«بلادي بلادي، لكِ حبي وفؤادي»، هذا هو النشيد الوطني، الذي يردده الطلاب في طابور الصباح، في جميع المدارس المصرية، منذ عقود، لكنّ عددا من المدارس الإخوانية استغلت صعود نجم الجماعة مؤخرا فأضافت إليه الشعار الإخواني الشهير «الله أكبر الله أكبر ولله الحمد»، ليتم ترديدها ثلاث مرات، عقب إلقاء النشيد، وهناك من توقف عن النشيد الوطني وتحية العلم تماما مستبدلا الشعار الديني بهما.
المتحدث باسم اللجان الرسمية النقابية المنتخبة لمعلمي جماعة الإخوان المسلمين "أشرف الجمل" كشف عن أن هناك بعض المدارس التابعة للإخوان، كمدارس «الأرقم» في سوهاج، و«الرضوان» في القاهرة، و«المدينة المنورة» في الإسكندرية، و«الهدى والنور» في المنصورة، تمزج بالفعل بين النشيدين الوطني والإخواني، مؤكدا أن الطلاب يرددون أيضا «لا إله إلا الله، محمد رسول الله»، «الله أكبر ولله الحمد» في أثناء مقولة «مدْرسة صفا، مدْرسة انتباه»، وفي أثناء سيرهم من فناء المدرسة إلى الفصول، عقب الطابور، يتم ترديد بعض الأناشيد الثورية الحالية، مشيرا إلى أن ذلك الأمر معتاد القيام به منذ عهد الرئيس السابق مبارك، وليس جديدا على تلك المدارس.
أشار "الجمل" إلى أنه ليس هناك أي توجه لدى جماعة الإخوان لتغيير النشيد الوطني في المدارس، واستبدال أناشيد التيارات الإسلامية به، إلى الآن، مؤكدا أن الجماعة لم تتخذ قرارا في ذلك الشأن على الإطلاق، وإذا نظرت الجماعة في ذلك، فسيتم المزج بين النشيد الوطني ونظيره الإخواني.
نفى المسؤول عن ملف المعلمين، في الجماعة، ورئيس لجنة التعليم في «الحرية والعدالة»، "أحمد الحلواني" اقتصار نشيد الطلاب في طابور الصباح على ترديد «الله أكبر ولله الحمد» فقط، دون ترديد النشيد الوطني، مؤكدا عدم تغيير النشيد الحكومي، قائلا :«لأن الوطنية جزء من ديننا، والنشيد الوطني كما هو دون تغيير»، مستدركا :«ولكننا سنقوم بالتغيير في منظومة القيم وأخلاقيات المجتمع، لأنها في حاجة إلى تعديل، أما النشيد وتحية العلم فأمران لا تهتم بهما الجماعة».
من جانبه قال مدير المركز المصري للحق في التعليم "عبد الحفيظ طايل"، إن ترديد شعارات دينية في المدارس يُعد انتهاكا لحقوق الأطفال وبمثابة الجريمة، لأنه يجعل من قيمة الانتماء إلى الوطن أمرا غير مهم بالنسبة إلى الطلاب.
رئيس قطاع التعليم العام في وزارة التربية والتعليم الدكتور "رضا مسعد"، أوضح أنه أصدر تعليمات إلى المديريات والإدارات التعليمية بضرورة الالتزام بالنص المألوف لتحية العلم والنشيد الوطني في طابور الصباح، تشجيعا للطلاب على حب الوطن والمواطنة، مؤكدا أن بعض المدارس كانت تتكاسل في أداء تحية العَلم.
نفى "مسعد" ترديد بعض المدارس الأناشيد الإخوانية دون النشيد الوطني، مؤكدا أن المدارس ليست مصنفة إخوانية وغير إخوانية، وإنما كل المدارس مصرية، قائلا :«والتعليم لا يسير على أهواء الناس، وإنما بالقانون رقم 139 لسنة 1981، وإذا كان الإخوان الموجودون في البرلمان بقوة، حاليا، يستطيعون تعديل قانون التعليم.. فأهلا وسهلا».
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق