الترابين المنتشرة فى سيناء، ويمضى عقوبة ١٥ عامًا فى مصر بتهمة نقل
معلومات عسكرية حساسة لإسرائيل،
بناء على أدلة
وبراهين قوية حكمت محكمة أمن الدولة على المواطن المصرى عودة ترابين
بالسجن خمسة عشر عاما لإدانته بالخيانة العظمى للوطن بالتجسس لإسرائيل..
حكم محكمة ليس له استئناف.. إلى هنا والأحداث عادية فى قضية شخص تآمر مع
جهات أجنبية على الإضرار بمصالح الوطن ونال أقل مما يستحقه من عقاب..
لكن فى الجانب
الإسرائيلى من يسعى للشهرة ويدعى براءة (عودة).. بل وبأنه مواطن
إسرائيلى.. ويطالب بإطلاق سراحه.. إلا أن ما توافر من معلومات عن تلك
القضية يؤكد أن جينات الخيانة متوارثة فى عائلته.. تجرى فى دمائه من والده
سليمان ترابين..
عودة سليمان
ترابين من أبناء قبيلة من أشهر القبائل البدوية فى سيناء.. قبل وجود دولة
إسرائيل فى المنطقة اعتاد أفرادها التجوال بحرية لرعاية أغنامهم بين صحراء
النقب وسيناء.. وفى سنة 1951 أصدر الحاكم العسكرى الإسرائيلى أمرا بمنع
سليمان ترابين من الإقامة فى صحراء النقب.. وتم ترحيله إلى شمال سيناء..
استقر فيها وكوَّن عائلة مع زوجته (حربا).. والتى أنجبت له عشرة أبناء كان
عودة الابن البِكر فيهم.. بعد حرب الخامس من يونيو 67 واحتلال الجيش
الإسرائيلى لسيناء قام جنرالاته بتجنيد (سليمان).. كان يقوم بتحرى تحركات
خلايا المقاومة الوطنية للاحتلال الإسرائيلى.. وبعمالته أضر بالكثير من
أبناء سيناء الوطنيين.. وأطلق عليه جنرالات الجيش الإسرائيلى صفة (البدوى
الكريم) لما قدم لهم من خدمات فى مجال العمالة والتجسس..
وفى عام 1990
وتحديدا فى شهر يناير تمكن سليمان وأبناء عائلته من الهروب إلى إسرائيل..
فقد أصدرت المحكمة المصرية حكما عليه بالسجن خمسة وعشرين عاما.. وكان فى
إسرائيل من اهتم بخادمهم (سليمان) وأبنائه.. قاموا بتوطينهم فى مدينة رهط
بصحراء النقب.. والحاق الأبناء بالمدارس الإسرائيلية وذلك بعد منحهم
الجنسية الإسرائيلية.. عندما كبرت ابنتاه اهتم سليمان بالبحث عن أزواج لهم
من أبناء قبيلة الترابين فى العريش.. واستقرت الابنتان فى المدينة.. لكنه
لم يجرؤ على زيارتهم وقد صدر ضـده حكمه بالسجن..
فى سنة 99 عبر
(عودة ترابين) الحدود مع والدته (حربا) فى زيارة للبنات فى العريش.. وعند
عودتهم فى نقطة عبور الحدود ألقى شرطى الجوازات جوازات سفرهم على المكتب
وأخبرهم بنبرة تحذيرية أنهم أشخاص غير مرغوب فى وجودهم..
كان عودة فى
ذلك الوقت قد أنهى دراسته الثانوية فى (رهط) وتشرب بالخيانة من والده
سليمان فقرر المجازفة بعبور الحدود إلى سيناء من خلال الدروب الالتفافية
التى لا يعرفها غيرهم.. لماذا تسلل عبر الحدود رغم التحذير؟ ولماذا اختفى
فى سيناء أيام وليالى إلى اليوم الذى ألقى القبض عليه فى منزل شقيقته صابحة
بالعريش؟!
كانت عيون
حراس الوطن تراقب تحركاته إلى أن دخل منزل شقيقته.. طرقوا باب المنزل وكان
برفقتهم أحد أبناء عمومته من قبيلة الترابين فى العريش.. أشار إلى عوده
قائلاً: هذا هو!!
بلطف وهدوء
طلب منه أفراد الأمن مرافقتهم لمدة عشرة دقائق.. وفى مركز الشرطة بالعريش
تم التحفظ على ما كان معه من دولارات مزيفة وعملات نقدية إسرائيلية وجهاز
اتصال.. ومنذ ذلك اليوم انقطعت أخباره ولم تستدل عائلته عن مكانه..
بعد أربعة
أعوام على اختفائه علمت عائلته فى إسرائيل من أحد أبناء قبيلة ترابين أطلق
سراحه من سجن الإسكندرية أنه التقى به فى السجن.. وقد تم ترحيله إليه من
سجن بورسعيد.. وفى السجن ادعى (عودة ترابين) أنه مواطن إسرائيلى وطلب من
إدارة السجن إبلاغ القنصلية الإسرائيلية بالقاهرة بمكان اعتقاله.. وتوجه
السفير الإسرائيلى بالقاهرة (شالوم كوهين) للسلطات المصرية بطلب إطلاعه على
تفاصيل القضية.. وكان الرد البديهى من السلطات المصرية أن (عودة سليمان)
مواطن مصرى يخضع للقوانين المصرية.. والأوراق والمستندات الرسمية الخاصة به
تثبت أنه مصرى من مواليد مدينة العريش وأنه يدعى عكس ذلك للإفلات من
العقوبة..
محكمة أمن
الدولة العليا أصدرت حكمها عليه بالسجن خمسة عشر عاما بعد توافر أدلة تدينه
بالتجسس لصالح إسرائيل ومحاولاته تجنيد أحد أبناء عمومته من العريش للتجسس
لإسرائيل..
ابن العم الذى
يدعى سليمان اعترف فى التحقيقات أن (عودة) أثناء إحدى زياراته لشقيقته
صابحة فى العريش حاول تجنيده للعمل مع أجهزة المخابرات الإسرائيلية وذلك
بتتبع أخبار التحركات العسكرية المصرية فى سيناء على أن يكون عودة حلقة
الوصل بينه وبين أجهزة المخابرات الإسرائيلية.. المفيد فى القضية أن عوده
ترابين كان يحمل دولارات مزيفة يعتزم دفعها لابن العم فى حالة موافقته على
اقتراحه.. ولجأ ابن العم سليمان إلى السلطات المصرية والتى قامت بدورها
بمراقبة الجاسوس عوده فى تحركاته وعمليات تسلله إلى سيناء عبر الدروب
السرية الالتفافية إلى أن ألقى القبض عليه فى منزل شقيقته صابحة فى
العريش..
فى حديث أجرته
صحيفة يديعوت مع الأب الخائن سليمان.. وفيه سئل عما يطلبه من السلطات
المصرية؟ قال بوقاحة مُبالغ فيها: (اكتبوا أنى مواطن إسرائيلى.. ولا أريد
جمايل من المصريين.. مارسوا ضغوطكم عليهم واحضروا ابنى.. لو كان درزيا أو
إسرائيليا يهوديا لما ترك يتعفن فى سجن ليمان طره عند المصريين).وكل أسبوعين يقوم (أيال سيسو) القنصل الإسرائيلى فى
القاهرة بزيارته.. ويصله شهريا شيك بالدولارات يسلم لإدارة السجن لشراء ما
يرغب فيه من الكانتين.. وفى ساعات الفسحة اليومية يلعب كرة القدم مع زملائه
فى عنابر الجواسيس جيرانه عماد إسماعيل فنى النسيج الذى ألقى القبض عليه
بعد عودته من دورة تدريبية فى إسرائيل وأدين بالتجسس لإسرائيل وحكم عليه
بالسجن خمسة عشر عاما.. ومهندس الكمبيوتر المصرى أيضاً محمد العطار المحكوم
عليه خمسة وعشرون عاما لإدانته أيضاً بالتجسس لإسرائيل.. وهذه هى حكاية
عودة ترابين الخائن لوطنه وليس ما يدعيه محاميه الإسرائيلى الذى يسعى
للشهرة بادعاء براءته.. وأنه زهق من عيشة السجون.
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق