الثلاثاء، 3 يناير 2012

سارة شمبونجو ترد على وعد غزلان للعسكري بخروج آمن: وعد من لا يملك لمن لا يستحق



آرثر جيمس بلفور سياسي بريطاني تولى رئاسة الوزارة في الفترة من يوليو 1902 حتى ديسمبر 1905 . عمل أيضاً وزيراً لخارجية  حكومة صاحبة الجلالة من 1916 إلى 1919 في  حكومة دافيد لود جورج . اشتهر آرثر جيمس بلفور بإعطاء وعد بلفور الذي نص على دعم بريطانيا لإنشاء وطن قومي لليهود في فلسطين واشتهر هذا الوعد بأنه وعد من لا يملك لمن لا يستحق وكان ما كان بعد أن أرسل بلفور تلك الرسالة المشئومة إلى اللورد ليونيل وولتر دي روتشيلد .

تذكرت هذا وأنا استمع على مداخلة الدكتور محمود غزلان أحد صقور جماعة الإخوان المسلمين والمتحدث الرسمي للجماعة حينما طالب بالخروج الآمن للعسكريين من السلطة وبعدم مقاضاتهم و بأن يقبل أهالي الشهداء والمصابين الدية وان تتم ” ترضيتهم”

لا اعلم ما هي الصفة التي كان يتحدث بها الدكتور غزلان عندما  قال الكلام المزلزل.. هل كان يتحدث بصفته أحد أعضاء جماعة الإخوان المسلمين أم بصفته احد محامين ضحايا المجلس العسكري أم بصفته شخصية عامة تريد أن تأثر على الرأي العام ؟ أم بصفته الرسمية كمتحدث باسم جماعة الإخوان المسلمين ؟ من الذي منح الدكتور غزلان هذه الثقة ليتحدث بمثل هذا الكلام الذي أتاه الباطل من فوقه ومن تحته وعن شماله وعن يمينه ؟


نعلم أن الإخوان حريفة صفقات وليس الأمس –  2005 – ببعيد .. كان يتم مهر الصفقات بين النظام والجماعة ” المحظورة ” في ذلك الوقت على موائد مفاوضات سرية في أحيان كثيرة ومعلنة عندما تحتم الظروف على العلنية – وباعترافاتهم- يعني مثلا اعتراف الدكتور عبد الحميد الغزالي، المستشار السياسي للمرشد العام لجماعة « الإخوان المسلمين »، بعقد الجماعة « صفقة » مع الأمن خلال الانتخابات البرلمانية عام 2005،   لكن النظام نقضها على حد قوله مؤكداً والكلام مازال على لسان الدكتور عبد الحميد الغزالي في عدد المصري اليوم بتاريخ 29 /10 /2009 أن خيرت الشاطر نائب المرشد اُعتقل بسبب هذه الصفقة. و قال إن الصفقة لم تتم بسبب اكتساح الإخوان الجولة الأولى من الانتخابات وانه كان من بنود الصفقة ألا يترشح الإخوان في أكثر من 150 دائرة لكن لذة النصر والطمع جعلهم يخالفون قواعد اللعبة.. ممكن نتفهم ده  سياسة ولعب وكراسي موسيقية وحق للإخوان أنهم ينزلوا ويلعبوا لكن أن تتم الصفقات على حساب دماء الشهداء وجروح المصابين أو أن توقع بأيدي ملوثه بدماء أبرياء خرجوا من بيوتهم يحلمون بمصر أفضل خرجوا وهم على يقين بأنهم ربما لا يعودون إلى منازلهم مرة أخرى على أمل أن أرواحهم ستكون قربانا لأبنائهم أو اخوانهم ليعيشوا حياة افضل من تلك التي يعيشونها هم .

 ابدا لم تكن صفقات الإخوان في يوم من الأيام توقع على حساب دم شهداء وحق مصابين ليس لهم سند ولا معين في هذه البلد إلا الله وبعض الشرفاء الذين حملوا أمانة اخذ هذه الحقوق .لم أعهد هذا فيهم من قبل .

للأمانة محمد حسني السيد مبارك يواجه اتهامات بالتورط في قتل المتظاهرين أثناء الثورة التي ذهب ضحيتها 850 قتيلا على الاقل وهي اتهامات تصل عقوبتها إلى الاعدام. لدي يقين أن  مبارك قد أعطى الأوامر بالتصرف مع المتظاهرين يمكن كشفها -ان خلصت الذمم والضمائر-  لكن ما ينقص هذا اليقين دلائل وقرائن يصعب التوصل إليها لكنهـا ليست بمستحيلة. لكن اللي  أنا متأكدة منه ورأيته رأي العين  ان الجيش قتل وسحل وضرب وحبس وحاكم وخطف  دون وجه حق مصريين .وهذا مثبت بالصوت والصورة وباعترافاتهم باعترافاتهم … فكيف نطالب بخروج آمن أو بعقد صفقة ما نحمي بها قتلة  . من سيوافق على ذلك ؟

هل سيوافق على هذا الخروج الآمن  أب مكلوم بفقد ابنه قرة عينه وحيده .. يتذكره  كلما  نزل من بيته   وحيدا مكسورا ليذهب إلى طبيبه المعالج ويتذكر كيف كان ابنه يغنيه عن مشقة الخروج  واهنا  يترجي هذا أو ذاك ليصحبه للطبيب ؟

أم ستوافق أم لا تنام الليل تستعر في صدرها نار لا تهدأ كلما نظرت إلى صور ابنها المعلقة على جدران البيت أو داخل حجرته ؟

هل تعتقد يا دكتور غزلان أن أم علاء عبد الهادي طالب طب عين شمس   ستقبل بدية  لأبنها ؟ الذي كانت تنتظر يوم تخرجه بفارغ الصبر ؟ حتى يعينها على شقاء الحياة ؟

أم أن أطفال الشيخ عماد عفت سيوافقون على الترضية ؟  هتكرمش  شيك بكام ألف جنيه في أيد أمهم وتقول لهم احمدوا ربنا ؟ هل تعتقد أن مال الدنيا سيغني لا قدر الله أولادك إذا ما حدث لك مكروه وتم تعويضهم بمبلغ لا بأس به هذا إنَّ استطاعوا أصلا أن يحصلوا على  هذا المبلغ ؟ .

كم ستعطي احمد حرارة يا دكتور مقابل نور عينيه الذي افقده له المجلس  ؟ كيف ستنظر إلى احمد حرارة أو مالك مصطفى أو والد رامي الشرقاوي وتطالبهم بأن يرضوا بما قسمته أنت لهم  ؟ هل لديك الشجاعة أن تواجه من هتكت أعراضهن وتقول لهم اقبلوا بالموجود؟ أشك .

كيف ستفسر لوالدة مينا دانيال تلك السيدة البسيطة نظرية” الخروج الآمن” ؟ قل لي كيف ستقنعها وهي السيدة الصعيدية التي تربت على   وجوب اخذ الثأر ولو بعد حين …

وغيرهم وغيرهم من  الأهالي المذبوحين حزنا على أبنائهم .

كان من الممكن الموافقة على فكرة الخروج الآمن إذا لم يقم المجلس بكل عمليات القتل بدءا من ماسبيرو ومرورا بمحمد محمود وصولا لأحداث  لمجلس الوزراء . لقد بلغ السيل الزبى…


تتحدث عن اعتذار ؟ أذكرك بأنه للآن لم يعتذر المجلس العسكري عن أي جرائم قتل تم ارتكابها في حق متظاهرين عزل فكيف تطالبهم الآن بـالاعتذار عن مجمل الأعمال ؟ اعتذار كومبو ؟ … رأيك واجتهادك مرفوض يا سيدي المتحدث … احتفظ به لنفسك تقول ان المجلس حمى الثورة في بدايتها … طيب وماذا عن الوقت الحالي كيف تصنف ما يفعله المجلس الآن في وسط الثورة حماها برضه ؟ ونعم الحماية ..كنت تبتسم في مداخلتك مع وائل الابراشي ابتسامة الواثق الفرحان المبسوط وتقول: ” المسألة مش بتاعتنا لا البلد بتاعتنا ولا القرار قرارنا … طيب كويس ما حضرتك عارف أهو ليه بقى تشطح بأحلامك هذه الشطحات التي لن تجلب لك إلا المتاعب ؟؟

” ارتكاب اخف الضررين هو أمر مشروع” هذا ما صرحت به يا سيدنا واخف الضررين في نظرك هو أن تمنح هؤلاء عفوا وصكا إخوانيا لا أعرف كيف اهتديت اليه … ؟ قول لي قول لي ومش هاقول لحد مين قال لك تقول كده ؟ قول بس والله سرك في بر وما يحدث في الميل الأخضر لن يخرج من الميل الأخضر … عجايب .

في رأيي اخف الضررين ان تصمت وترى وتشاهد .

على عكس المتوقع استبشرت خيرا من التصريح المزلزل لصقر الإخوان المسلمين الدكتور محمود غزلان حينما تحدث عن الخروج الآمن للعسكريين وعن وضعية – استغفر الله العظيم – خاصة وحصانة – اللهم أحفظنا- من المساءلة  خشية حدوث مشكلات تضر – على حد قول الدكتور غزلان – بالبلد في مقابل تسليم السلطة بطريقة احم  “سهلة”.. استبشاري لم يكن محض فراغ … استبشرت خيرا لأن ن آخر عهدي بفكرة” الخروج الآمن ” طالب بها عماد الدين أديب للعائلة المباركية فانظر أين مبارك وأبنائه الآن , لم اصب بالذعر ولا بالخوف  تفاءلوا بالخير والخروج الآمن في ليمان طره تجدوه .

ليست هناك تعليقات: