الاثنين، 9 أبريل 2012

الشرطة التونسية تسحل آلاف المتظاهرين ضد “الإسلاميين”



تحول يوم شهداء الثورة في تونس، إلى مواجهات عنيفة بين قوات الأمن ومدنيين من حزب النهضة الإسلامي الحاكم من جهة، وآلاف التونسيين في شارع الحبيب بورقيبة، الذي تحظر فيه حكومة النهضة التظاهر، وهو الشارع الذي كانت المظاهرات فيه آخر محطات سقوط الرئيس التونسي الهارب، زين العابدين بن علي، خاصة بعد أن نجح الثوار في حصار مقر وزارة الداخلية والأمن السياسي الكائن بالشارع نفسه.
 ويوم الشهداء، هو اليوم الذي دعت له حركات ثورية تونسية، لإحياء ذكرى سقوط شهداء في معركة الاستقلال عن الاستعمار الفرنسي عام 1938، ويندد النشطاء بـ”إهدار حقوق الشهداء وترك المصابين يعانون من البطالة والتهميش من حكومة النهضة”.
 وتجمع آلاف الشباب المتظاهرين قرب مقر الاتحاد العام التونسي للشغل، إلا أن قوات مكافحة الشغب منعتهم من التوجه نحو مقر وزارة الداخلية الواقعة في شارع الحبيب بورقيبة. وهتف المتظاهرون ضد حزب النهضة و”الإسلاميين المتشددين”.
 وضربت الشرطة المحتجين بالهراوات والغاز المسيل للدموع لتفريق الحشود ومطاردة المتظاهرين الذين كانوا يرشقونها بالحجارة في الشوارع الجانبية، وقال نشطاء تونسيون إن “شباب يرتدون الزى المدني من حزب النهضة شاركوا قوات الأمن في القبض على المتظاهرين، وخطفهم”، فيما أمطرت القوات المتظاهرين بالقنابل المسيلة للدموع، في مشهد وصفته وكالة “رويترز” للأنباء بأنه “يعيد للأذهان التكتيكات المستخدمة خلال سنوات حكم زين العابدين بن علي للبلاد عندما كانت تونس دولة بوليسية والحريات مقيدة بشدة”.
 وتدفق مئات من المتظاهرين باتجاه شارع الحبيب بورقيبة المركزي من مناطق أخرى بعد دعوات على الانترنت لمسيرة إحياء لذكرى شهداء 9 أبريل ذكرى قمع المتظاهرين المؤيدين للاستقلال من قبل القوات الاستعمارية الفرنسية في عام 1938 .
 وقالت الوكالة:”لاحظ مراسلنا إصابة العشرات باختناقات إضافة لجرح عدد من المتظاهرين”، فيما تناقل النشطاء على “فيس بوك”، مقاطع فيديو تظهر “سحل” وضرب المتظاهرين سواء من الشباب أو الفتيات.
 وهتف المتظاهرون بينما كانت قوات الأمن تلاحقهم في الطرق القريبة من شارع الحبيب بورقيبة “الشعب يريد سقوط النظام” وهو هتاف ردد أثناء ثورة تونس في 2011 والتي أثارت انتفاضات الربيع العربي.
 وهتفت الحشود “لا خوف لا رعب الشارع ملك الشعب” و”لا خوف لا رعب والسلطة ملك الشعب” بينما كانوا يواجهون قوات مكافحة الشغب.
 وقررت وزارة الداخلية حظر المسيرات في شارع الحبيب بورقيبة في نهاية مارس الماضي، بعد أن شكت المطاعم والمقاهي وغيرها من الشركات من أن الاحتجاجات المتكررة تتسبب في عرقلة حركة المرور والأعمال.
 وخلال المظاهرة رفعت شعارات شبه خلالها المتظاهرون حزب النهضة بأصهار الرئيس السابق زين علي الذي الذين واجهوا اتهامات بالفساد المالي الكبير. ورددوا شعارات “الشعب مل من الطرابلسية الجدد”، في إشارة لعائلة زوجة الرئيس الهارب، ليلى الطرابلسي.
 ذكر موقع المشهد التونسي، أن المدونة والناشطة فاطمة الرياحي المعروفة باسم “فاطمة آربيكا”، وهي أحد الوجوه البارزة للثورة التونسية “تعرضت لاعتداء من قوات الأمن، مما تسبب في إصابتها بكسور في اليد والكتف وتم نقلها للمستشفى، كما تعرضت صاحبة صفحة ” كابيتاليس ” الإخبارية، على “فيس بوك” للضرب على يد الأمن خلال تغطية المظاهرات”.
 وقال شهود عيان إن قوات الشرطة اعتقلت ناشطات يرفعن العلم التونسي في شارع بورقيبة. وأضافوا:”ما يحدث الآن عودة لنظام بن علي، وهناك حالات اختطاف عديدة في الباساج و لافايات ”

ليست هناك تعليقات: