نشر مركز النديم لتأهيل ضحايا العنف والتعذيب، مجموعة من الشهادات الحية للمعتقلين في أحداث فض اعتصام التحرير بالقوة بعد إفراج النيابة.. وقال المعتقلون أنه تم اعتقالهم أول أغسطس الجاري، بواسطة قوات من مشتركة من الجيش والشرطة وأكدوا تعرضهم للعديد من صور التعذيب من بينها الضرب والاهانة والصعق بالكهرباء، وإجبارهم على خلع ملابسهم والزحف عرايا على الأرض، ورفع ملابس محتجزة عنوة وضربها، بحجة اتهامها بسب المشير، إضافة إلى الاستيلاء على أموال بعضهم أثناء اعتقالهم.
ففي شهادته قال الزميل الصحفي أحمد مصطفى عبد القادر عن واقعة اعتقاله “أول يوم رمضان الساعة 1 كنت رايح أصلي الظهر عند عمر مكرم وبعدها كنت هأروح على طول من طلعت حرب دي كانت نيتي.. لسه داخل التحرير لقينا ناس كتير من الجيش محوطين التحرير من جميع النواحي زي يوم 28 يناير، جريت على الجامع. ودخلنا جوه وقفلنا الباب عشان كانوا بيضربوا في الشبابيك وعاوزين يخشوا حطينا الجزامة ورا الباب. وبعدين قالوا لينا اخرجوا الدار أمان. خرجنا فتشونا كلنا، قلت له أنا صحفي قال لي امشي يا روح أمك. ركبنا المدرعة ورحنا س 5.
أما “عمرو” فجرى اعتقاله عندما كان في طريقه لمترو التحرير بعد انتهائه من عمله في ماسبيرو، الساعة 2 ظهرا، واعترضه 3 أشخاص في زى مدني أسفل سلم النزول للمترو، ونادوه بألفاظ نابية، ثم ضربوه، وأخذوا منه بطاقته وكسروها، كما استولوا على ألف جنية كانت معه.
“استلموني عساكر الجيش قالوا لي يا كفرة يا ملحدين خربتوا البلد وضرب وتف وشتايم وسخة، حسيت بالإغماء من كتر الضرب، ربع ساعة العربية اتحركت لقصر عابدين (س 5)، نزلونا من العربية ووقفونا طوابير وبعدين قعدونا قرفصة، بنسأل أخدتونا ليه محدش عارف”.
أدى ازدحام العربة بعشرات المعتقلين لإصابتهم بالاختناق والإغماءات، فقاموا بالتخبيط داخلها، وقتها كان رد العساكر والضباط ” موتوا هنا وندفنكوا في الجبل”، ثم “استلمونا على بوابة السجن الحربي شتايم وضرب وكهربا في مناطق حساسة، نيمونا على بطننا وهم بيضربونا بالجزم والسلبة وقالوا لنا ازحفوا لحد البوابة”.
وعندما قلت للضابط “أنا مريض وباخد دوا قالي موت وادفنك في الجبل، بدأت أحس بالإغماء وبدأت تجيلي تشنجات ودوني للدكتور قالي قوم يا …. معندكش حاجة”.
ومع أذان المغرب طالبوا بالحصول على طعام للإفطار، حيث قال عمرو عنه في شهادته “جابولنا أكل معفن وعيش ناشف، مفيش كانتين، ومنعونا نتصل بأهالينا خالص، إهانات مستمرة والأكل قليل جدا جدا، الميه صفرا ووسخة، والعساكر بتبيع علبة السجاير كليوباترا بعشرين جنية”.
في السادسة صباحا، كان المعتقلون يصطفون في طوابير تحت الشمس، ويتم تسليط بلطجية عليهم داخل السجن، “علشان نخدمهم نغسلهم هدومهم ونسخن لهم ميه”، بحسب عمرو، الذي أوضح أنهم عندما طلبوا المبيت في الجامع بعيدا عن البلطجية، تمت الاستجابة إليهم وظلوا فيه يومي الاثنين والثلاثاء.
في يوم الأربعاء 3 رمضان، “قالوا لنا الداخلية هتستلمكوا، نقلونا النيابة – القصر العيني – أتعمل لنا محضر وكتبوا فيه إننا دخلنا على الرائد بالمولوتوف، ووكيل النيابة قالي بطل تروح الشغل اليومين دول ورفض يسجل ضياع ألف جنية مني، دراعي الشمال مش قادر أحركه من كتر الضرب وإصابات جسمي لسه بتألمني لحد دلوقتي”، وفقا لما ذكره عمرو الذي أشار إلى أنه رأى شباب في السجن الحربي على درجة عالية من الاحترام من بينهم أطباء ومهندسين مسجونين يتم تجديد حبسهم بشكل دائم، “مش عارف دول محبوسين ليه”.
“عبد الكريم” هو الآخر كان في إلى حدائق المعادى للإفطار عند أحد أصدقائه، ولحظه العاثر أنزله سائق الأتوبيس في التحرير ليتمكن من ركوب المترو، “جيت أركب المترو قفشتني الشرطة العسكرية وسلمتني لمجموعة عساكر ضربوني، سحبوا مني النضارة وكسروها برجليهم ودخلوني في المدرعة وكان فيها ناس بتنزف وريحة المدرعة وحشة جدا من الزحمة والدم”.
عبد الكريم حكي عن حفل التعذيب الذي كان في انتظار المعتقلين عند دخولهم السجن الحربي، لكنه لفت إلى توزيع المعتقلين على 3 زنازين، مضيفا، ” فطرونا المغرب ، أكل مايتاكلش، أكل قليل جدا وكان بيفيض من كتر ما هو وحش .. وأي حد يعمل مشكلة صغيرة الضابط يمسكه يضربه، أي حد يتكلم مع الزنزانة التانية ياخد علقة”.
أما زينب فتحكي حكايتها قائلة “يوم 2 رمضان الساعة 11:30، كنت مروحة وصلنا صديقتي لمحطة مترو السادات ووقفت أنا وصاحبتي التانية على الرصيف ننتظر تاكسي، لقينا ست بتزعق وناس ملمومة رحنا نشوف في إيه، لقينا الست بتدافع عن المعتصمين وبتكلم الناس أزاي يفضوا الاعتصام بالقوة، أنا أخذت الست وحاولت أهديها فجأة لقيت ضرب نار في الهوا وشرطة عسكرية بتضرب الناس بالعصيان الست العجوزة وقعت (الحادث في الشارع عند محطة المترو بالقرب من كنتاكي) حاولت اسند الست أقومها واهديها”.
تضيف زينب: كنت حاسة إنها زي أمي، الشرطة اللي كان معاها عصيان سابوني أقومها وقالي قوميها مش هضربك، جه عميد طلب صديقتي، أنا زعقت حرام عليكم قال هاتوا دي كمان، كانوا كتير قوي ماسكني من ايديا الاتنين، وأحنا ماشيين واحد رفع البلوزة وبدأ يضربني على جلدي على طول ويشتمني شتيمة قذرة في الشرف.. وعملوا زفة قذرة علشان كل اللي عملته إني كنت بأساعد الست.. لا آله إلا الله كنت حاسة بالاهانة من تعرية جسمي، ده الميدان اللي أحسن ناس في مصر ماتت فيه.
قالت زينب: أخذوني على الصينية كانوا بيسلموني لبعض، العميد مجدي مسكني أنا وصاحبتي وقال لي انتى كنتي هنا امبارح وشتمتي المشير، حلفت له إني مكنتش موجودة وما شتمتش المشير، صاحبتي قالت له أنا اللي شتمت المشير وهشتم أي ديكتاتور.. قال هاتوا عربية أنا هأسلمهم، إلا أن أفراد من الشرطة العسكرية ترجوا العميد بعدم ضربها، إلى أن جاء فرد من قوات الصاعقة تحدث معه على جنب، بعدها تركهم
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق