عن علاقة حسن البنا مع الولايات المتحدة، قال اللواء أ.ح حسام سويلم، فى دراسة حديثة له بعنوان "مالايعرفه الإخوان عن حسن البنا": لم يكن مؤسس الإخوان غافلا عن أهمية ومغزى صعود النفوذ الامريكي في العالم بعد انتصارها في الحرب العالمية الثانية ، وتزايد الاهتمام الامريكي بمنطقة الشرق الاوسط ، فبدأ اتصالاته مع "سبنسر" المراسل الحربي الامريكي في القاهرة معربا عن استعداده للتحالف مع الغرب. كما تكشف وثائق مكتبة الكونجرس عن اتصالات حسن البنا مع السكرتير الأول بالسفارة الامريكية "فيليب إيرلاند" في 29/8/1947، حيث أشار البنا إلى انتشار الخطر الشيوعي في المنطقة، وقدرة جماعته في إشعال المظاهرات وإخمادها، واقترح تشكيل مكتب مشترك مع السفارة الامريكية للتنسيق لمواجهة الشيوعية في المنطقة ومحاربتها بكل الوسائل الممكنة ، وأن جماعته نجحت في اختراق الخلايا الشيوعية في مصر، وأشار إلى أن ذلك سيتكلف مبالغ كبيرة، لأن الاخوان الذين سيفعلون ذلك سيضطرون إلى ترك وظائفهم ويفقدون مرتباتهم وقد فهم الامريكيون اشارة مرشد الجماعة وحاجته لمساعدة مالية أمريكية، وهو مالم يستجيبوا له.
وأشار سويلم الى كتاب يحمل اسم "مع الإمام الشهيد حسن البنا" صدر عام 1993 كشف محمود عساف "أمين المعلومات بالجماعة" معلومات خطيرة عن تفاصيل اللقاءات بين حسن البنا والمخابرات الامريكية والتي كان المؤلف يحضرها مع حسن البنا وقال في كتابه أن حسن البنا قد التقى بنفسه مع "فيليب ايرلاند"، وأنه كلف محمود عساف بمتابعة الاتصالات مع الامريكيين ، وفي اللقاء الثاني قال حسن البنا لإيرلاند أن هناك مصلحة مشتركة مع محاربة الشيوعية بين الأمريكيين "الذين يحاربونها لأسباب مذهبية وسياسية، وبين الاخوان المسلمين (الذين يحاربونها لما فيها من إلحاد) ، وعرض حسن البنا مساعدة الاخوان المسلمين للولايات المتحدة في محاربة الخلايا الشيوعية في مصر عن طريق إعارة (بعض رجالنا المتخصصين في هذا الأمر) وذلك للتجسس على هذه الخلايا ، على أن يتم إلحاقهم للتعيين بمعرفة السفارة في وظائف باحثين ومحققين، وقال البنا "إنكم تؤيدون الصهيونية وهذا أمر يوجد جفوة بيننا وبينكم"، ولكن الاتفاق الذي كان حسن البنا يسعى إلى عقده مع إيرلاند لم يكتمل ، وقال محمود عساف مؤكدا ذلك "وانفض الاجتماع ولم يتصل بي بعد ذلك ايرلاند أو غيره من طرف السفارة الامريكية". ومن الجديد بالذكر أن وثائق وزارة الخارجية الامريكية التي نُشرت بعد رفع الحظر الرسمي عنها قد احتوت على تفاصيل هذه اللقاءات ، كما أورد محسن مع هذه التفصيلات الخطيرة في كتابه (من قتل حسن البنا) ص 213 نقلا عن وثائق الخارجية الامريكية.
وأضاف سويلم في عام 1953 وبعد ثورة الجيش في يوليو 1952 حاول المرشد الثاني للجماعة حسن الهضيبي التقرب للأمريكيين "طبقا لما تشير إليه وثائق لجنة العلاقات الخارجية في الكونجرس – اللجنة الفرعية الخامسة"، موعزا لهم "بقدرة الجماعة على الإطاحة بعبدالناصر والمشير عبدالحكيم عامر من السلطة ، الا أن هذا الامر يتطلب دعما كبيراً"، وكان الامريكيون قد اعتقدوا آنذاك أن الاخوان يبالغون في قوتهم، وأنهم ليسوا موضع ثقة.
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق