الجمعة، 1 أبريل 2016

الحرية وارتباطها بالعقل والواقعية



لاشك ان الحرية  هى جزء اصيل لدى جميع الكائنات  ,  وان الانسان مخير فى جميع افعالة , لذلك قسم الحكماء الحرية الى نوعيين , حرية سالبة وهى جميع معتقدات وافكار الانسان , وحرية موجبة وهى التى تخرج للعلن من هذة المعتقدات والافكار , لذلك هناك حدود وتقيد على الحرية الموجبة من جميع الاديان السماوية , ثم ظهور القوانيين والدساتير لتحديد هذة الحرية , فلا يختلف اثنين على ان الحرية هى مطلب اسمى للموجودات حتى الحيوان , عندما تقيدة او تحبسة فى قفص يزجر وينتفض لانة بطبيعتة يشعر بمعنى الحرية  , إذن فالحرية الحقيقية إنما تتحقق عندما تحقق الغايات الحقيقية للإنسان، تلك الغايات التي تمثل الكمالات الحقيقية التى تكون منسجمة مع طبيعة الإنسان، والتي تحقق له الانسجام مع نفسه كإنسان، ومع غيره ممن حوله من الناس والطبيعة، وتضمن له السعادة الحقيقية، وهذه الغايات الحقيقية لايمكن التعرف عليها في الواقع إلا بالمنهج العقلي السليم , وغير ذلك تكون حرية عشوائية تضر بالمجتمع والسخص نفسة لانة غير مدرك للواقع الذى يعيش فية فيكون بعيدا عن الواقعية , ولمعرفة الواقعية بطبيعة الإنسان والعالم، لايمكن أن تحصل عن طريق المشاعر والأحاسيس الوجدانية الشخصية، أو الأعراف والتقاليد المذهبية والاجتماعية، لكونها جميعا أمورا نسبية متغيرة، لا شأن لها بالواقع بالذات، بل تحصل هذه المعرفة الواقعية عن طريق منهج معرفي يقيني موضوعي نابع من فطرة الإنسان بما هو إنسان، وينطلق من مباديء بديهية واضحة ومشتركة بين الجميع، وغير قابلة للإنكار في الواقع، وهذا هو المنهج العقلي البرهاني القويم. وأما إن لم نسلك طريق العقلانية الواقعية، فلن نتمكن من معرفة الغايات والكمالات الواقعية التي تحقق الانسجام والسعادة الحقيقية، بل سنسعى لتحقيق غايات وهمية، ربما تحدث لنا لذات وقتية، ولكن ستسبب لنا التعاسة والشقاء بعد ذلك، وعندها تصبح الحرية العشوائية وبالا على الإنسانية.أما الحرية الحقيقية فهي التي تحقق الغايات الواقعية والسعادة الحقيقية، وهي لا تكون إلا في ظل الحكومة العقلية الحكيمة.

ليست هناك تعليقات: