الاثنين، 7 مايو 2012

حقيقة علاقة أبو الفتوح بالصهاينة وقصة لقائه السري مع جمال مبارك


علامات استفهام عديدة أثيرت في الفترة الأخيرة حول موقف الدكتور عبدالمنعم أبوالفتوح من جماعة الإخوان المسلمين حال وصوله إلي كرسي الرئاسة، ورغم أن أفراد حملته أكدوا مرارا وتكرارا أن أبوالفتوح خرج من عباءة الإخوان بلا رجعة وليس له علاقة بهم من قريب أو بعيد إلا أن كثيرين لا يزالون يشككون في نوايا المرشح الرئاسي.

 من ناحيته لم يعبأ أبوالفتوح بالانتقادات الموجهة اليه وواصل جولاته الواحدة تلو الأخري في سبيل الوصول إلي قصر الرئاسة مستفيدا في ذلك باستبعاد الجنرال عمر سليمان رئيس المخابرات السابق والمهندس خيرت الشاطر النائب السابق للمرشد العام لجماعة الإخوان المسلمين، لكن أثناء ذلك فوجئ أبوالفتوح بعثرات في الطريق تعرقل مسيرته كان علي رأسها القول بأن ولاءه للإخوان ما زال قائما، واحتمال تعيينه لأحد الكوادر الإخوانية نائبا له حال وصوله إلي سدة الحكم وهو الأمر الذي جعل البعض من مؤيديه يفكر مليا ويعيد ترتيب أوراقه من جديد ويوجه قبلته ناحية مرشح آخر، في مواجهة ذلك يحاول الدكتور أبوالفتوح الذود عن نفسه وعن عدم ارتباطه بالإخوان أو بأي فرد داخل مكتب الإرشاد ومجلس الشوري العام التابع للجماعة، إلي جانب أن حملته الانتخابية تؤكد أن كافة الأخبار التي نشرت عن أبوالفتوح كاذبة ليس لها أي أساس من الصحة وهدفها العام تشويه صورته أمام القاعدة العريضة من الشعب المصري، إذ نقل القيادي السابق بجماعة الإخوان المسلمين هيثم أبوخليل عن أحد القيادات الإخوانية بالإسكندرية وهو المهندس "محمد كمال خميس" اتهامات خطيرة للدكتور عبدالمنعم أبوالفتوح علي رأسها أنه يحمل أجندة أمريكية وله علاقات صهيونية متشعبة ومن الممكن أن ينبطح للمجلس العسكري وأمريكا في حالة وصوله إلي سدة الحكم في مصر، والأخطر من ذلك أن خميس قال إن أبوالفتوح حاول إجراء لقاء مع الوريث السابق لعرش مصر جمال مبارك ولقاءات أخري بأكثر من مسئول صهيوني في النرويج عندما كان عضوا بمكتب الإرشاد، الأمر الذي يؤكد بما لا يدع مجالا الشك أن بعض أفراد جماعة الإخوان المسلمين أخذوا الضوء الأخضر لبدء رحي الحرب مع أبوالفتوح الذي تتزايد شعبيته بمرور الأيام في سبيل سيطرة مرشحهم الدكتور محمد مرسي علي السباق والفوز بالمنصب والإطاحة بأبوالفتوح.

 في حين قال المهندس هيثم أبوخليل أحد قيادات إخوان إسكندرية: جاءت شكوي من مجموعة من شباب الإخوان في شعبة سموحة بالإسكندرية لي صادمة.. فقد حضروا لتوهم لقاء وضوح رؤية بمقر حزب الحرية والعدالة الجديد بعمارات الصفوة بجوار مسجد علي بن أبي طالب وقد كان المحاضر المهندس والصديق الأخ محمد كمال خميس في حوار أداره الشيخ صبحي رفاعي وحضره حوالي 60 أخاً من إخوان سموحة.

 صدمتي كانت من الاتهامات التي قيلت في هذا اللقاء علي لسان المهندس محمد كمال الذي أعرفه جيداً فقد تزاملنا في أسرة إخوانية لعدة سنوات ثم كان مسئولي لسنوات أخري.وبعد أن قمت بتكذيب هذه المعلومات فوجئت باتصال من المهندس محمد كمال يتناقش معي فيما طرحته وأنه اضطر أن يقول هذا الكلام حتي يفهم الشباب الذين ألحوا عليه لمعرفة الحقيقة وأنه لا يقول كلاماً مرسلاً وإنما تأكد منه من الدكتور محمد حبيب الذي عمل معه لمدة 6 سنوات بصفته مشرفاً علي القسم الذي يعمل فيه بالإخوان.

 انتهت مكالمتي مع المهندس كمال ووعدته بنشر توضيح لوجهة نظره المتمثلة أنه لا يشوه صورة أبوالفتوح بقدر ما يقول ما سمعه من قيادات ثقات أبرزها الدكتور حبيب وقال لي لو أردت التأكد اتصل بالدكتور حبيب...؟

 أراحني الرجل بأن ترك لي مساحة أتأكد فيها وأسأل عنها.

 ولأن الحقيقة تحتاج لمن يقدرها ويبذل الغالي والنفيس لكي يصل إليها.. دون أن أسلم عقلي ورأسي لأي شخص حتي ولو كان صديقاً عزيز وأخاً فاضلاً.

 ولأني أردت أن أعطي نموذجاً علنياً لشباب الإخوان الذي يجب عليه أن يتأكد بنفسه من كل ما يقال له حتي ولو اتصل بأبوالفتوح شخصياً بل اذهب إليه في بيته وقال له سمعت كذا وكذا فما ردك..؟

 قبل اتصالي بالدكتور حبيب اتصلت بأحد القيادات التاريخية الرفيعة السابقة للإخوان وقصصت له ما حدث فغضب غضبا لم أعهده فيه من قبل وانفعل انفعالاً غير مسبوق وقال كذب وقلة أدب "عالم ليس عندها ضمير يجب أن تتصل بحبيب واسأله لو أنت غير متأكد من كلامي".

 قلت له أنا متأكد مليون في المائة في أبوالفتوح ولكني أريد أن أفند ما يقال لأن المهندس محمد كمال أعرفه ولا أعرف محي الزايط ولا عمرو عبدالحفيظ ويجب أن نغلق هذا الملف بتفنيد ما يقال بإحكام.. انتهت المكالمة وعزمت بالاتصال فوراً بالدكتور حبيب.

 اتصلت قبل صلاة العشاء بالدكتور حبيب فلم يرد ثم عاودت الاتصال بعد العشاء حتي رد علي ورحب بي كثيراً.. ودار الحوار كالتالي.

 لو سمحت يا دكتورنا الفاضل ممكن آخذ من وقت حضرتك دقائق

 اتفضل يا أخويا اتفصل يا أهلاً بك.

 يا دكتور حدث حوار للمهندس محمد كمال خميس مع مجموعة من شباب الإخوان في سموحة وقد قال للشباب كلاماً خطيراً في حق الدكتور عبدالمنعم أبوالفتوح واستشهد في غالبية كلامه بحضرتك كونه عمل مع حضرتك لمدة 6 أعوام وأن حضرتك قلت له ذلك وأن هذه الاتهامات تتلخص في لقاء سري عقده أبوالفتوح مع جمال مبارك وأنه سافر إلي النرويج وقابل مسئولين قريبين من الصهاينة وأن له أجندة أمريكية.. فما رأي سيادتكم في هذه الاتهامات.

 بص يا هيثم.. بالنسبة للنقطة الأولي.. للأسف فهذه اتهامات مرسلة دون دليل ضد أبوالفتوح وجاءت نتيجة كثرة سفرياته للخارج نظراً للسماح له بالسفر في وقت منع الآخرين.

 (أبو الفتوح كان مسموحاً له بالسفر لمتابعة أعمال الإغاثة كونه أمين عام اتحاد الأطباء العرب الذي يعتبر تابعاً لجامعة الدول العربية).

 لكن يا دكتورنا الفاضل هل كانت هناك لقاءات بوزراء أو مسئولين أم كانت هيئات ومراكز بحثية مثل معهد كارينجي وغيرها كما سمعت.

 بالفعل يا هيثم.. أبوالفتوح لم يلتق بمسئولين رسميين أو حتي وزراء ولكن التقي بأساتذة جامعات ومراكز بحثية.. مظبوط هذا الكلام.. والكلام الذي دار حول علاقات أبوالفتوح بجهات غربية عبارة عن فقاعات هواء لا أثر لها وكان كلاماً مرسلاً ولو كان فيه شيء من الحقيقة لكان أجري فيه تحقيق داخل مكتب الإرشاد أو الجماعة وهو ما لم يحدث مطلقاً.

 وأنا أتعجب أن يثير الأخ محمد كمال هذا الكلام بهذه الصورة هذا أمر لا يليق ويا هيثم.. لم يثر أي موضوع عن أبوالفتوح في الإخوان إلا في موضوع زيارته لنجيب محفوظ حيث أثارت ضيق بعض الإخوة.. وحتي هذا الأمر لم يجر فيه تحقيق وأغلق أيضاً.

 فأبوالفتوح كان دائماً له تحفظات علي مجموعة من تصرفات بعض أعضاء مكتب الإرشاد وهم كانوا لهم تحفظات أيضاً علي بعض تصرفاته. وقد طالب بعضهم بالتحقيق مع أبوالفتوح عندما كنت أتولي قيادة المكتب لبعض الأوقات فقلت لهم عيب!!!

 أما بالنسبة للقاء جمال مبارك.. فهذا الأمر كان محاولة من جمال مبارك للقاء بعض القيادات المؤثرة في البلد في منزل أحد الشخصيات العامة ولم يتم اللقاء من أصله وكل ما قيل في هذا الكلام أيضاً كلام مرسل لا يصح طرحه بعدما انتهي زمنه دون أن يكون هناك حدث من أصله..!! ولم يجر أيضاً تحقيق بشأنه.

 طيب ممكن سؤال يا دكتورنا الفاضل.. حضرتك عارف أني نشرت عن موضوع لقاء عمر سليمان السري مع الدكتور محمد مرسي والدكتور سعد الكتاتني والدكتور محمود عزت والدكتور غزلان كذبوني منذ أيام في إحدي الفضائيات فماذا تقول لهم وأنا أعلم إن حضرتك عندك تفاصيل هذا اللقاء.

 يا هيثم أنا اتصل بي الدكتور محمد بديع وترجاني أن أحضر لقاء مجلس الشوري العام يوم الخميس 10 فبراير قبل تنحي المخلوع بيوم وحدث ظرف لأحد أولادي بأسيوط واعتذرت له عن اللقاء واتصل بي أيضاً الدكتور عبدالمنعم أبوالفتوح وطلب مني حضور هذا الاجتماع لأنه مهم للغاية فاعتذرت له أيضاً وقلت له احضر أنت الخير والبركة لأن عندي ظروف.

 ويوم السبت 12 فبراير بعد تنحي المخلوع عرفت ما دار في اجتماع مجلس الشوري العام بأن الدكتور محمد مرسي كان يحكي للمجلس ما جري في اللقاء المعلن مع عمر سليمان فاستوقفه الدكتور عبدالمنعم أبوالفتوح وقال له.. لا تحكي لنا تفاصيل هذا اللقاء نحن نريد أن نعرف تفاصيل اللقاء السري الذي جري قبل هذا اللقاء..؟

 وهنا انتفض الأستاذ مهدي عاكف المرشد السابق وقال هو كان فيه لقاء ثاني يا بديع.. هو إحنا طراطير هنا ولا إيه.

 فنظر الدكتور مرسي للدكتور بديع وقال له مش إحنا حلفنا علي المصحف إن ما فيش حد يتكلم في الموضوع ده..؟

 وحدث هرج ومرج وزيطة كبيرة والدكتور بديع قال أهدوا يا جماعة نأخذ دقيقتين استغفار وغادر أبوالفتوح اللقاء غاضباً ولم يكمل.

 وبعدين يا هيثم أنا التقيت ببديع بعدها بأسبوع تقريباً فقص لي تفاصيل اجتماع مجلس الشوري والمشكلة التي حدثت وكلمني عن هذا اللقاء الخاص بعمر سليمان وأقر بحدوثه وقال إن عمر سليمان هو الذي طلب وسعي وليس نحن وكان الحديث فيه عن سحب الإخوان من الميدان مقابل الشرعية والترخيص لحزب والإفراج عن خيرت الشاطر وحسن مالك.

 عموماً يا هيثم يا ريت تبلغ محمد كمال أن ليس هذا توقيت إثارة مثل هذا الكلام لأنه ليس في مصلحة أحد.

 من جانبها استطلعت "الموجز" آراء أطراف القضية، حيث نفي الدكتور محمد حبيب عضو مكتب الإرشاد السابق هذه الاتهامات بشدة مؤكدا أن أبوالفتوح لم يلتق أي مسئولين رسميين أو حتي وزراء، لكنه أدار حوارات ولقاءات مع أساتذة جامعات ومراكز بحثية أثناء سفره الكثير إلي الخارج، وكان ولا يزال مثالا للمواطن المصري المخلص لوطنه.

 وقال حبيب إن هذه الاتهامات لا تخرج إلا عن أفراد من داخل الإخوان مصلحتهم الأولي والأخيرة ضرب أبوالفتوح والإطاحة به من السباق الرئاسي بأوامر مسبقة، وإذا كانت هذه الاتهامات حقيقية فلماذا لا يجري مكتب الإرشاد تحقيقا موسعا في ذلك؟ مشيرا إلي أنه غضب غضبا شديدا عندما علم أن قيادات من داخل مكتب الإرشاد أجرت اجتماعا سريا مع اللواء عمر سليمان قبل تنحي مبارك لبحث الانسحاب من ميدان التحرير مقابل حصول الجماعة علي الشرعية السياسية وإصدار قرارات العفو عن المعتقلين السياسيين منهم المهندس خيرت الشاطر وحسن مالك وأسامة سليمان.

 من ناحيته اعترض علي البهنساوي عضو حملة دعم المرشح الرئاسي علي هذه الاتهامات مؤكدا أن أبوالفتوح يتعرض لحملات تشويه منظمة من بعض الاتجاهات السياسية التي تكره تقدمه في كافة استطلاعات الرأي المبدئية التي يتخطي فيها جميع المرشحين للرئاسة.

 وأضاف البهنساوي أن أبوالفتوح ليس له علاقة بأي جهات صهيونية خارجية وما أثير حول ذلك فقاعات هواء ليس لها أي أساس من الصحة ولا تتعدي كونها تصريحات مقصودة من البعض بهدف زعزعة موقفه في انتخابات الرئاسة.

 في نفس السياق قال المهندس محمد كمال خميس إنه لم يقل مثل هذا الكلام إطلاقا وإن تصريحاته فهمت عن طريق الخطأ ولم يكن يقصد الدكتور عبدالمنعم أبوالفتوح موضحا أنه سيكذب هذا الكلام قريبا لأنه يشعر بالندم لما سببه لـ أبوالفتوح أمام مؤيديه وجمهوره العريض الذي يثق فيه ويراه الأجدر بالمنصب


ليست هناك تعليقات: