 100 عضو لوضع الدستور بما يتوافق مع الإعلان الدستوري الذي صدر بعد الانتفاضة.
لكنه أضاف أنه يجب الاتفاق على 'الضوابط' لاختيار الشخصيات التي ستكون موجودة في الجمعية التأسيسية قبل أن يقوم البرلمان بالاختيار.
وقال لمجموعة من الصحفيين 'سوف يتم التوافق قبلها على شكل الجمعية التأسيسية.. بين مجلس الوزراء والمجلس الاستشاري للمجلس الأعلى ومجلس الشعب والشورى' وأضاف أن الجيش لن يفرض أسماء أو يتدخل.. وحصلت رويترز على تسجيل صوتي لهذه الإفادة الصحفية.
وقال الملا إن من المفترض أن يستمر الدستور الجديد سنوات كثيرة مقبلة لذلك يجب أن يكون من يصيغه مجموعة تمثل قطاعا أكبر من الأغلبية في البرلمان، ولابد أن تشمل عمالا ومهنيين وأحزابا ونقابات وجهات أخرى.
كما حدد اقتراح الجيش في نوفمبر أطيافا مختلفة من المجتمع للجمعية التأسيسية. وغضب المتظاهرون لأنهم اعتبروها محاولة من الجيش للاستئثار بسلطات التعيين بدلا من البرلمان.
وتمسك محمد البلتاجي وهو قيادي في حزب الحرية والعدالة التابع لجماعة الأخوان المسلمين -الذي حصلت قائمته الحزبية على 37 في المئة من الأصوات في الجولة الأولى من الانتخابات البرلمانية ليتصدر المركز الأول- بضرورة أن يختار البرلمان الجمعية التأسيسية.
وقال البلتاجي لرويترز: إن هذا من المرجح أن يكون محاولة أخرى للسيطرة على تشكيل الجمعية التأسيسية، وأضاف أن كل ما يمكن للحكومة أو المجلس الاستشاري الجديد أن يفعله هو تقديم اقتراحات من حق البرلمان رفضها وعدم الالتزام بها.
وعلى الرغم من ان خطة الجيش قد يعارضها الإسلاميون الذين ربما يشكلون أغلبية في البرلمان الجديد في حالة استمرار اتجاهات الناخبين التي ظهرت بوضوح في المرحلة الأولى فإنها قد تلقى الدعم من بعض الليبراليين الذين يقولون إن الدستور لا يمكن أن يكون انعكاسًا لرأي الأغلبية البرلمانية.
ويمثل المسيحيون عشرة في المئة من سكان مصر،وقال الملا: إن الدستور الجديد الذي سيطرح في استفتاء سيكون جاهزا بحلول منتصف 2012 وهو الموعد المعدل الذي حدده الجيش لتسليم السلطة إلى رئيس جديد.
وبهذا ستكون هناك فترة قصيرة للغاية متاحة أمام البرلمان بمجلسيه بعد الانتخابات التي ستنتهي في مارس.
وأكد الملا مجددا على أن الجيش ملتزم بتسليم السلطة إلى حكام مدنيين وأنه لا يريد الاحتفاظ بالسلطة. لكنه أثار مرة أخرى احتمال أن تكون ميزانية الجيش بعيدة عن أي إشراف مدني.
وتابع 'لا يوجد دولة في العالم تناقش موازنتها (للقوات المسلحة) في البرلمان لكن توجد مجموعات خاصة تسمى الأمن القومي.. تسمى أي مسمى تناقش بعض البنود في موازنة القوات المسلحة وهذا الكلام ليس في مصر فقط'.
وأضاف أن الجيش كان شفافا في شؤونه المالية وإن أعماله تخضع لإشراف الجهاز المركزي للمحاسبات، ويشارك الجيش المصري في شق الطرق، ويدير مصانع ويمتلك عقارات عديدة.
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق