السبت، 21 يناير 2012

ايها المشير طنطاوى : برحيلك لن تسقط مصر‏



المشير محمد حسين طنطاوي الحاكم العسكري ، القائد العام للقوات المسلحة المصرية وزير الدفاع والإنتاج الحربي. ولد في 31 أكتوبر 1935، لأسرة مصرية نوبية تخرج في الكلية الحربية سنة 1956. عين فى منصب وزير الدفاع منذ 20 مايو 1991م وحتى 11 فبراير 2011م ، عاصر عدة وزارات بداية من عاطف صدقى مرورا بكمال الجنزورى ثم عاطف عبيد واحمد نظيف ونهاية بوزارة احمد شفيق .

 طنطاوى بلغ من العمر 76 سنة بالتمام والكمال ، ولو بحثنا فى تاريخ كل عضو من أعضاء المجلس العسكرى سنجد غالبية اعضائه قد تجاوزوا سن 60 – 70 عاما ، ورغم ذلك مازالوا فى مناصبهم وكأن الجيش المصرى ( خير أجناد الأرض ) كتب عليه ان يتول أمره وتحكمه الكهولة والشيخوخة والعجز .

 الهدف من تذكير البعض بالعمر الزمنى لأعضاء المجلس العسكرى ليس إستهتارا ولا ازد راء للمسنين وكبار السن الذين نجلهم ونحترمهم فهم اهل الخبرة ، ولكن لكشف الستارعن خطورة تولى المسنين لوظائف حكومية حساسة بحجم منصب رئيس دولة او قائد عسكرى او وزير فى بلد منهار اقتصاديا وعسكريا وسياسيا وحتى اجتماعيا ، وإلقاء الضوء على خطورة بقاء اى قائد عسكرى فى منصبه لفترات زمنية طويلة كالتى قضاها المشير طنطاوى فى منصبه كوزير للدفاع على مدى 21عاما متصلة .

 فللشيخوخة أمراض يحصل فيها الجسد وخلاياه على نصيبه من القصور والعجز الجسماني ، والنفسي ، والدماغي والعصبي نتيجة تقدم العمر ، ويؤثر هذا بطبيعة الحال على القرارات التى قد يتخذها القائد المسن بشكل سلبى ، فينعكس كل هذا العجز على احوال الدولة لتصاب هى أيضا بالعجز والشلل التام أمام المشكلات التى قد يتعرض لها المجتمع ، ناهيك عما يواجه المسنين من عدم القدرة على التكيف مع مستجدات الحياة ( التصلّب الذهني ) وتدني في الكفاءات النفسية والجسمانية الكافية للتعامل مع المستجدات اليومية مما يجعلهم متشبثين بالأفكار القديمة ، ويبدو ذلك واضحاً من خلال قلة المرونة في التعامل وقصورالاستعداد لفهم الآخرين فتظهر سلوكيات مضطربة من العناد وصعوبة الاقتناع والحوار وفي المراحل المتقدمة من العمر ( من سن 70 – 80 ) تظهر حدة العاطفة الانفعالية لشعورهم بالعجز الذهني وعدم القدرة على استيعاب الآخرين .

 من يبحث فى العمر الزمنى لأعضاء المجلس العسكرى سيجد تفاوت كبير بين أعمارهم وبين أعمار كل من أحيل الى التقاعد من ضباط الجيش كرها أو رغما عنهم ودون إبداء الأسباب فى سن الأربعين ، علما ان السن القانونى للتقاعد هو سن الستين ولا يجب تمديد فترة البقاء فى المنصب أكثر من خمس سنوات ، ورغم بلوغ المشير طنطاوى 76 سنة الا انه مازال هو وزملائه اعضاء المجلس فى مناصبهم ( مخالفة صريحة للقانون )

 ليس هذا وحسب بل ان جميع القرارات التى اتخذها المجلس العسكرى على مدى عام كامل توضح مدى الصلف والغرور والتعنت والعناد الذى يتمتع به أعضاؤه وعلى رأسهم المشير طنطاوى الذى لا أبالغ ان قلت انه لوث شرف العسكرية المصرية حينما دبرلتأمين ولاء الضباط المتوسطين والصغار بصرف حوافز للضباط المتواجدين فى الميادين أو الشوارع لمساندة الشرطة تتراوح ما بين 250 الى 500 جنية لكل فرد بإعتراف أحد الضباط الصغار لصحيفة الجارديان البريطانية مؤكدا ان الحوافز كانت تتزايد لتصل الى 2500جنيه للفرد الواحد تشجيعا وتحريضا لهم على مواجهة المعتصمين والمتظاهرين بكل عنف ..فهل هذا سلوك قائد عسكرى حريص على اللحمة الوطنية بين الجيش والشعب ؟

 وزير الصحة السابق ( الدكتور عمر حلمى ) فى حكومة عصام شرف أكد لليوم السابع ان : العسكري هو من أمر بفض الإعتصام بميدان التحرير يوم 19 نوفمبر2011م ، وان عصام شرف لم يحط علمًا باتخاذ هذا القرار وانه كان قرارا سياديا ، نتج عنه اندلاع الأحداث فى محمد محمود..فهل هذا الانفراد بالقرار يصدر الا من عقلية استبدادية لا تعرف للمرونة طريقا ولا تؤمن الا بالعنف نهجا ..؟

 والجريمة التى لن يغفرها الشعب المصرى للمجلس العسكرى والتى تنم عن قصور فى العقلية الذهنية التى يتمتع بها العسكر ، هى التى فجرها الدكتور احمد معتز أستاذ الجراحة العامة بالقصرالعينى والذى أتهم فيها اللواء العيسوى والمشير محمد حسين طنطاوى بإستخدام أسلحة كيماوية ضد المتظاهرين المعتصمين فى شارع محمد محمود ، كما فجر معتز مفاجأة بقوله : إن عدد الشهداء الذين تم قتلهم علي أيدي السلطات الأمنية بشارع محمد محمود يصل إلي 1004 شهداء وليس 40 فقط، كما ادعت وزارة الصحة، لافتا أن من بين هؤلاء الشهداء 8 جثث لأطباء تم إلقاء الأسلحة الكيماوية عليهم في المستشفي الميداني، مشيرا أن جثث الأطباء تم إخفاؤها وإلقاؤها في الصحراء ..ورغم ذلك تم التعتيم على هذه الجريمة بحجة ان التحقيق جارى !!

 وأكد معتز أن السلطات الأمنية ألقت قنابل الفسفور الأبيض بنسبه 12 %علي المتظاهرين وقنابل الكلور المكثف الذي تنتجه الولايات المتحدة الأمريكية، مشيرا أنه قام بتحليل المواد الكيماوية التي وجدها علي جثث الشهداء بمشرحة زينهم فوجد أن بها نسبة يورانيوم مخصب تصل إلي 1% مشيرا أن القنابل الكيماوية تعمل علي تنشيف جلد الجثث وخروج العينين من الجسم.... فهل هناك عاقل له القدرة على إستيعاب فصول تلك الجريمة البشعة ؟ انها تصرفات لا ترقى لمستوى قادة أعظم جيش فى المنطقة له تاريخه وسمعته ، وجريمة حرب لابد من محاسبة كل من تسبب فيها ..جريمة حرب لا تسقط بالتقادم يا من تطلبون له الحصانة والخروج الأمن .

 المشير طنطاوى كذب عندما ادعى ان القوات المسلحة اضطرت الى خوض غمار السياسة من اجل حماية مصر من اخطار كبيرة لم تقابلها من قبل ، وان الشعب باغلبيته العظيمة يثق فى القوات المسلحة ودورها الوطنى ..!!

 ونقول له : انك خضت غمار السياسة لا من اجل حماية مصر بل من اجل حماية مكتسباتك المادية والأقتصادية انت والسادة قادة المجلس ، من أجل حماية النهب المنظم لثروات مصر ، ومن اجل المليارات التى تخضع للمؤسسة العسكرية دون حسيب أو رقيب ، من أجل حماية نظام مبارك بكل فساده ورموزه وانت جزء من هذا النظام المتجذر فى أرض مصر ، من أجل الأراضى المنهوبة والذهب المصبوب الذى يتم استخراجه من جبل السكرى ويتم تصديره الى كندا بحجة التنقية والدمغ ولا يعود ثانية لمصر كما صرح حمدى القاضى، رئيس قرية البضائع بمطارالقاهرة الدولى لليوم السابع : إن كميات الذهب التى يتم جلبها من منجم السكرى بمرسى علم البحر الأحمر لتصديرها إلى كندا بهدف تنقيتها لا تعود إلى ميناء القاهرة الجوى مرة أخرى ، كل هذا ومصر تستجدى قوت يومها من صندوق النقد الدولى ومن الدول العربية !! فهل المشير يقوم حقا بحماية مصر ؟ أم هو بارع فى حماية لصوص النهب العام على عينك يا تاجر؟

 ان الكارثة الحقيقية فى مصر والجريمة الكبرى التى يجب أن يحاسب عليها مبارك هى تحويله للمؤسسة العسكرية الى مؤسسة شبه تجارية ، وتحويل قادة الجيش الى رجال أعمال وسماسرة يديرون المؤسسات الاقتصادية ويعقدون الصفقات بذهنية رأسمالية احتكارية عسكرية تتيح لهم الإنخراط فى حياة الترف بعيدا عن حياة الجندية القتالية التى تقوم على الإيثار والتضحية بكل غال ونفيس من أجل مصر وشعبها ، فتحولت المليارات الى عقيدة يدافع عنها أصحابها ، والقصورالى أوطان يتحصنون بداخلها ويحتمون بأسوارها من الغوغائيين لتصبح نظرتهم الى عامة الناس نظرة استعلاء وغرور..فهل هؤلاء يؤمنون حقا بالثورة ؟ هل هؤلاء هم حماة الثورة وحماة الشعب ؟ على من تضحكون ؟

 أما عن ثقة الشعب المصرى بقواته المسلحة فتلك حقيقة لا ينكرها الا جاحد .. نثق بقواتنا المسلحة جنودا وضباط ولكننا لا نثق بمن عينهم مبارك فوق رؤوسهم لإستغلالهم وإستعبادهم ، وان كان جيشنا المصرى خير أجنادالأرض وفق العقيدة المصرية فحقه علينا ان نختار له من يحفظ له كرامته وسمعته ويغذى روحه الوطنية ليدافع بها عن أرضه وشرفه وعرضه من عدوان الخارج ،لا من يدفعه دفعا ويقدم له الرشى لمواجهة أبناء شعبه فى الداخل ، ويغذى فيهم روح الكراهية تجاه من قاموا بالثورة لأجله وأجل كل مصرى ، من حقه علينا أن نقول للمجلس العسكرى الذى شاخ وشاخت أفكاره ..ارحل ..ارحل ..وبرحيلك لن تسقط مصر .

ليست هناك تعليقات: