الجمعة، 27 مارس 2015

الكفتة والسياسة بقلم " فتحى فرج "





بعد ان علمنا ان للكفتة علاقة وثيقة بعالم الطب والتداوى بالاعشاب الضارة والنافعة
وذلك وذلك عن طريق الجهاز الشهير الخاص بالطبيب الاشهر ,  لم اكن اعلم ان للكفتة
علاقة وثيقة بعالم السياسة سواء السياسيين الرسميين او الحزبيين الى ان ساقتنى الاقدار
الى معرفة علاقة الكفتة بالسياسة على وجة يقينى  لا يقبل الشك , واليكم الحكاية :
كنت عائدا من القاهرة فى طريقى الى الاسكندرية مستقلا اتوبيس النقل العام " السوبر
جيت " ويجلس بجوارى رجل فى العقد الرابع من عمرة منتفخ اليدين وبعد تعارف
سريع تسبب فية جورنال الاهرام , استاذننى فى ان يتصفح الملحق الى ان انتهى من
قراءة الجورنال الرئيسى , المهم . البديات التقليدية والمجاملات فى مثل هذة اللقاءات
القدرية علمت انة يعمل كفتجى او كبابجى فى احد مطاعم الاسكندرية الشهيرة وانة
عائدا بعد ان امضى يوم كامل بالقاهرة مع ابنتة المتزوجة بها فقلت فى نفسى هذا حوار
مهم مع احد الكفتجية لاسالة عن سر هذة المهنة , ولماذا طعم الكباب والكفتة فى المطاعم
احلى واشهى من طعمة فى البيوت ؟ وما هو سر الصنعة فى استواء اللحم بفحم اقل نارا واهدا
ووقت اقل , فلم اجد صاحبى متحمسا للحديث فى مثل هذة الامور واجاب على جميع اسئلتى
باختصار شديد ودبلوماسية بطعم الكفتة وحلاوتها , وقررت على الفور ان افتح حوارا مختلفا
فى محاولة منى للتقليل من اهمية صنعتة واسرارها , فقلت لة ان احسن حاجة فى الصنعة والشغلة
انها بعيدة عن السياسة والسياسيين وانت طول النهار والليل امام الفحم واللحم والسيخ , فنظر الى
نظرة حادة وقال , من قال اننى بعيد عن السياسة والسياسيين ؟ هذة الصنعة جعلتنى لا اركز فى
السياسة صحيح ولكننى كنت اركز مع السياسيين , فقلت لة وانا مبتسم ومتشوق لسماع تفسيرة
عما يقول ومشجعا لة لكى يكمل حديثة الشيق ( ياسلام ) , فقال انا شغال فى المطعم لاكثر من
عشريين سنة وشوفت كل السياسيين اللى فى الاسكندرية وطول كل هذة الفترة كنت باشوف
رجال الحزب الوطنى ومعاهم رجال اعمال بيعزموهم فى المطعم وكانوا بيحبوا الريش المشوية
والكفتة معاها والسلاطات والطحينة والبابا غنوج وكان الواحد فيهم ممكن ياكل كيلو مشكل لوحدة
ويطلب بعدها مشروب دايت عشان وزنة ميزيدش وفيهم اللى كان يطلب ريش وكفتة " تيك اواى "
وياخدها معاه وهو ماشى والزبون يحاسب لة والموضوع دة استمر سنوات لحد ما جت ثورة 25
يناير بطلوا ييجوا المطعم او ياكلوا ريش وكفتة , فقلت لة : طبعا تقصد بتوع الحزب الوطنى
ولكن رجال الاعمال عادى ؟ فقال : يا عم انت صدقت ان دول رجال اعمال دة مفيش واحد منهم
عندة مصنع ولا شركة ولا سوبر ماركت حتى , دى ناس معاها فلوس كتيرة متعرفش منين ولا
تعرف هما بيشتغلوا اية بالظبط !! عرفت حضرتك ازاى اعرف من صنعتى الدنيا ماشية
ازاى .. انتى كلام الاسطى الكبابجى واستدرت انا فى اتجاة النافذة وقلت : مصيبة سودة
لو لموا كل الكبابجية على مستوى الجمهورية وعرفوا منهم مين بيعزم مين ومين بياكل
على قفى مين ولية وازاى ومين كان بياكل بس ومين كان بياخد للبيت معاه " تيك اواى "
على حساب الزبون فادركت فعلا ان هناك علاقة قوية جدا بين الكفتة وعالم السياسة ..

ليست هناك تعليقات: