البيزنس ليس له دين أو وطن.. هكذا يعتقد غالبية رجال الأعمال الذين يسعون دائماً لفتح قنوات اتصال وعلاقات دولية مترامية الأطراف.
وعندما تتحدث لغة المال فإن قواميس ومرادفات الوطنية والشعارات الدينية تتراجع إلي مؤخرة المشهد ولا صوت يعلو فوق صوت المصالح وربما يلجأ البعض من أصحاب البيزنس خاصة النجوم إلي الغرف المغلقة لإتمام هذه الصفقات العابرة للأوطان والمتجاوزة للأديان كضمانة لتجنب أي انتقادات أو اتهامات خاصة إذا كان أبطال هذا النوع من البيزنس نجمات جميلات أو سيدات مجتمع يتخذن من جمالهن وسيلة لتسهيل العديد من أشكال البيزنس المعلن والخفي واختراق مؤسسات مهمة وفي دول مختلفة.
أحد النماذج التي سلكت هذا الأسلوب وتحسست هذا الطريق في وقت مبكر وهي الجميلة «لوسي آرتين» ورصدنا لأول مرة في الصحافة المصرية القصة الحقيقية لصعودها وتحولها من مشروع نجمة تنتمي إلي عائلة فنية إلي سيدة أعمال وهمزة وصل مهمة بين تجار السلاح علي مستوي الدول وليس الأفراد فقط.
رصدنا أيضاً كيف نجحت لوسي في اختراق مؤسسات مهمة داخل مصر ساعدتها ومهدت لها الطريق خارج مصر وتحديداً في سوريا حتي وصلت إلي كبار الجنرالات في الجيش السوري في ذلك الحين ثم انتقلت إلي محطة مهمة وهي لبنان وارتبطت بعلاقات وطيدة مع العماد إميل لحود رئيس لبنان الأسبق والشيخ حسن نصرالله الزعيم الروحي لحزب الله الذي يرتبط بعلاقات وطيدة وجذور عميقة مع سوريا وإيران.
ولكن مع رحيل المشير أبوغزالة عن المشهد في مصر ومساعداته للفتاة الجميلة بدأت شمس لوسي تغيب وتوارت الحسناء عن مشهد صفقات السلاح والبيزنس الخفي واعتبر جميع أركان وأعضاء اللعبة أن لوسي باتت كارتاً محروقاً وهمزة وصل فقدت فاعليتها وأصبحت تمثل علامات استفهام كبيرة خاصة في صالونات الكبار.
فبعد أن كان يفتح في وجهها جميع الأبواب أصبحت تمثل خطراً ويأخذ الجميع حذره منها فكان لابد من البحث عن بديل يملأ الفراغ الذي خلقته الجميلة التي غادرت جميع القصور.
بعد سنوات قليلة تسلمت الراية في ملعب الكبار فتاة لا تقل جمالاً عن لوسي آرتين فظهرت في الصورة فتاة أخري وهي الجميلة هيفاء وهبي التي تحولت بعد سنوات إلي نجمة فوق العادة.. فتاة جميلة تمتلك قدراً كبيراً من الذكاء تتوافر فيها مواصفات عبقرية فهي تنتمي لأسرة الأب فيها لبناني الجنسية والأم مصرية.
منذ وقت مبكر وكانت لهيفاء محاولات في مجالات مختلقة تبحث فيها عن الشهرة والنجومية لأنها كانت تشعر منذ نعومة أظافرها أنها ستكون نجمة فوق العادة.
الطريق لم يكن مفروشاً بالورود أمام هيفاء فقد عملت في عدة مهن بعيدة عن الفن فقد اشتغلت في عدة معارض ومحال للمجوهرات.. وعندما تقدمت لمسابقة ملكات جمال الجنوب بلبنان وحصلت علي اللقب تأكد لديها أن مكانها لابد أن يكون تحت الأضواء لكنها لم تجد الفرصة للانطلاق فارتضت بما هو متاح في ذلك الحين وهو العمل كعارضة أزياء بإحدي الوكالات الشهيرة في ذلك الوقت إلي جانب الظهور في بعض الكليبات مع بعض المطربين الشباب في هذه المرحلة أمثال جورج وسوف كـ«موديل».
وفي الوقت الذي كانت تسير فيه هيفاء نحو النجومية بسرعة كانت تفاجأ ببعض المطبات التي تعيدها إلي نقطة الصفر حيث تزوجت من ابن عمتها ولم يكتب لهذه الزيجة النجاح والاستمرار إلا أنها تركت في حياة الجميلة جرحاً عميقاً سيظل يلازمها مدي الحياة وهو ابنتها الوحيدة التي أنجبتها والثمرة الوحيدة لهذا الزواج رغم أن زوجها الأول حرمها منها وتدخلت عائلات مهمة وكبار الساسة بلبنان لإعادة ابنتها إليها ولكن دون جدوي وعلي رأس هؤلاء الأسعد وعائلته.
أدركت هيفاء في تلك اللحظات اليائسة أن الفن وحده لا يكفي وأن الموهبة فقط ليست بطاقة العبور لعالم الشهرة والنجومية وفي ذلك الحين كانت لعبة الإنتاج الفني قد انتقلت إلي دول الخليج النفطية والأثرياء العرب الذين سيطروا علي خريطتها بأموالهم.. غيرت هيفاء من وجهتها وقيل وقتها إنها ارتبطت بعلاقة عاطفية أوشكت علي إعلان الارتباط والخطوبة من الملياردير السعودي طارق الجفالي الذي كان يصغر هيفاء في السن إلا أن الجفالي اضطر للانفصال عن هيفاء بضغوط من عائلته التي رفضت هذه الزيجة تماماً.
لم تستسلم الفتاة الجميلة لمطبات الحياة وفي كل مرة كانت تدرك أنها علي بعد خطوات من أبواب المجد والشهرة وحتما ستصل في وقت قريب وبالفعل وبعد سنوات من التضحيات والكفاح المبكر لفتاة بدأت العمل منذ نعومة أظافرها وفقدت رؤية ابنتها زينب للأبد نجحت هيفاء في إيجاد مكان لها علي الساحة.. وبدلاً من محاولتها التقرب من الكبار باتت مرغوباً فيها من الجميع والكل يتمني مجرد معرفتها وليس الارتباط بها.
ورغم أن الجميلة هيفاء كانت بمنأي في مشوارها الفني عن صالونات السياسة وكواليسها فإنها رغماً عنها وجدت نفسها داخل الملعب فهيفاء شيعية وتدين بالولاء التام لحزب الله وزعيمه الشيخ حسن نصرالله وكم تمنت طوال سنوات عمرها أن تقف وجها لوجه أمام الشيخ المجاهد الذي ارتسمت له صورة خاصة في ذاكرتها باعتباره رمزاً لعائلتها.
وبسرعة البرق جمع نصرالله ورجاله المعلومات عن الفتاة الصاروخ التي اكتسحت الجميع وتبين أن شقيقها استشهد في إحدي الغارات الإسرائيلية للعدو الصهيوني في حقبة الثمانينيات ووجدوا في هيفاء بذوراً من الوطنية كامنة داخل مكنونات النجمة وما ساعدهم علي التعاون معها وضمها إلي فرق المقاومة الناعمة أن الجميلة هيفاء أعلنت صراحة في إحدي الجلسات عشقها لحزب الله وزعيمه وقالت: «أنا تحت أمر سيدي حسن نصرالله».
ورغم أن الفتاة الجميلة أعلنت ذلك وتعلنه صراحة ورغم أن جميع التسريبات في لبنان وداخل حزب الله تؤكد أن «هيفاء» قدمت لهم خدمات جليلة ووطنية فإن نجومية «الدلوعة» جعلت الهجوم عليها أكثر شراسة حول دخولها هذا العالم كنوع من البيزنس الخفي الذي بدأت رائحته تفوح.
وما إن تسربت أنباء عن اعتزام هيفاء الارتباط برجل أعمال مصري شاب وهو أحمد أبوهشيمة «تاجر الحديد الشهير» الذي تزوجته هيفاء لاحقاً إلا وانطلقت أسهم واتهامات بأن النجمة الجميلة هي عرابة الصفقات وتحديداً صفقات الحديد بين أبوهشيمة وحسن نصرالله وأن علاقة البيزنس تحولت إلي قصة حب حقيقية كللت بالزواج.
وفي ذلك الحين كان نصرالله يستعد لبناء قواعد صواريخ لتكون بمثابة حائط صد للغارات الإسرائيلية الغاشمة علي الجنوب اللبناني ويحتاج إلي كميات كبيرة من الحديد المصري.. وبعد أن تسربت هذه المعلومات داخل كواليس السياسة اعتبرها البعض وساماً علي صدر الجميلة هيفاء أن تدعم المقاومة بأي شكل من الأشكال فمن منا لا يتمني أن يكون في الصفوف الأولي للمقاومة والرد علي العدو الصهيوني.
إلا أن موجة الهجوم داخل كواليس السياسة علي هيفاء تغيرت مرة أخري باتهامات أنها تشارك في مثل هذه الصفقات كنوع من البيزنس الخفي الذي يدر عليها ملايين أكثر من الفن نفسه وليس عشقاً في النضال والعمل الوطني.
الجنرالات المبهورون بهيفاء واصلوا إعجابهم بأدائها ولم يلتفتوا إلي محاولات التشويه إلا أنهم حذروها من أن هذه التسريبات ربما يكون «الموساد» الإسرائيلي مسئولاً عنها خاصة أن أصابعه بدأت تظهر وتعلن عن نفسها في بعض الحفلات التي دعيت لها هيفاء كنوع ومحاولة من خلف الستار لتحييد هيفاء وتجريد حزب الله من أحد الأسلحة المهمة القادرة علي الاختراق واقامة علاقات عربية ودولية تذيب الثلوج ما بين السُنة والشيعة وتخفي خطر الأخير علي الجزيرة العربية ولا يوجد وسيلة أفضل من هيفاء في ذلك الإطار.
وبالفعل فإن هذه الشكوك قد تأكدت وظهرت أصابع اللوبي الصهيوني عندما روجوا لواقعة ضبط أحد أفراد عائلة أبوهشيمة كان يمتلك إحدي الشقق بشارع جامعة الدول العربية وقام بإعداد معسكر لتدريب فرق الشيعة داخل مصر علي أعمال القتال وقلب نظام الحكم في بعض الدول العربية وتحديداً البحرين لتحويلها من إمارة إلي «مملكة» وهو ما حدث لهم بالفعل وكان معسكر التدريب بمنطقة البدرشين بالجيزة وتم ضبط عناصر كثيرة من أفراده وعرف باسم «مركز تدريب الشيعة العسكري» ولم يعلن في وسائل الإعلام عن هذه الواقعة.
ولكن الحقيقة المؤكدة أن جنرالات الشيعة يحاولون ممارسة أعمال الاختراق للدول العربية خاصة بعد الثورات بحثاً عن تغيير خريطة العالم العربي لحساب الهلال الشيعي وعلي حساب القوس السني وبالتأكيد فإن جميلات الشيعة ورقة رابحة في هذا النطاق
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق