أكد الدكتور محمد البرادعي المرشح المحتمل لرئاسة الجمهورية، أنه رفض الانصياع لضغط شباب التحرير، وبعض القوى السياسية خلال الأحداث الأخيرة ليقبل إعلان تشكيل حكومة إنقاذ وطني برئاسته من ميدان التحرير، حتى لا يسهم ذلك في حالة من التخبط.
وأوضح في حواره مع مجدي الجلاد ببرنامج “مصر تنتخب” على قناة سي بي سي مساء اليوم الخميس، أنه ذهب بهذا المطلب إلى المجلس العسكري، والتقى الفريق سامي عنان رئيس، نائب رئيس المجلس العسكري، وأخبره بأن الشباب وبعض القوى السياسية يضغطون عليه ليقبل برئاسة حكومة إنقاذ وطني تعمل على تحقيق أهداف الثورة، وأنه يفضل أن يتحقق ذلك من خلال المجلس العسكري ليبث رسالة طمأنة للشعب.
وأكد أنه تحاور مع قيادات المجلس العسكري وشدد لهم على أنه لا يرغب في رئاسة حكومة ولا رئاسة جمهورية، لكنه راغب في خدمة وطنه من أي مكان وبعيد عن أي منصب، وكانت النتيجة أن المجلس لم يستجب لأي شيء مما أوصله لهم من مطالب.
وشدد البرادعي على ضرورة إخضاع ميزانية الجيش لرقابة الشعب، مشيراً إلى أن غالبية جيوش العالم تنشر ميزانياتها، مؤكداً أنه “لابد من مناقشة مشروعات الجيش الاقتصادية أيضا، ونحدد وضعها وطبيعتها، وهذا يحدث في كل مكان في العالم، مع مراعاة بعد الأمن القومي بكل تأكيد”.
وعن مظاهرات ميدان العباسية التي تؤيد المجلس العسكري وتدافع عن مبارك، قال البرادعي إنها مظاهرات مشروعة لو كانت غير مدبرة، ولو كان من خرجوا فيها غير مأجورين، فإذا كانوا قد خرجوا بدافع من داخلهم، فهذه هي الديمقراطية، ولكن ليس من الديمقراطية أن يهاجمونه ويسبونه وقال:” غير مقبول أن يقولوا المشير حبيب الله والبرادعي عدو الله”، فهذا يدخل في إطار حملة ممنهجة لتشويه صورته بنفس أسلوب جهاز أمن الدولة وقت نظام مبارك.
وقال إن المجلس العسكري روج لفكرة أن الإخوان اعترضوا على رئاسة البرادعي للحكومة وهذا غير صحيح، لأن الإخوان نفوا ذلك بل قالوا إنهم لا يمكن أن يعترضوا على البرادعي لأنهم “أكلوا معه عيش وملح” وعملوا معه وقت نظام مبارك.
واعتبر الدكتور محمد البرادعي أن نتائج المرحلة الأولي للانتخابات البرلمانية نتاج طبيعي لنحو 30 عاما من غياب الديمقراطية، وتحول انتماء الشعب من الدولة الي الدين .
وشدد البرادعي على أن الكرة الآن في ملعب الإخوان والسلفيين، لأنهم حصلوا على أعلى نسبة تصويت بالانتخابات في مرحلتها الأولى، ومن ثم عليهم أن يعملوا على التواصل مع بقية القوى والحوار معها من أجل العمل الجماعي لإنقاذ مصر والخلاص من حكم المجلس العسكري.
وطالب القوى الوطنية بالجلوس من الآن للاتفاق على مستقبل الدولة والدستور دون انتظار نهاية الانتخابات البرلمانية. وأضاف: نعيش حالياً وهم قانوني، فلا شرعية دستورية، ولا شرعية ثورية معترف بها، ولا شيء.
وقال البرادعي إنه يرى أنه لن يتم إنقاذ مصر بشكل صحيح سوى بوضع الدستور العادل، لأنه يعتبر أساس البيت وأساس الوطن، وشدد على أن ما يثار حول وجود خلاف على المادة الثانية من الدستور هو خلاف مزعوم لأن الجميع متفق على وجود المادة الثانية من الدستور، ولن نقبل بغير الهوية الإسلامية للدولة، ومن ثم فعلى الإخوان العمل لإنقاذ مصر لأنهم القوة الوسطية وعليهم فصل الجماعة عن الحزب ليلعبوا سياسة بشكل بعيد عن الدين.
واستطرد البرادعي قائلا: إنه شعر بارتياح شديد من كلام الدكتور محمد بديع المرشد العام للإخوان المسلمين عقب نتائج المرحلة الأولى من الانتخابات والتي أرسل فيها رسائل طمأنة للشعب في الداخل وللخارج من ناحية سياسات الإخوان.
وأضاف أنه لا يجب أن نخون الإخوان المسلمين أو أي طرف من أطراف المعادلة السياسية، لأن جماعة الإخوان تمثل حاليا الجناح المعتدل في التيارات الدينية .
وأبدى البرادعي تأثره من تعرض أعضاء بجماعة الإخوان المسلمين للسجن بمجموع سنوات تعدي 15 ألف عام.
وقال البرادعي إن اختيار المجلس الاستشاري دليل على التخبط، مطالبا بتشكيل حكومة وحدة وطنية وإنقاذ، تضم الجميع من الليبرالي إلى الإخواني والسلفي، وأضاف على المجلس العسكري أن يرجع للوراء ويعطي أهل الخبرة والقدرة فرصة لإنقاذ هذا البلد، وللأسف هذا مالم يحدث.
واستغرب البرادعي تحوله من أيقونه لمصر حتى ابريل 2009، إلى شخص يتعرض لحملات تشويه مستمرة ومنظمة وهو ما يدعو للظن أنها حملات ممنهجة .
وعن ادعاءات دعمه من قبل الولايات المتحدة وإسرائيل، يضحك البرادعي مجيبا، ” خلافتي مع الولايات المتحدة وإسرائيل كثيرة وكبيرة ومعلنة والأمم المتحدة اكبر دليل عليها”، وأكمل البرادعي قائلا، ”إن البعض قال لي أن الإيرانيين يشكرونني في صلاتهم، فكيف أكون مدعوما من أمريكا وإسرائيل وإيران في نفس الوقت، إلا إذا كنت عميلا مزدوجاً.
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق