سوزان مبارك مازالت سيدة القصر القوية دون حاجة لحرس خاص ولا منصب رئاسي ولا صلات وثيقة بباراك أوباما فسيدة القصر كانت تدرك السر بأكثر مما أدركه زوجها الرئيس المخلوع مبارك
سوزان كانت تؤمن أن أمريكا وإسرائيل قد تتبادلان الغرام مع أي نظام حاكم طالما يوفر لهما ما يريدان دون أن يتحول إلى أكياس رمل تعوق حركتهما وأن الدولتان على إستعداد لغسل الأيدي فورا بمساحيق الغسيل من أي نظام قبل سقوطه بساعات وقد يمارسان دورا أيضا في مطاردة رجاله
أما الدول العربية فهي تعرف أكثر من غيرها أن القصور الملكية لا يهمها شئ على الإطلاق سوى البقاء سواء كان هذا البقاء عبر قوات أمنها أو حتى عبر إستيراد هذه القوات وقت الضرورة لكن هذه القصور وقت الخطر لا تصلح لنجدة غيرها لأنها ببساطة لا تحب التورط
سوزان ثابت أدركت من البداية أن عناصر القوة هي النفط والمال وأن أمريكا بكل شعاراتها الديمقراطية يمكنها أن توافق على أي شئ يضمن لها وصول البترول (رخيصا أيام السلم مضمونا ومؤكدا أيام الحرب) وفي سبيل ذلك تعتبر رغبات شيوخ النفط أوامر سواء كانت هذه الأوامر تتعلق بالسياسة أو بطلبات تحت مستوى الشبهات
من هنا أدركت أن العالم يحكمه النفط وأن النفط يمسك به قلة من الأسر الحاكمة الى يمكن الإمساك بها جميعا من أسرارها ومن الجزء السفلي من أجسامهم لذلك كانت أقوى سيدة في مصر تدرك أنها قوية بقدر ما تملك من أسرار عن هذا الجزء السفلي من أجساد قصور الحكام العرب لكن سيدة القصر كانت تدرك أن الأسرار التى تصلح للرواية قد لا تجد من يصدقها لذلك لجأت إلى الحل الأمثل الذي يتماشى مع سيكولوجية العصر(بالصوت والصورة) وهو ما يعنى أنها قررت أن تحتفظ بشرائط فيديو وسيديهات لهؤلاء الحكام (رجال ونساء) أثناء خلعهم لرداء الحكام وأن تمسك بهم عرايا تقدمهم وقتما شاءت لشعوبهم ليحولوهم من حكام يخشونهم لوجبة من وجبات الإثارة الجنسية على الهواتف المحمولة
30 سنة قضتها سوزان مبارك في قصر الرئاسة أتاحت لها بمساندة فعالة وخبيرة من صفوت الشريف أن تنفذ إلى داخل حجرات النوم العربية عبر الأجهزة السرية التى يجيد صفوت الشريف بناءها لتكون المحصلة النهائية بعد 30 عاما هو ما يمكن أن نطلق عليه (تاريخ الأسر الحاكمة على فراش المتعة) وما كان يميز سوزان مبارك أنها أخذت الفكرة وإستخدمت صفوت الشريف لكنها كانت من القوة بحيث لم تسمح له بالإحتفاظ بأي من هذه الشرائط وهناك من يتحدث عن قيام البعض بمهاجمة حجرة سرية تخص صفوت الشريف في مبنى الحزب الوطنى قبل حرقه للتأكد من عدم حصول الرجل على أي من هذه الشرائط وفي النهاية تم حرق الحزب كله وفقد الرجل أي أمل في النجاة بينما ظلت سيدة القصر واثقة من كونها الوحيدة التى تملك السجل التاريخي لنزوات وشذوذ حكام العرب
الغريب أن حكام العرب رجال ونساء لم يكونوا وحدهم مجال الإهتمام فساركوزي رئيس فرنسا الذي وجد إصرارا على إستضافته في مصر فور توليه الحكم مارس حياته بمنتهى الحرية ولكن أمام الكاميرات ولكن لأن الرجل يحكم شعبا تختلف ثقافته فلم يكن هناك ما يهدده فيما يخص مثل هذه التسجيلات خاصة أنها كانت لعلاقة عادية تماما لكن الجهاز القوى الذي أنشأته سوزان مبارك كان قد وصل لمرحلة ممارسة الفن من أجل الفن
تبقى الصورة أكثر وضوحا لدي الحكام العرب فنساء مشايخ النفط بكل القصص التى تتردد عنهم أصبحوا متاحين للمشاهدة على الموبايلات وعبر الإنترنت متى شاءت سيدة القصر ورجال الدولة في معظم الدول العربية أصبحوا مهددين بفضح أسرار قد تنتقص من رجولتهم متى وجدت سيدة القصر أنهم لم يساندوا مبارك بالقدر الكافي أو أنهم تركوا سيدة القصر تواجه مصير لا تريده وهو ما تجلى صارخا في خروج سوزان مبارك من دوامة الخسائر التى لحقت بالعائلة ببضعة ملايين من الجنيهات قامت بردها ليتم إلغاء قرار الحبس الإحتياطي الصادر ضدها
30 ساعة تروى التاريخ السري لفراش حكام العرب هل تصمد أمام كل الضغوط الشعبية أم أن سيدة القصر راهنت على الجواد الفائز بينما راهن مبارك على ولاء الجيش تارة وعلى دعم إسرائيل تارة وفي النهاية خذله الجميع بينما أثبت الرهان على النصف السفلي من جسد الحكام أنه الرهان الكسبان؟
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق