وصف الكاتب البريطاني روبرت فيسك صمت كل من أوباما وكلينتون وكاميرون وساركوزي حول أحداث التحرير وما يتعرض له المتظاهرون في القاهرة بصمت الفئران وقال في مقال نشرته له صحيفة الاندبندنت اليوم حول ما يحدث بالتحرير إن الأزمة في مصر هي أفضل شيء يحدث لسوريا منذ فترة طويلة. في الوقت الذي بدأ فيه زعماء الغرب – وقطر - بملاحقة الرئيس السوري بشار الأسد لقمعه الوحشي للمظاهرات المعارضة لحكمه ، تأتي الأزمة الأخيرة في المدن المصرية والقمع الوحشي من رجال الأمن للمتظاهرين الذين يريدون الجيش أن ينصاع لأوامر برلمان ديمقراطي حقيقي وان يتوقف عن طرح نفسه بوصفه ”الواصى” على دستور جديد.
وأضاف فيسك طبعا ، سورية ليست مصر ، وهذا ، على ما أظن ، هو سبب حسابات هذا الصمت الغربي الذي يشبه صمت الفئران من كل من أوباما وكلينتون وكاميرون وساركوزي وأمير قطر حول أحداث العنف في القاهرة .
هذا يعطي المزيد من الوقت لدمشق للحديث عن الديمقراطية والتعددية السياسية والإصلاح ووضع دستور جديد ، في حين أن جيشه يحارب التمرد المسلح الذي انتشر من حمص - المدينة التي هي الآن مركز حرب طائفية شرسة.
هل هذا لا يزال ممكنا ومتصورا أن الرئيس بشار الأسد استخدم هذه الزجاجة الصغيرة من الأكسجين التي منحتها له الأحداث في مصر ليثبت أنه حقا يعني ما يقول عن الديمقراطية، والتعددية ، الخ؟
الدكتور فيصل مقداد ، نائب وزير خارجية الرئيس الأسد ، مؤمن بذلك . وقال لي أن ” سوريا تتغير وأن سوريا القديمة لن تعود أبدا” ، وأضاف أن ” أنها ستكون بلدا حرا للصحافة، وصندوق الاقتراع هو الذي سيقرر “
وبسؤال الدكتور مقداد عن درعا , الذي هو الرجل المناسب لنسأله لأنه كان المسئول الذي اختاره الرئيس بشار الأسد لمواجهة العائلات الثكلى في درعا عندما اثنين من المراهقين ماتوا تحت التعذيب من قبل شرطة أمن الدولة بعد كتابة شعارات مناهضة للأسد على جدران المدينة في فبراير الماضي , أجاب انه ” كانت هناك مظاهرات سلمية في درعا ” , وأضاف ” ما حدث ما كان ينبغي أبدا أن يحدث. لقد تم إرسالي إلى محافظة درعا لتقديم التعازي للموتى ، وواجهت الناس الغاضبين ، وقلت لهم أن الرئيس لم يكن يريد لهذا أن يحدث ، وأن الرئيس ليس لديه ما يفعله حيال ذلك. وقدمت لهم تعازي الرئيس الأسد , وهم قالوا أنهم عرفوا أن هناك أخطاء تم ارتكابها ، وقام الرئيس بطرد المحافظ وأسس لجنة قضائية مستقلة للتحقيق بشأن جماعات مسلحة تقتل المتظاهرين ”.
ويعتقد الدكتور مقداد أن الصحفيين الأجانب ينبغي أن يكونوا في سوريا ، ولكنه يقول انه لا يريد أن تتعرض حياتهم للخطر في حمص وان الحكومات الأجنبية سوف تلوموهم إذا تم قتل احد منهم .
دعا ديفيد كاميرون قادة العالم إلى “الانخراط” مع جماعات المعارضة السورية يوم أمس ، حيث حذر من أن البلاد على شفا حرب أهلية واسعة النطاق . وأشاد رئيس الوزراء بالتدخلات التي قامت بها تركيا وجامعة الدول العربية ضد قمع بشار الأسد الوحشي للاحتجاجات.
وقال الرئيس التركي عبد الله جول في وقت سابق أن ” سوريا هي الآن في طريق مسدود لذلك فالتغيير هو أمر لا مفر منه” .
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق