الاثنين، 7 مايو 2012

قيادات الإخوان يهددون صهر الشاطر بالذبح والحديدي يرد: سنسحب الثقة من المرشد


في البداية.. كيف بدأت حركة "صيحة إخوانية"؟

صيحة إخوانية ليست مجرد حركة بدأت وستنتهي سريعا مثل غيرها وإنما نحن منهج أصيل في الإخوان المسلمين منذ سنوات عديدة ماضية، أو بمعني أدق نحن الإخوان المسلمون بكل بساطة، ووجدنا أن لنا مطالب عدة نشترك فيها وقد حان الوقت لإعلانها علي الملأ حتي يعرف من يديرون الجماعة من الداخل أنهم يخطئون ولا يصيبون دائما طوال الطريق، فوقفنا هذه الوقفة، مثلما فعل الصحابة مع الرسول صلي الله عليه وسلم يوم أحد عندما قالوا له نحن الذين بايعوا محمدا علي الجهاد ما بقينا أبدا، حتي يضغطوا عليه ليلاقي الكفار خارج المدينة، فنحن شباب وقيادات من الإخوان المسلمين ومطالبنا مشروعة فقررنا رفعها لفضيلة المرشد العام الدكتور محمد بديع وأعضاء مكتب الإرشاد الذين نحترمهم ونبجلهم كثيرا، وهي مطالب نابعة من خلاف سياسي كي نثبت لهم أن تنظيم الإخوان اختل بالخلط بين العمل الدعوي والحزبي.

> وما هي أهم مطالبكم؟

أول مطلب كما قلت مسبقا، هو فصل الدعوي عن الحزبي، وإطلاق الحرية السياسية لأفراد وأبناء الإخوان المسلمين بل والثقة في أن من بينهم كوادر قادرة علي قيادة الجماعة دون غيرها علي نهج الإمام حسن البنا رحمه الله، ولأن جماعة الإخوان المسلمين هيئة إسلامية جامعة وليست حزبا سياسيا أو فصيلا حزبيا له مطامع سياسية واهية ومزيفة، وإن كانت السياسية من مقاصدنا كما قال البنا لكنها لا يجب أن تكون أسمي أمانينا، فنحن نمارس السياسة ولكننا لسنا حزبا سياسيا، وهذا يعني أن من حق كل فرد داخل الجماعة أن يكون له توجه سياسي خاص به، فلا يمكن أن نعاقب عضوا بالجماعة لمجرد انضمامه إلي حزب الوفد أو التيار المصري أوغيرهما علي سبيل المثال، وبالتالي طالبنا أيضا بإلغاء كل قرارات الفصل وتجميد العضوية والتحقيق مع كل من يخالف قرارات مكتب الإرشاد ومجلس الشوري، لأن كل هذه القرارات أخذت علي أساس مواقف سياسية باطلة ليس لها أي أساس في مرجعية الإخوان المسلمين.

 والمطلب الثالث هو مراجعة قرار الترشح للانتخابات الرئاسية، والوفاء بالعهود التي قطعتها الجماعة علي نفسها أمام جموع الشعب المصري وبناء علي ذلك حصل أعضاؤها علي الأغلبية البرلمانية ولا يعقل أن تأخذهم نشوة الفوز وغطرسة الانتصار ويلعبوا بمقدرات الشعب والأغلبية الصامتة التي أعطتهم ثقتها ليس لذكاء القائمين علي الجماعة وقيادتها من أعضاء مجلس الشوري أو مكتب الإرشاد وإنما للتضحيات التي قدمتها الجماعة منذ نشأتها عام 1928، من شهادة حسن البنا علي أسفلت و سيد قطب الذي شنق في مشنقته، ونحن شباب الإخوان الذين عذبنا في السجون والمعتقلات مرارا وتكرارا ، فكان لابد من عدم تراجع مجلس الشوري عن قراره بعدم الدفع بمرشح رئاسي من داخل الإخوان، فنحن "صيحة إخوانية" وإصرارنا علي إخوانية لأننا لم نخرج عن مبادئ الجماعة، وسياسة الإقصاء أو الفصل ليست من مبادئ جماعة الإخوان المسلمين ولن نقبلها بعد ذلك أبدا مهما حدث، حتي تحترم توجهاتنا وتجد أفكارنا مناخا خصبا للتنفيذ.

> وجهت لكم اتهامات عديدة من قبل أعضاء مكتب إرشاد الجماعة علي رأسها أنكم لستم من شباب الإخوان وإنما مجموعة من أنصار عبد المنعم أبو الفتوح يريدون إحراج الجماعة أمام جمهور الشعب المصري؟

بكل صراحة نحن لا ندعم مرشحا بعينه، وهناك مجموعة بيننا تدعم الدكتور عبد المنعم أبو الفتوح وأخري تدعم الدكتور محمد سليم العوا ، ونحن تعلمنا أن التصويت في الانتخابات شهادة والله عز وجل يقول في كتابه "وأقيموا الشهادة لله "، فالشهادة لا تتغير بحد الطاعة كما سألنا فقهاءنا من أمثال العلامة الدكتور يوسف القرضاوي، والمهندس عبد الحي الفرماوي وأكدوا لنا ذلك وربتوا علي أكتافنا.

 وزيادة علي ذلك فإن هناك أمرا هاما في الدستور، فالمشرع الذي وضع الدستور قال إن الانتخابات تجري بالنظام الفردي المباشر، وهذا يعني أنها لا تعبر عن رأي مؤسسة أو منظمة بعينها، ولكن تعبر عن رأي الفرد، وفي نفس الوقت نحن نختار فردا للرئاسة وليس مؤسسة، فكيف يمكن أن تجبرني المؤسسة علي اختيار فرد بناء علي رأي المؤسسة، وإذا كان الأمر متعلقا بمشروع النهضة كما يتحجج قادة الجماعة فيمكن أن ننفذه مع أي فرد من خارج التنظيم طالما أن النية صادقة خاصة أننا تعلمنا في الإخوان المسلمين التجرد وقهر الذات والبعد عن المطامع الشخصية وتغليب المصلحة العليا.

> المطلب الأول هو فصل الدعوي عن الحزبي كيف يتم ذلك مع وجود حزب الحرية والعدالة المعروف إعلاميا بأنه الذراع السياسية للجماعة؟

وجدنا أن خلط الدعوي بالحزبي كارثة قد تؤدي إلي بوار التنظيم وتآكل أركانه الأمر الذي يهدد شعبية الإخوان المسلمين بين سواد الناس، وما يدل دلالة قاطعة علي أن الإخوان خالفوا عهدهم مع الشعب أن الذي قرر ترشيح شخص من داخل الإخوان المسلمين للرئاسة، بكل وضوح هي الجماعة وليس الحزب، ومعني ذلك أن الجماعة هي التي تتخذ قرارات الحزب بما يتعارض مع التصريحات "الحنجورية" لرئيس الحزب الدكتور محمد مرسي حين قال إن الحزب ليس له أي علاقة بمكتب الإرشاد ولن يخضع أبدا لإملاءات أفراد الجماعة، ولذلك يجب علي قيادة جماعة الإخوان المسلمين مراجعة هذا القرار، فهذه أزمة واقع وكأننا نقول للشعب إن رئيس حزب الحرية والعدالة اتخذ قراره بناء علي قرار مجلس الشوري العام للجماعة، بدلا من أن يتخذه رأي الهيئة الإدارية للحزب أو المكتب التنفيذي التابع له، وهذا يعني أن رئيس الحزب عندما يتحول إلي رئيس الجمهورية سيتخذ قراراته من خلال مجلس شوري الإخوان، وهذا تخوف موجود عند المصريين، ونحن أيضا كشباب من داخل الإخوان نريد أن يكون رئيس مصر رئيسا لكل المصريين ليحقق رغباتهم كافة، والتحول إلي مساحة الحزب يجعلنا نخرج من الواسع إلي الضيق ففكرة الجماعة فكرة تضم في طياتها جميع المختلفين في الرأي حتي في المسائل الفقهية، فنجد في الأسرة الواحدة فردا يتبع المذهب الشافعي وآخر المالكي، ولكن لا يحدث اختلاف وأيهما أولي بالاستيعاب الخلاف السياسي أم الفقهي، ونحن داخل جماعة الإخوان المسلمين نجد أن هناك من يري فرضية النقاب وهناك من يري عدم فرضيته، ولكن لا نختلف، فمن أصولنا انه لا إنكار فيما اختلف فيه العلماء، والشعب المصري شعب ذكي جدا، والصورة التي نقلت عنا أننا مجرد قطيع نسمع ونطيع، وهذه كارثة، فمن الأصول الواضحة عندنا أن الركن الأول من أركان البيعة للانضمام للإخوان المسلمين هو الفهم، وآخر شيء هو الطاعة والثقة، مع الأخذ في الاعتبار أن الثقة تمنح، ويمكن سحبها، فالقيادة يجب أن تثق في الصف مثلما قال حسن البنا.

> كيف وصلتم لقرار الوقفة الاحتجاجية التي تعد سابقة في تاريخ الجماعة؟ ولم تلجأوا إلي طريقة أخري للتعبير عن أنفسكم؟

هي ليست وقفة احتجاجية بمعناها العام، وإنما هي وقفة مشروعة لتقديم المطالب فكلمة احتجاج تعني عدم الثقة في القيادة فلا يمكن أن أقول انه عندما وقف الصحابة أمام الرسول صلي الله عليه وسلم وطالبوه بالجهاد في يوم أحد أنهم كانوا يحتجون عليه ، وإنما كانت لهم مطالب مشروعة وقفوا بها أمامه فهذه أدبيات، كذلك الصحابي الذي وقف أمام الرسول يوم بدر وقال له أهو الوحي أم الحرب والمكيدة فقال له بل هي الحرب والمكيدة فأشار عليه الصحابي فأخذ منه ولم يرد، ولم يفصل أو يعنف كما يفعل أعضاء مكتب الإرشاد بشباب الإخوان الذين ضحوا كثيرا من أجل رفعة التنظيم ، فلا يمكن أن نقول إن ما فعلناه ليس احتجاجا ولكنها وقفة لرفع المطالب، ولم نقصد من هذه الوقفة الحشد، حيث كنا 17 فردا فقط ونحن في جماعة الإخوان المسلمين مدربين علي الحشد، ولكن لم نفعل ذلك ولم ندع شخصا أو نروج للفكرة عبر "الفيس بوك" رغم أنه كان بإمكاننا حشد الآلاف أمام المركز العام للجماعة ولم نفعل حفاظا علي ما تعلمناه من البداية علي يد أساتذة أجلاء نقدرهم ونحترمهم حتي الآن، لكن كان هدفنا رفع المطالب المشروعة، وكان التصور أننا سنكون ثلاثة فقط، لكن الحقيقة أن البعض تخوف من أن القيادة ستقول إن المطالب فردية، وبعد تفكير عميق قررنا أن تكون بالشكل الذي كانت عليه، بحيث يكون هناك فرد من كل مكتب من المكاتب الإدارية المنتشرة للجماعة علي مستوي الجمهورية ، وكان اتفاقنا عدم الظهور للإعلام، وفوجئنا قبل أن نغادر المقطم بوسائل إعلام كثيرة فوجب علينا توضيح الأمر.

> وهل كانت هناك استجابة من قبل المرشد العام ومجلس شوري الإخوان لوقفتكم؟

للأسف لم يخرج لنا المرشد العام أو أي عضو من مكتب الإرشاد، ولم يكلمنا إلا مسعود السبحي السكرتير العام للمرشد لأنه أصلا كان خارج المكتب، فتحدث معنا وهتف معنا، فنحن يجمعنا الحب، وإذا كان شعار جماعة الإخوان المسلمين نحمل الخير لمصر فنحن كشباب حركة " صيحة إخوانية " نحمل الخير للإخوان المسلمين إذا ضلوا طريقهم، فعندما يقول محمد مرسي بعد انتخابه رئيسا لحزب الحرية والعدالة أنه في مهمة إخوانية هذا أمر مضحك وغير مقبول إلا إذا كان يتحدث باعتباره عضوا داخل التنظيم، ولكن عندما يصبح رئيسا لحزب ما لا يحق له أن يقول ذلك، ويزداد الأمر سوءا عندما يكون رئيسا للجمهورية، ففي هذه الحالة لا يحق له أن يتحدث باسم الجماعة لأن هذا يضر بشعبيتها وتاريخها، وهو ما حدث بالفعل.

> وما تفسيرك بأن قيادة الجماعة صرحت بأن هذه المجموعة ليست من جماعة الإخوان المسلمين؟

هذا التصريح كان من الدكتور محمود حسين الأمين العام للإخوان المسلمين بناء علي معلومات غير دقيقة وصلت إليه، وكان الأجدر أن يتحقق من الأمر بنفسه بدلا من توزيع الاتهامات يمينا ويسارا بالباطل، وعلي وجه العموم فإن كل أفراد الحركة شباب ضمن جماعة الإخوان المسلمين، والدليل أن محمد يونس أحد شباب صيحة إخوانية الذي شارك معنا في الوقفة تعرض لتجميد العضوية، وأنا نفسي تعرضت للتحقيق فكيف أتعرض لهذا التحقيق وأنا خارج الجماعة.

> وكيف دار التحقيق معك؟

التحقيق كان مجرد إجراء إداري، ساده جو من الحب والاحترام، وأكدت فيه علي مطالبنا وتمسكت بها وشرحت وجهة نظر المجموعة، انتهي التحقيق وحتي وقتنا هذا لم يصدر أي قرار فيه.

> لماذا لم تلجأ للحشد علي الرغم من أن لديكم القدرة علي ذلك؟

هدفنا ليس إحراج القيادة وإنما توجيه النصح والإرشاد إليها، ولدينا كل الوسائل المشروعة للتعبير عن أنفسنا، مع العلم أننا لسنا عددا صغيرا وإنما نعبر عن عدد كبير من جماعة الإخوان المسلمين لا يعد فقط علي أصابع اليد الواحدة كما يقولون ولكننا نعرف جيدا الوقت المناسب للتصعيد إذا لم تنفذ مطالبنا بأكملها، ومثلا حملة عبد المنعم أبو الفتوح بها 90 ألف، وإذا قلت أن 10% منهم من الإخوان المسلمين لن أكون كاذبا، فالذين يديرون الإخوان ناقضوا أنفسهم كثيرا عندما قاموا بفصل أكثر من عضو في الجماعة بناء علي رؤية سياسية، وأيضا عندما فصلوا الدكتور عبد المنعم أبو الفتوح لأنه أعلن ترشحه للرئاسة، ثم بعد ذلك قاموا بترشيح فرد آخر فهل هذا يعقل، ولهذا وجدنا أن هناك تخبطا أمام الشعب المصري، وأنا أعطي مثالا بسيطا علي أن الخلاف لا يعني الانشقاق عن الجماعة.

> وهل تعتقد أن هذه الوقفة سوف تسفر عن النتائج المرجوة؟

في أيدينا الآن كل الوسائل المشروعة للتغيير، وسنصر عليها حتي يتم تنفيذها، إذا لم تنفذ لدينا البديل الذي يمكننا من تحقيق الأهداف التي قامت عليها الحركة رغم أنف الكارهين لذلك من داخل مكتب الإرشاد بصفة خاصة أو من التنظيم علي وجه العموم.

> قلت إنكم تعبرون عن مجموعة كبيرة داخل جماعة الإخوان المسلمين فما هي تقريبا النسبة التي تؤيدكم داخل الجماعة؟

هي نسبة عبر عنها المشهد العام حينما صدر قرار مجلس الشوري بإعلان ترشيح المهندس خيرت الشاطر للرئاسة، وهو القرار الذي اعترض عليه أكثر من 50 % من أعضاء الجماعة، وإن كانت نسبة المعترضين الحقيقية التي لم يعلن عنها تجاوزت ثلثي أعضاء الجماعة، ولكن بعضهم فضل الالتزام بمبدأ السمع والطاعة وعدم الرغبة في الاعتراض والبعض الآخر يعتنق مذهب "اللحاق بالركب ولو كان مخالفا " فضلا عن الذين تم الضغط عليهم للموافقة لعدم إحراج الجماعة أمام القوي السياسية المناوئة لها.

> لماذا لم تستجب قيادات الجماعة لمطالبكم علي الرغم من أن أمر الجماعة شوري بينهم؟

علينا العمل ويسألون هم عن عدم الاستجابة، ولكن أؤكد لك أن التعهد هو مسألة مبدأ، ونحن تربينا داخل الجماعة علي الأخلاق الحميدة والصدق، ونحن كنا نحترم عهودنا مع الطلاب اليساريين عندما كنا في الجماعة فمنظومة القيم وقيمة الصدق هي أعظم مبادئ يملكها الإخوان المسلمون، والمعارضة هذه المرة تتخذ شكلا غريبا لم تعهده من قبل، ففي أيام الثورة عندما كنا في الشارع في يوم 28يناير كان القرار هو الانسحاب عقب صلاة المغرب مباشرة، ولكننا كنا علي الأرض ونري القوي السياسية الأخري وما تفعله، فأصررنا علي البقاء وأبلغنا القيادة بذلك، و قال المرشد اتخذوا القرار وبلغونا، فأنتم ترون ما يحدث علي الواقع، وبالفعل وافقت الجماعة علي قرارانا، علي الرغم من أنه كان مخالفا لوجهة نظر أعضاء مكتب الإرشاد الذين كانوا يفضلون الانسحاب خوفا علي شباب الإخوان من القتل، وكان حلقة التواصل وقتها هو إسلام لطفي أحد شباب حزب التيار المصري الذي فصل من الإخوان لانضمامه إليه بعد ذلك، ويستطيع أن يؤكد علي ذلك، والشاهد في الأمر أن النزول عن رأي شباب الجماعة ليس أمرا جديدا، ولابد أن تتفهم قيادة الجماعة انه لا يجب أن نخسر الشارع، فالإخوان المسلمين لم يفوزوا في الانتخابات بأصواتهم وإنما بأصوات محبيهم، وكان لزاما عليهم عدم خداع القاعدة العريضة من الشعب حتي لا يفقدوا ثقتهم فيهم لأن الثقة إذا انكسرت لن تعود مرة أخري.

> وهل تتوقع إصدار قرار بالفصل لكم؟

إخواننا يحبوننا ولن يفصلونا مهما حدث، وإذا حدث فأنا أؤكد لكم أن شباب "صيحة إخوانية " لا يفصلون ولن يستطيع أحد أن يفصلهم أبدا لأننا الإخوان المسلمون بما يملكونه من مبادئ وقيم وأخلاق وتعاليم ومن يفصلنا يفصل نفسه ومن يقصينا يقصي نفسه أولا، ونحن لسنا فقط الإخوان المسلمين بل خير الإخوان المسلمين، ولن يستطيع أي عضو من أعضاء مكتب الإرشاد ان يفعل معنا كما فعلوا مع الدكتور كمال الهلباوي المتحدث الرسمي لجماعة الإخوان المسلمين في أوروبا، حينما قال الدكتور محمود غزلان إنه ليس من جماعة الإخوان المسلمين، ويقال علي تصريحاته إنها فرقعة إعلامية، وللحقيقة فأنا متعجب جدا من هذا الموقف الغريب الذي ينذر ببداية سيطرة رؤي خاصة وشخصية علي توجهات الجماعة العامة، وأعتقد أن هذا الأمر مجرد انتقام شخصي لا تحكمه عدالة أو إنصاف.

> هل معني كلامك أنه حتي لو حدث فصل إداري ستظل مرتبطا أو منتميا للجماعة؟

إذا كان التابع يقول دائما " أنا إخواني وملتزم بقرار الجماعة " فأنا أقول أنا إخواني وملتزم بمبادئ الجماعة وليس بقراراتها ، فإذا كان التنظيم مبنيا في الأساس علي فكرة، فمن يحمل الفكرة هو الأولي أن يكون بالجماعة، وإذا خرج التنظيم عن الفكرة لا يستحق لمن ينكر هذه الفكرة أن ينتمي للجماعة .

> هل غضبكم نابع من شعوركم بأن هناك محاولات عديدة للضغط عليكم من أجل التصويت لشخصية بعينها في الانتخابات؟

نحن ليس لدينا مانع أن يعلن المرشد العام لجماعة الإخوان المسلمين عن دعم مرشح بعينه، فكلمة مرشد تعني النصح والإرشاد ولا تعني السمع والطاعة " عمال علي بطال "، ولكن لا يمكن إجبارنا علي شيء فلا قداسة داخل الإخوان المسلمين للمرشد، ولا عصمة لمكتب الإرشاد، فنحن لسنا تنظيما شيعيا وإنما نظاما سنيا، ونحن مع النظام لا التنظيم، فيقال التنظيم الإداري وليس التنظيم العسكري، ومن هنا نحن ضد مصطلح الذراع السياسية للإخوان المسلمين، لأن هذا التعبير تعبير ميليشياتي يزرع الرعب في قلوب الناس كما تفعل الحركات العسكرية علي مستوي العالم مثل حركة المقاومة الإسلامية حماس التي تصر علي أن لها ذراعا سياسية حتي يتجنب مكتبها السياسي المحاسبة علي العمليات العسكرية، ومن هنا أيضا نعلن رفضنا القاطع لمصطلح الذراع السياسية ولا نقبله بأي شكل من الأشكال، ولا يقبله الشعب المصري لأن وجود مثل هذه الفكرة أزمة كبيرة

> حدث تجميد لعضوية بعض المشاركين في حركة صيحة وفي نفس الوقت تم تقديمك للتحقيق فقط، يفسر البعض ذلك علي أنه محاباة لك بما أنك زوج " عائشة " كريمة المهندس خيرت الشاطر؟

نحن داخل جماعة الإخوان المسلمين لا نطعن في أخلاق إخواننا ولا نشك في ذممهم، وبعد الفصل المتكرر والاعتراض علي مثل هذه القرارات، توقفت الجماعة عن فصل أي عضو و استعاضت بتجميد العضوية عن الفصل، والتجميد يكون للمعارض الذي يظهر معارضته، فمثلا هناك قرار بفصل أي عضو بالجماعة يشارك في حملة عبد المنعم أبو الفتوح، وعلي الرغم من أن محمد يونس أحد أعمدة هذه الحملة ويعمل بها منذ أكثر من عام، إلا انه لم يتم فصله إلا بعد أن صرح محمود حسين الأمين العام للجماعة بأنه يعمل في حملة أبو الفتوح .

> وماذا سيكون رد فعلكم إذا تقرر فصلكم عن جماعة الإخوان المسلمين؟

ستكون كل الوسائل مشروعة، فعندما يحدث تعسف مع موظف ما ويتم فصله من قبل مجلس إدارة شركته، تكون كل الوسائل مشروعة، فمثلا يلجأ إلي القضاء ويطالب بسحب الثقة، أو تغيير الإدارة، وأريد أن أوضح أني وأشخاصا كثيرين داخل الجماعة، لم يناموا في منازلهم ليلة عندما كانوا في الجامعة، حيث كنا طوال الوقت هاربين، وكنا نعرف أن نشاطنا يعرضنا للسجن والتعذيب، فنحن أشخاص قرروا أن يضحوا بأنفسهم وأموالهم لله عز وجل، ولسنا أشخاصا يتبعون قرارات دون مراجعة، وفكرة الوقفة تشبه هذه المظاهرة، فنحن لا يعنينا القرار الذي سيتخذ ضدنا، ولكن نريد التصحيح، وفي حالة فصلنا سيكون رد الفعل غير مسبوق سيفاجئ به المرشد العام وأعضاء مكتب الإرشاد بل وجميع أفراد الشعب المصري.

> هل يمكننا القول بأن صيحة إخوانية انتهاء لزمن القطيع داخل الجماعة؟

هناك أزمة كبيرة جدا وهي أن الصورة المأخوذة عن شباب الإخوان من الشعب المصري هي أنهم مجرد قطيع يحركه شخوص بعينهم أو قطع دمي يتلقفها أعضاء مكتب الإرشاد فيما بينهم وذلك غير صحيح، فمدرسة الإخوان هي مدرسة " ليه حضرتك " ليس " تحت أمر حضرتك "، وإذا كنا كذلك لكانت تغيرت أمور كثيرة خلال العام ونصف السابقين، وكما قلت فإن شباب الجماعة هم الذين أصروا علي التواجد في الميدان مثلا ، وهذه الصورة المغلوطة عنا هي السبب الذي دفعنا للظهور في الإعلام، وجماعة الإخوان المسلمين تتميز بأنها قامت علي الفهم والأصول العشرين التي أدرجها حسن البنا تحت بند الفهم وليس تحت بند التلقين والسمع والطاعة العمياء.

> وهل أساس المشكلة هو إعلان الجماعة عن مرشح رئاسي من داخلها؟

إطلاقا، فأساس المشكلة منذ البداية هو خلط العمل الدعوي بالحزبي، والذي ترتب عليه فصل أعضاء بالجماعة بناء علي رؤية بعض أعضاء مكتب الإرشاد السياسية لعدم انضمامهم إلي حزب الحرية والعدالة وتفضيلهم الانضمام إلي أحزاب أخري، وكأنهم يقولون لجميع من يخالفهم في الرأي «سنذبحكم أحياء، ولن تأخذنا فيكم شفقة أو رحمة».

> ولماذا اعترضت علي ترشيح المهندس خيرت الشاطر قبل استبعاده من سباق الرئاسة رغم أنك ترتبط بعلاقة مصاهرة معه؟

لم أعترض أبدا علي خيرت الشاطر أو غيره، وتربطني به علاقة طيبة للغاية، بالإضافة إلي أنني تعلمت منه كثيرا ولا أستطيع إنكار ذلك مهما حدث، وعندما فكرت في تدشين حركة صيحة إخوانية كنت أعي جيدا أنني زوج كريمته ولكن لم يؤثر هذا الأمر من قريب أو بعيد علي موقفي العام، فهدفي هو تقويم الجماعة وعدولها عن الطريق الخاطئ التي تسير عليه منذ ثورة يناير وحتي الآن ويوما بعد الآخر تخالف عهودها مع الشعب الذي ائتمنها علي تحقيق رغباته وطموحاته.

> وما وجه اعتراضكم علي الدكتور محمد مرسي؟

لسنا تكتلا ضد الشاطر ومرسي أو غيرهما، لكننا ضد مخالفة العهود التي قطعتها الجماعة وبسببها خسرت القاعدة العريضة من محبيها ومؤيديها في الشارع المصري، وأعتقد أن مرسي لن يقدم جديدا ولن يغير من الأمور في شيء.

> قلت إن هناك عددا من الشخصيات البارزة في الجماعة دعمتكم، فمن هؤلاء القيادات؟

تعلمنا داخل الجماعة قوة التنظيم و ألا نحرق أوراقنا، ولن أستطيع أن أذكر أسماء المشاركين من داخل الجماعة في " صيحة إخوانية" وعموما فإن هناك عددا من الشخصيات داخل مكتب الإرشاد وأعضاء مجلس الشعب والشوري تدعم فكرتنا، وليس سرا أن الدكتور مهدي عاكف المرشد السابق للجماعة قال إنه يتمني ألا ينجح مرسي في انتخابات الرئاسة وهذا خير دليل أن فكرتنا قائمة علي أساس من الصدق ويشاركنا فيها عدد كبير من أعضاء الإخوان المسلمين في جميع أنحاء مصر، ومن أهم الرموز التي تدعمنا جمال عبد الهادي وعبد الحي الفرماوي ويوسف القرضاوي.

> وبعيدا عن «صيحة إخوانية» كيف تري الإخوان المسلمين من الداخل؟

نرجو من جماعة الإخوان المسلمين أن تراجع نفسها مؤخرا، لأن الشعب المصري له حق علي الإخوان المسلمين وله حق فيهم أيضا، ونحن ننادي بصفة عامة بعدم سيطرة فكر المطامع الشخصية والمصالح الذاتية علي التوجه العام للجماعة، ويجب أن يعلم كل من بداخل الإخوان أن الشعب هو الذي منحهم الحرية وأعطي لهم التمكين وإذا لم يحافظوا علي عهودهم معه سيسحبها منهم بمنتهي السهولة، وما يقلقنا كشباب الجماعة أن شعبية التنظيم تراجعت كثيرا في الشارع وآن الأوان لمعالجة أسباب ذلك بدلا من إعطاء مبررات ومسكنات ليس لها أي داعي

ليست هناك تعليقات: