انتقدت المحللة السياسية كارين ماكويلين , تصرف الرئيس الأمريكى باراك أوباما جراء الصفقة التي جرت مع طالبان لإطلاق سراح الرقيب الأمريكي بيرجدال في مقابل تحرير معتقلو جوانتنامو الخمسة.
وأوضحت فى مقالها المنشور بجريدة "أمريكان ثينكر" الأمريكية، أنه ينفصل تماماً عن رد الفعل الغريزي للإمريكيين تجاه خيانة بيرجدال لزملائه ولجنود ولبلاده، حيث حاول كل من أوباما وكيري أن يصور كذباً هذا الجندي الهارب كبطل.
كما تناول المقال علاقة أوباما الوثيقة بجماعة الأخوان المسلمين التي تتجاوز حدود الاسترضاء أو التعاون، بل تصل إلى حد العمل من أجل مصلحة الأعداء، كما وصفتهم كارين، التي ترى أن سياسات أوباما تهدف إلى تمكين الجهاديين من السيطرة على الغرب.
ردود أفعال غريبة
وتقول كارين: "قبل الاندفاع إلى الثرثرة المعتادة حول عدم كفاءة أوباما، ورغبته في الحصول على اهتمام المحاربين القدماء، واعتقاده الخاطيء في براعته الخارقة في التفاوض مع أنظمة الحكم الإسلامية، من المهم التوقف لإمعان النظر في سبب ردود أفعال أوباما التي تتسم بالسلبية والاختلاف عن ردود أفعال الأمريكيين". انتقدت كارين رد فعل أوباما تجاه هجوم الحادي عشر من سبتمبر 2012 الذي حدث على القنصلية الأمريكية في بنغازي، وبدلاً من أن يتوجه مسرعاً إلى مكانه في غرفة العمليات ويتابع محاولة الإنقاذ، وهو رد فعل أي أمريكي طبيعي، توجه أوباما إلى سريره لينال نوماً هنيئاً من أجل جمع تبرعات فيجاس.
وفيما يتعلق بالشأن الإيراني، تقول كارين: "لا يوجد أي رد فعل طبيعي من أوباما تجاه أسلحة إيران النووية، وعندما بدأت إيران تعاني من قسوة العقوبات الإقتصادية، رفع أوباما العقوبات الاقتصادية بالكامل عن طهران، واستعادت إيران أصولها المجمدة، وترك لها برنامجها النووي سليماً، وأخبر إسرائيل أنه ستكون هناك عواقب سلبية إذا ما جرى التخلص من منشأت إيران النووية، يبدو أنه يشعر بالارتياح تجاه إيران النووية، وهو ما يبدو أمراً غريباً بحق".
تثبيت سلطة الإرهابيين في حكم مصر
تؤكد كارين في مقالها أن أوباما لديه علاقة وثيقة بالجماعات الجهادية، وهو ما يتناقض مع ردود أفعال الأمريكيين تجاه تلك الجماعات. وتدلل على ذلك أنه عمل على تثبيت سلطة الإرهابيين في حكم مصر، بعد أن نجحت مصر في قمعهم لأكثر من ستين عاماً، وقد ساعد أوباما في الإطاحة بالرئيس مبارك، حليف الولايات المتحدة على حد وصفها، وبذل أوباما قصارى جهده لتسليم مصر إلى جماعة الأخوان المسلمون، التي وصفتها الكاتبة بأنها جماعة جهادية نازية.
ويستمر أوباما في معاقبة مصر للتخلص من جماعة الأخوان والمضي في تنفيذ خارطة الطريق التي حددتها ثورة 30 يونيو من خلال حجز المساعدات العسكرية، كما ترى كارين أن الرئيس أوباما يخترق القانون الأمريكي بدعمه لحماس كجزء من حكومة الوحدة الوطنية الفلسطينية التي تضم فتح وحماس.
تحالف مع العدو
تذكر كارين أن إدارة أوباما سمحت لمنظمات الجبهة الرئيسية لجماعة الأخوان، الموجودة في الولايات المتحدة، بالتحكم في التدريب الخاص بالمباحث الفيدرالية الأمريكية لمكافحة الإرهاب، حيث تم إجبارهم على عدم الإشارة إلى مصطلح "الإرهابي الإسلامي".
وتعتقد كارين أنه لا يمكن اعتبار السياسات التي يتبعها أوباما نوعاً من "الصواب السياسي"، فعندما يسلم رئيس أمن الوطن إلى الجماعات الجهادية لا يمكن اعتبار ذلك شيء آخر سوى تحالف مع العدو.
تقول كارين: "الواقع أن سياسة أوباما تعزز الأهداف الإرهابية، وهو يدرك جيداً نهجه لتنفيذ ذلك، ولكنه يفعل ذلك سراً لأن إعلان تلك السياسة للرأي العام لن يحظى بشعبية واسعة، ويعتمد أوباما على الديمقراطيين في الكونجرس ووسائل الإعلام في تبرير أفعاله".
وتختتم كارين مقالها واصفة أوباما بأنه يقف في منطقة رمادية مع الجهاديين ويتشارك معهم على قدم المساواة في الاستسلام والخيانة؛ ذلك أن سياسات أوباما تؤدي إلى تمكين الجهاديين من الهيمنة على الغرب.
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق