الاثنين، 2 يوليو 2012

كارتر.. قصة العجوز الأمريكي الذي تنبأ بحكم الإخوان


جيمي كارتر

.. قصة العجوز الأمريكي الذي يحكم مصر
 يعتبر الرئيس الأمريكي الأسبق جيمي كارتر الملقب بمهندس عملية السلام بين مصر وإسرائيل أشهر من جاء للقاهرة لمتابعة ومراقبة الانتخابات الرئاسية المصرية، ليدلي بشهادته حول نزاهتها. "كارتر" الذي أصبح رئيسا لواحدة من أشهر المنظمات الحقوقية في العالم وهي منظمة كارتر للديمقراطية أصبح ضيفا دائما علي القاهرة في الشهور الأخيرة وصار واحدا من أبرز السياسيين الدوليين الذين يحرصون علي الجلوس مع مختلف القوي السياسية. ورغم أن المهمة المعلنة لقدوم كارتر الي القاهرة تؤكد أنه جاء لمتابعة الانتخابات الرئاسية فإن من تابع تحركات ولقاءات كارتر يتضح له أنه جاء في مهمة أخري إلي جانب مهمة مراقبة الانتخابات، وهي فيما يبدو الوقوف علي اهم ملامح السياسة المصرية في عهد الاخوان ولم يترك كارتر قيادة دينية أو سياسية في مصر إلا والتقي بها حيث تحدث معها عن مستقبل مصر السياسي بعد ثورة 25 يناير، ويبدو أنه كان معنيا بدرجة كبيرة لتحديد ملامح مصر الجديدة داخليا وخارجيا. وكان قد التقي كارتر مع المستشار فاروق سلطان رئيس اللجنة العليا للانتخابات الرئاسية.. ورغم أنه أشاد بالعملية الانتخابية خلال الجولة الأولي لم يأت خلال الجولة الثانية الأمر الذي يثبت انه جاء في الجولة الاولي لمهمة محددة تتمثل في بعث رسائل او حمل رسائل لا سيما فهي حماية الاخوان المسلمين ومما يؤكد انحياز كارتر الذي يمثل انحياز الادارة الامريكية الي الجماعة هو رفض الاعلان الدستوري وحل مجلس الشعب وايضا رفض قانون العزل، لبحث دور المنظمات في متابعة سير العملية الانتخابية والتحول الديمقراطي الذي جاء بعد 25 يناير، وعقد أول انتخابات نزيهة في مصر للرئاسة، في لقاء يبدو متوافقا مع المهمة الأساسية لكارتر كمراقب للانتخابات.

كما التقي كارتر مع رأس السلطة الحالية في مصر وهو المشير حسين طنطاوي القائد العام رئيس المجلس الأعلي للقوات المسلحة، حيث تناول اللقاء تطورات الأوضاع علي الساحتين الداخلية والخارجية والأحداث الراهنة التي تشهدها مصر وعدد من دول المنطقة وتأثيرها علي عملية التحول الديمقراطي وبناء مؤسسات الدولة في مصر بعد الانتخابات البرلمانية وخلال المرحلة الانتقالية حتي تسليم السلطة لرئيس مدني منتخب ومناقشة أوضاع منظمات المجتمع المدني العاملة بمصر وطبيعة عملها خلال الفترة القادمة وتوجه كارتر بالشكر للمشير طنطاوي علي دعوته للمنظمات غير الحكومية لمشاهدة سير العملية الانتخابية أثناء مراحل الانتخابات الثلاث،وحضر اللقاء عدد من أعضاء المجلس الأعلي للقوات المسلحة. وأكد الرئيس الأمريكي الأسبق جيمي كارتر لطنطاوي إعجابه بشفافية الانتخابات المصرية في جميع مراحلها وقال إنها ايجابية وتمثل البداية الصحيحة علي طريق الديمقراطية. كما استقبل كمال الجنزوري رئيس الوزراء، الرئيس الأمريكي الأسبق في مكتبه، حيث أكد خلال اللقاء علي عمق العلاقات المصرية الأمريكية وانه لن يكون هناك أية تغيير في سياسة مصر والتزاماتها الخارجية مؤكدا أهمية عودة الأمن لدفع عجلة الاقتصاد. والتقي الرئيس الأمريكي الأسبق، جيمي كارتر أيضا، بنائب المرشد العام لجماعة الإخوان المسلمين خيرت الشاطر، والدكتور عصام الحداد، مسئول العلاقات الخارجية لحزب الحرية والعدالة، ومنسق الحملة الانتخابية للدكتور محمد مرسي، بمقر مكتب الإرشاد بمنطقة المقطم حيث استعرض الجانبان خلال ساعة ونصف تقريبا، آخر ما آلت إليه مؤشرات التصويت للانتخابات الرئاسية في الجولة الاولي التي لم يكن قد تم الإعلان عنها بعد، والمنافسة الواضحة للدكتور محمد مرسي، مرشح حزب الحرية والعدالة، علي كرسي الحكم في مصر، إضافة لبحث مستقبل العملية السياسية بمصر.. في حالة وصول الاخوان للرئاسة. ويبدو أن زيارة كارتر لمقر جماعة الإخوان المسلمين كان بهدف محدد هو الاطمئنان علي مستقبل اتفاقية السلام، التي كان له دور كبير في إتمامها، حيث كان رئيسا للولايات المتحدة الوسيط الرئيسي بين مصر وإسرائيل حينذاك، والدليل علي هذا أن كارتر صرح بعد لقائه للشاطر أن الإخوان المسلمين ليس لديهم أي نية لإلغاء اتفاقية السلام، ولكن قد يطالبون بتعديل بعض البنود، الأمر الذي اعتبرته إسرائيل إيجابيا. كما حرص كارتر علي لقاء الفريق أحمد شفيق بعد أن تبين له تقدمه في الانتخابات، بأحد فنادق القاهرة، حيث استمر اللقاء حوالي الساعة، وشهد الحديث عن سير العملية الانتخابية التي تشهدها مصر، ومدي تقدم الفريق أحمد شفيق في السباق الرئاسي. و يبدو من تلك اللقاءات أن كارتر كان يجيء لمصر خصيصا ليضع يده علي السياسات المستقبلية للدولة الأكبر بالمنطقة، واضعا في الاعتبار كل الاحتمالات، وليس فقط لمراقبة الانتخابات. في السياق ذاته حرص كارتر أيضا علي لقاء القيادات الدينية حيث التقي الرئيس الأمريكي الأسبق جيمي كارتر بالإمام الأكبر شيخ الأزهر الدكتور أحمد الطيب، وأكد المتحدث باسم الأزهر عقب اللقاء أن المناقشات بين الإمام الأكبر وكارتر تطرقت إلي الحديث عن القضية الفلسطينية التي سيطرت علي النقاش، حيث أثني الطيب علي حكمة كارتر وتفهمه لوضع حقوق الإنسان في فلسطين.

ولم يكتف كارتر بزيارة رأس القيادة الدينية الإسلامية في مصر، بل التقي بالأنبا باخوميوس، القائم بأعمال بطريرك الكنيسة القبطية الأرثوذكسية بالمقر البابوي بالعباسية،وحضر اللقاء الدكتور صفوت البياضي، رئيس الكنيسة الإنجيلية، والأنبا بطرس فهيم، معاون بطريرك الأقباط الكاثوليك، والأنبا نيقولا أنطونيو، وكيل بطريركية الروم الأرثوذكس بالقاهرة، والمطران منير حنا، مطران الكنيسة الأسقفية، ومن الكنيسة القبطية الأرثوذكسية الأنبا موسي، أسقف الشباب، والأنبا يؤانس الأسقف العام، والأنبا مكاريوس الأسقف العام، في لقاء مغلق استغرق ما يقرب من 45 دقيقة. وبعد اللقاء أوضح الأنبا باخوميوس أن جيمي كارتر اعتاد أن يزور بابا الإسكندرية الراحل شنودة الثالث كلما حضر لمصر،مشيرا إلي أن سبب زيارته للتعزية في وفاته، ولافتا إلي أن اللقاء تضمن الحديث عن انتخابات الرئاسة ومستقبل مصر، وعن موعد إجراء انتخاب البابا الجديد، وعلاقة المسلمين والمسيحيين في مصر. وأضاف باخوميوس أنه أوضح لكارتر أن العلاقة بين المسلمين والمسيحيين طيبة للغاية، ولا مانع من وجود المادة الثانية الخاصة بالشريعة الإسلامية مع إضافة فقرة توضح أن غير المسلمين يحتكمون لشرائعهم خاصة في أحوالهم الشخصية. كما أخبره عن آخر مستجدات انتخاب البابا الجديد، موضحا له أنه يتوقع اختياره بين شهري أكتوبر ونوفمبر المقبلين إذا صارت الأمور بشكل طبيعي، موضحاً أن الأقباط أصبحوا منتشرين في العالم كله، والكنيسة اتسعت عن عام 1957 وأنه يسعي لتفسير اللائحة بشكل يتوافق مع المتغيرات دون تغييرها. وأوضح الأنبا باخوميوس أن كارتر تمني للكنيسة أن تمر الانتخابات بهدوء وديمقراطية وأن يعم السلام مصر، وتكون مصر دولة تراعي حقوق الإنسان ولا تمييز بين مواطنيها، مضيفاً أنهم تذكروا معاً الزيارة التي قام به البابا شنودة لأمريكا في نهاية السبعينيات من القرن الماضي، وكان الأنبا باخوميوس ضمن وفد الزيارة. كما استثمر كارتر وجوده بالقاهرة الذي تزامن مع وجود وفد حركة حماس، ليقف علي آخر تطورات القضية الفلسطينية حيث التقي رئيس المكتب السياسي لحركة حماس خالد مشعل، والوفد المرافق له بأحد فنادق القاهرة، حيث بحث الجانبان عدة ملفات فيما يتعلق بالقضية الفلسطينية.. والتي ستتأثر ايضا بنتائج الانتخابات المصرية.

ليست هناك تعليقات: