كشف الصحفي الألماني شتيفان بوخن عن اقذر أساليب وكالة الاستخبارات الأمريكية لتجنيد الاخوان والسلفيين.
واشار بوخن وهو خبير في قضايا الشرق الأوسط وشمال إفريقيا الى عرضه للتجسس من قب المخابرات الامريكية ، بسبب يامه باجراء حوارات صحفية وتلفزيونية مع قيادات اخوانية فى دول الربيع العربي .
وهو ما فجر الجدل من جديد حول حجم عملية التجسس الذي تقوم به الولايات المتحدة في ألمانيا. ويحمل بوخن جزء كبير من مسؤولية ذلك للحكومة الألمانية.
في الحوار التالي الذي خص به يوخنDWعربية، نتعرف عن رد فعله بشأن التجسس الذي طاله وعن مدى مسؤولية جهاز المخابرات الألمانية في ذلك.
* كيف كان رد فعلكم عندما علمتم بخبر تجسس وكالة الاستخبارات الأمريكية عليكم؟
شتيفان بوخن: هذا الخبر لم يفاجئني لأنني كنت أتوقع من مدة طويلة بأن وكالة الاستخبارات الأمريكية تتجسس علي وتتنصت على هاتفي، لكن ما فاجئني هو العثور على دليل قاطع بهذا الخصوص.
ما هي الخطوات التي قمت بها بعد أن عثرتم على هذا الدليل الذي تصفونه بالقاطع؟
قمنا بتوجيه طلب استفسار للمرافق الأمريكية ومن بينها السفارة الأمريكية في ألمانيا ووجهنا أسئلة للسيد السفير الأمريكي عن هذا التجسس. وقد اتصل ممثل السفارة بإدارة مجلة بانورما التي أعمل فيها وقال بأن الولايات المتحدة الأمريكية لن تقدم أجوبة للأسئلة التي قمنا بطرحها.
وحسب ما نشرته مجلة دير شبيغل فإن وكالة الاستخبارات الأمريكية وجهت أسئلة للمخابرات الألمانية الداخلية بشأني، كرقم هاتفي وتاريخ ميلادي وغيرها من البيانات.
وكيف تعاملت المخابرات الألمانية مع هذا الطلب؟
لمعرفة رد فعل المخابرات الألمانية على رغبة المخابرات الأمريكية في الحصول على معلوماتي الشخصية، كان لي اتصال مع نائب رئيس المخابرات الألمانية، الذي قال لي بأن المخابرات الألمانية لم تعط أي معلومات لنظيرتها الأمريكية بشأني لأن المخابرات الألمانية تعرف جيدا أنني صحفي وأنا أتمتع بحقوقي خاصة. غير أن ذات الشخص أكد بأن جهازه لم يقم بإعطاء أي جواب للجانب الأمريكي كما أن المخابرات الألمانية لم تحتج على هذا التجسس وهذا ما أنتقده بشدة. إذ كنت أتوقع أن المخابرات الألمانية ستحتج عند شريكتها الأمريكية عندما تعلم بأنه يتم التجسس على صحفي ألماني معروف وهذا ما لم تقم به. وهذا يعني بأن المخابرات الألمانية لا تولي اهتماما كافيا لحماية الصحفيين من التجسس وهو شيء مقلق، سيما أن المخابرات الألمانية اسمها الرسمي هيئة حماية الدستور الفيدرالي الألماني. غير أن هذه الواقعة تكشف بأن المخابرات الألمانية لا تقوم بواجبها على أكمل وجه، حيث أنها لم تتحرك عندما علمت بأن صحفيا ألمانياً يتعرض للتجسس بالرغم من أن حرية الصحافة هي جزء مهم من مهام هيئة حماية الدستور.
هل يمكن اعتبار التجسس عليك استهدافا للصحفيين بشكل عام من طرف المخابرات الأمريكية؟
لا توجد لدينا أدلة على استهداف صحفيين آخرين باستثناء الدليل الموجود على استهدافي شخصيا. وهذا التجسس يعود لسنة 2010 والسنوات التي سبقتها. فما نشرته مجلة ديرشبيغل يشير إلى وجود تجسس على رحلاتي التي قمت بها إلى أفغانستان قبل 2010 وهذا طبعا إشارة إلى أن أجهزة الاستخبارات الأمريكية لا تتردد في التجسس على الصحفيين، لكن ليس لدينا دليل على مراقبة أو متابعة صحفيين آخرين في ألمانيا أو في بلدان أخرى. رغم ذلك فإن التجسس على صحفي مثلي يعطي إشارة إلى وجود تجسس يطال الصحفيين أيضا.
هل سيكون لذلك تأثير على عملك الصحفي كباحث في قضايا الشرق الأوسط وملف الإسلاميين والسلفيين؟
ولا أريد أن أشير إلى أنني لا أعرف بالضبط السبب وراء هذا التجسس الذي استهدفني. فأنا لم ألتقي أبدا بأحد ممثلي المخابرات الألمانية ولا أعرف إذا ما كان سبب ذلك هو تقارير نقدية نشرتها بخصوص السياسة الخارجية الأمريكية وخاصة في الشرق الأوسط. أم أن السبب هي المقابلات التي أجريتها مع إسلاميين في اليمن وفي أفغانستان أو في بلدان أخرى. وقد يكون السبب هو أن وكالة الاستخبارات الأمريكية كانت تنوي تجنيدي للعمل معها كمخبر وهو تصور مضحك نوعا ما بالنسبة لي. فأنا لا أعرف بالضبط الهدف من عملية التجسس هذه.
وإجابة عن سؤالك، أنا سأواصل عملي كالمعتاد، فالأشخاص الذين تحدثت معهم في السابق حول قضايا حساسة كانوا أيضا يتوقعون احتمال التجسس أو التنصت على هاتفي أو اختراق جهاز الكمبيوتر لدي. و أؤكد بأن من تكلم معي في أشياء حساسة في الماضي سيقوم بذلك أيضا في المستقبل ولكن ليس بالطرق الإلكترونية بل بالطرق التقليدية، وأنت تعرف ما ذا أقصده.
في ظل الجدل القائم في ألمانيا حاليا بخصوص قضايا التجسس هل تعتقد أن هذا الجدل سيؤدي إلى الحد من أنشطة التجسس الغربية في ألمانيا؟
لا نعرف لحد الآن حجم التجسس الذي تقوم به الولايات المتحدة الأمريكية في ألمانيا وإلى أي مدى يستهدف الأمريكيون في تجسسهم المواطنين والشركات الألمانية. الحكومة الألمانية تقول بأنه لا يوجد تجسس مخالف للقانون الألماني وتؤكد بأن المواطنين والشركات الألمانية لم تتعرض لمثل هذا التجسس. وأنا شخصيا لا أصدق هذه التصريحات، إذ أن هناك الكثير من النقاط تحتاج للتوضيح. فالبرلمان والرأي العام عليهم التعرف بداية على الحجم الحقيقي للتجسس الأمريكي في ألمانيا ولحد الآن لا يوجد جواب واضح على هذا السؤال. وهو ما يدفعنا إلى الاعتقاد بوجود تجسس كبير من طرف واشنطن على المواطن الألماني. وهناك شخصيات سياسية كبيرة في الحكومة الألمانية مثل مدير مكتب المستشارة ووزير الداخلية وهما أبرز شخصيتان في الحكومة الألمانية تريدان صرف النظر وإنهاء هذه القضية، لأن مواصلة النقاش حولها محرج نوعا ما للحكومة الألمانية فكل من يريد تسليط الضوء على هذه القضية، يغيض الشريك والصديق الأمريكي وهذا ما يتخوف منه بعض أصحاب القرار في الحكومة الألمانية.
فنحن للأسف ليست لدينا الآن أبسط الأجوبة التي نحتاج إليها حول حجم التجسس الأمريكي في ألمانيا، وهو ما يجعلنا نعتقد بأن أجهزة المخابرات الأمريكية تقتحم وتتجسس على كل المعلومات الإلكترونية التي يتبادلها المواطنون الألمان وأيضا الشركات الألمانية. وأنا لن أتراجع عن هذا الاعتقاد حتى يقدم لنا الطرف الأمريكي دليلا قاطعا عن عدم وجود هذا التجسس.
شتيفان بوخن صحفي ألماني يعمل مع الكثير من محطات التلفزيونية الألمانية وبالخصوص القناة الأولى. عرف بوخن بتغطيته للتواجد العسكري الألماني في أفغانستان ومتابعته للملف الإيراني بالإضافة إلى إنجازه للكثير من التقارير الصحفية حول الأنظمة العربية خاصة في دول ما يعرف بالربيع العربي
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق