الجمعة، 15 أغسطس 2014

انجلترا تخطط لطرد انس التكريتى رئيس جهاز مخابرات الإخوان من أراضيها







بريطانيا قررت غلق حسابات أنس التكريتى وأسرته استعدادا لترحيلهم
* ثروته تقدر بـ 4 مليارات جنيه استرلينى .. ويسيطر على جميع المنظمات الإسلامية فى أوروبا
* غضب عارم فى انجلترا بعد اختراقه للبرلمان وتوجيه أعضاءه بما يخدم مصلحة جماعة الإخوان المسلمين
* يقود "لوبى" من الإخوان فى أوروبا للانتقام من الرئيس السيسى والجيش المصرى ردا على عزل "مرسى"
* أكد أن غلق حساباته والتضييق عليه لن يثنيه عن مهاجمة جميع الأنظمة العربية والنيل من حكامها

منذ عدة أشهر أثار رئيس الوزراء البريطاني ديفيد كاميرون جدلا واسعا بعدما قرر التحقيق حول أنشطة الإخوان المسلمين في بريطانيا ،واختلف الجميع حول الأمر وما قد يسفر عنه من نتائج لاسيما وأن فرع الجماعة في انجلترا هو الأكبر والأخطر بالقارة العجوز وانتقلت إليه وفقا لعدة تقارير أنشطة مكتب الإرشاد بعد أن تم القبض على غالبية القيادات بالقاهرة
 ورغم أن الحديث الإعلامي حول هذه التحقيقات البريطانية تراجع كثيرا بشكل أوحى للكثيرين أن تصريح كاميرون كان إعلاميا دون جدية إلا أن هذا الرأي أثبت عدم صحته بعد أن فوجيء الجميع بقرار غلق حسابات واحد من أهم قيادات الجماعة في أوروبا وهو أنس التكريتي الذى يتولى منصب رئيس جهاز مخابرات الإهوان فى أوروبا, والذي زاد نشاطه كثيرا بعد ثورة 30 يونيو بهدف حشد الرأي العالمي ضد النظام الحالي في مصر والضغط من أجل عودة الإخوان للحكم.


 وجاء هذا الأمر بعدما قرر بنك إتش إس بي سي البريطاني إغلاق حسابات مصرفية لعدد من الشخصيات والجمعيات المنتمية للتيار الإسلامي, وأغلق البنك حسابات كل من مسجد فينزبرى بارك فى شمال لندن، ومؤسسة الأمة للرعاية، وهى مؤسسة خيرية تعمل فى أكثر من عشرين بلدا, كما كان لافتا إغلاق حسابات عائلة أنس التكريتى العراقى الأصل و رئيس مؤسسة قرطبة لحوار الحضارات كما تم إغلاق حسابات زوجته وأطفاله, وفي أول تعقيب له على القرار أوضح التكريتى أنه فوجئ برسالة من البنك تبلغه بإغلاق حسابه الشخصي وحسابات زوجته وأطفاله، وكذلك حساب مؤسسة قرطبة، وشركة خاصة أخرى تديرها زوجته
 وقال إن عدم توضيح أسباب الإغلاق وطبيعة القرار بشمول أفراد أسرته إضافة لجمعيات ومؤسسات يعطى انطباعا بأن هذا الأمر له علاقة بنشاطاته وليس لأسباب اقتصادية. وفى مقابل هذه الاتهامات باستهداف الجمعيات والشخصيات الإسلامية، قال البنك إن إغلاق الحسابات لا علاقة له بالعرق أو الدين، وإن لديه سياسات شاملة لإبعاد أي من هذه العوامل عند اتخاذ القرارات المصرفية.
 وقال التكريتي في لهجة تهديد من خلال بيان رسمى له (إذا كان البنك أو من وراء هذا القرار البائس، يظن أنه سيدفعنى إلى تقليص أو تهدئة نشاطى لأجل غزة (حماس) وفلسطين والعراق ومصر وسوريا وغيرها من القضايا العادلة، فقد أخطأ خطئا جسيمًا، بل جهدى فى هذا المجال سيزداد وترتفع وتيرته بعون الله تعالى"


 جدير بالذكر أن التكريتي أصبح حديث الإعلام البريطاني منذ فترة حيث كشفت صحيفة صن داي تليجراف البريطانية أن جماعة الإخوان المسلمين وحركة حماس اخترقا البرلمان البريطاني ،موضحة أن هذا الاختراق تم عن طريق مركز وهمي يسمي مركز الإمارات لحقوق الإنسان والذي تواصل مع أعضاء البرلمان وفقا لاتفاقية أوروبية تهدف إلى شن حملة ضد انتهاكات حقوق القصر في الخليج ،وتم عقد لقاءات بناء على هذا الأمر في سبتمبر 2013 ومارس 2014 وبالنظر إلى جدول الأعمال لهذه اللقاءات نجد أن الهدف منها هو كيفية وضع نهاية لكل الأنظمة بمنطقة الشرق الأوسط وكان المتحدث الرئيسي في هذه اللقاءات هو كريستوفر ديفيدسون مؤلف كتاب "الانهيار القادم لدول الخليج"،ولفتت الصحيفة إلى أن رجل أبيض يدعي روري دوناجي كان قد تقدم باسم منظمة تدعى محكمة حقوق الإنسان الأوروبية للمشاركة في هذه اللقاءات ،ولم يذكر على مواقع الانترنت أو في أي دعاية أخرى أن له صلات وثيقة بمؤسسة قرطبة الإسلامية التي اعتبرها رئيس الوزراء البريطاني ديفيد كاميرون الجبهة السياسية لجماعة الإخوان المسلمين وتم كشف مخطط الجماعة من خلاله ،حيث تم اكتشاف أن موقع هذه المحكمة تم تسجيله في شركة ملاذ شاكر المدير السابق لمؤسسة قرطبة.
 وطبقا للصحيفة شاكر هي زوجة أنس التكريتي الرئيس التنفيذي لمؤسسة قرطبة والذى يعد أحد نشطاء جماعات الضغط السياسية الرئيسية لجماعة الإخوان المسلمين في بريطانيا .


 وأوضحت الصحيفة أن جدول أعمال اللقاءات التي تمت كان ينصب على مناقشة انهيار الأنظمة القائمة وأوجه تشابهها مع جماعة الإخوان المسلمين الأمر الذي أثار الريبة أيضا , وتعمل مؤسسة قرطبة على حد وصف الصحيفة البريطانية بشكل وثيق مع غيرها من الجماعات المتطرفة البريطانية على إنشاء ديكتاتورية إسلامية أو خلافة في أوروبا.
 وأشارت الصحيفة إلى أن التكريتي الذي يعد أيضا المتحدث باسم المبادرة الإسلامية البريطانية يرتبط ارتباطا وثيقا بحركة حماس التي تعد حركة إرهابية في أوروبا ،حيث أن مدير هذه المبادرة هو محمد صوالحة وهو شخصية بارزة في حماس ووصفته قناة بي بي سي بأنه العقل المدبر لكثير من الاستراتيجيات السياسية والعسكرية لحماس.
 ونقلت الصحيفة عن دوناجي اعترافه بأنه ساعد التكريتي في تأسيس مركز الإمارات لحقوق الإنسان ولكنه الآن لا يتعاون معه ولا يعرف ما الذي يمكن أن يفعله لإصلاح هذا الأمر؟ ،وقال إنه يعمل مع هيومان رايتس ووتش ومنظمة العفو الدولية وغيرها على مجموعة من القضايا التي تخص العمال المهاجرين لمعالجة ضحايا الاغتصاب والعمالة الوافدة الأجنبية مؤكدا أنه ليس واجهة لأحد.
 وأوضحت الصحيفة أن تنظيم اجتماع مارس من العام الجاري كان بالاشتراك مع كل الأحزاب البرلمانية وجمعيات حقوق الإنسان ونقلت الصحيفة عن النواب المشاركين في هذا الحدث أنهم لم يكونوا على علم بالصلات التي تربط بين محكمة حقوق الإنسان الأوروبية ومركز قرطبة
 وأشارت الصحيفة إلى أن هذه ليست المرة الأولى التي يحاول فيها الإسلاميون تأمين مكان لهم داخل البرلمان البريطاني ففي عام 2010 كشفت الصحيفة أيضا عن اختراق مجموعة تنظيم الاجتماع البرلماني في ليدز لمواجهة الإسلاموفوبيا من خلال منظمة تتبع أيضا التكريتي ومؤسسة قرطبة وهي منظمة "إنجادج ".


 ويعتبر بعض المحللين التكريتي جزء من الذراع المخابراتية لجماعة الإخوان المسلمين والذي ينتشر في كل أوروبا ،ونشط بشكل ملحوظ بعد ثورة 30 يونيو بهدف التأثير على الرأي العام الأوروبي لمناصرة الرئيس المعزول محمد مرسي .
 وكشفت بعض الوثائق أن الحراك الذي يقوم به جهاز المخابرات الإخواني في أوروبا بقيادة التكريتي أعد لعملية تحت اسم "المريض الإنجليزي " تهدف إلى إقناع الحكومات الأوروبية بعدم الاعتراف بما يحدث في مصر ،الأمر الذي يفسر حالة الارتباك التى يعيشها القادة والمسئولون الأوربيون حول تفسير الوضع , ويبدو أنه لم يكتف بأوروبا فقط حيث حضر نهاية يناير الماضي، وفي مفاجأة من العيار الثقيل ضمن وفد برلمانى عراقى لقاء خاصا مع الرئيس الأمريكى، باراك أوباما في البيت الأبيض وهو الأمر الذي أثار موجة من الانتقادات للإدارة الأمريكية إلا أن القيادي الإخواني أكد انه حضر اللقاء ليقوم بدور المترجم ولم يكن له أي دخل بالأحاديث وهو مبرر لم يصدقه أحد ولكنه أثار عدد من التساؤلات حول علاقة البيت الأبيض في ظل السلطة الحالية بجماعة الإخوان المسلمين.
 وإضافة إلى دعمه لجماعة الإخوان في أوروبا لم ينس التكريتي أن يعلق على الأحداث في مصر ،حيث أعرب عن غضبه جراء الإطاحة بمرسي قائلا إن مصر تمر بحالة من الفشل الكامل على كل الأصعدة سواء من الناحية السياسية أو الأمنية أو القضائية أو القانونية أو حتى الحقوق والحريات.


 وقال إنه سيقود التحرك الدولي لمقاضاة قادة الانقلاب العسكري على حد وصفه بتهمة ارتكابهم جرائم ضد الإنسانية، الأمر الذي يحقق منافع كثيرة بمعاقبة من أجرموا في حق الشعب المصري وفقا لرأيه ، نافيا ما يثار بعدم جدوى تلك التحركات، ومفسرا الأمر بعدم وجود بلد يعيش كجزيرة خارج منظومة القانون الدولي.
 وتشير التقارير إلى أن مؤسسة قرطبة دعمت حلف بريطاني يتشكل من عدد من المؤسسات الإسلامية البريطانية بهدف الدفاع عما أسموه بـ "الشرعية" وهو الحلف الذي نظم العديد من المظاهرات أمام السفارة المصرية في لندن، كما قام بتنظيم العديد من الندوات واللقاءات التي تروج للشرعية، وهي المؤسسة نفسها التي قامت بتجهيز وإعداد تقرير شامل حول حكم مرسي للرد على الاتهامات الموجهة له لاستخدامها والترويج لها على مستوى أوروبا من خلال التواصل مع كافة الشخصيات السياسية والفكرية غير الإسلامية ممن يمكن التأثير على مواقفهم واتجاهاتهم


 وخلال الفترة التي أعقبت ثورة 30 يونيو قام التكريتي باتصالات مع كل من إبراهيم منير الأمين العام للتنظيم العالمي للإخوان ومحمود الإبياري، وإدارة اتحاد المنظمات الإسلامية في أوروبا، وإدارة الرابطة الإسلامية في بريطانيا من أجل التخطيط لنشر ما حدث في مصر من وجهة نظر جماعة الإخوان، والترويج لشرعية الرئيس المعزول محمد مرسي في العودة لرئاسة الجمهورية.
 كما شكلت مؤسسة قرطبة لجنة من أبرز أتباعها في بريطانيا مكونة من عمر عاشور وهو أستاذ محاضر في علوم السياسية والدراسات الاستراتيجية، ومدير برنامج الدراسات العليا في سياسة الشرق الأوسط بمعهد الدراسات العربية والإسلامية بجامعة إكستر البريطانية ،ومها عزام المتخصصة في الإسلام السياسي بمعهد شاثام هاوس المعروف رسميا باسم المعهد الملكي للشئون الدولية و منى قزاز لترتيب خطة عرض ما يحدث في مصر أمام وسائل الإعلام البريطانية بوجه خاص، والغربية بوجه عام
 وقامت مها عزام بالفعل باتصالات مكثفة مع قيادات وزارة الخارجية البريطانية، كما ساعدها وائل هدارة مساعد مرسي للعلاقات الخارجية ويحمل الجنسية الكندية، والقيادي الإخواني عبد الموجود راجح درديري عضو مجلس الشعب المنحل وعضو لجنة العلاقات الخارجية بحزب الحرية والعدالة ويحمل "الجرين كارد" الأمريكي ،والذي تصادف وجودهما خارج مصر، وقد قاموا بالعديد من المقابلات الهامة ومنها لقاء مع جان مارى رئيس القسم السياسي بالاتحاد الأوروبي والمساعد الخاص لكاترين آشتون في 19 يوليو 2013 ولقاء مع مستشار وزير الخارجية البلجيكي في 19 يوليو 2013 واجتماع مع رئيسة قسم الديمقراطية والأمن في الوحدة الأوروبية في 19 يوليو 2013 وأيضا اجتماع مع كريستيان برجر رئيسة مكتب الشرق الأوسط وشمال إفريقيا بالاتحاد الأوروبي في 19 يوليو 2013 إضافة إلى اجتماع مع جيدو فيسترفيله وزير خارجية ألمانيا في 23 يوليو 2013 كما تم الاجتماع مع كارل بيلدت وزيرة خارجية سويسرا في 24 يوليو 2013 .


 كما قامت مؤسسة قرطبة بإرسال خطاب مطول إلى حكومات دول الاتحاد الأوروبي بشأن الأحداث في مصر في 5 يوليو 2013، وقد سخرت مؤسسة قرطبة علاقتها الشخصية في الاتصال بعدد 17 وزارة خارجية على مستوى العالم، بداية من الولايات المتحدة الأمريكية، ومرورا بدول الاتحاد الأوروبي، وصولا إلى أستراليا وماليزيا وأندونيسيا بهدف توجيه رسالة واضحة بأن ما حدث ليس سوى انقلاب على الشرعية والديمقراطية التي جاءت بمحمد مرسي عبر صناديق الانتخاب، فضلا عن فتح قنوات سرية مع الاتحاد الأوروبي للاتصال والاجتماع مع بعض قيادات جماعة الإخوان بالقاهرة.


 فضلا عن ذلك خصصت مؤسسة قرطبة للحوار العربي الأوروبي أحد أعدادها الشهرية من نشرتها المعروفة باسم MENA لتناول ما يحدث في مصر حسب وجهة نظر جماعة الإخوان المسلمين، وقد تضمن العدد حوار مع جمعة أمين عبد العزيز نائب المرشد العام لجماعة الإخوان المسلمين الذي يقود حاليا الجماعة وفقا لقوانينها الداخلية بعد القبض على محمد بديع.
 يذكر أن أنس التكريتي ولد في 9سبتمبر 1968 بالعراق ،لعائلة مسلمة سنية ،ووالده أسامة توفيق التكريتي وهو طبيب عراقي ترأس حزب جماعة الإخوان المسلمين في العراق ،ونتيجة لمعارضته لحزب البعث تم اضطهاده من قبل النظام فانتقل للعيش في المملكة المتحدة عندما كان سن أنس 4 سنوات وظلوا هناك حتى سقوط نظام صدام حسين.
 وهو رئيس مؤسس في مؤسسة قرطبة وهي جماعة ضغط تابعة لجماعة الإخوان مقرها انجلترا , وكان لأنس مواقف واضحة من احتلال أمريكا للعراق حيث نظم عدد من المسيرات والتظاهرات تندد بهذا الاحتلال في عام 2003 ،وبعد ذلك أصبح رئيسا لجمعية المسلمين في بريطانيا بين عامي 2004 و2005.


 وحصل أنس على درجة الماجستير في الترجمة والترجمة الفورية ،كما أنه يعمل كأستاذ متفرغ في جامعة ليدز ،وعمل أيضا محللا لشئون الحركات الإسلامية في عدد من القنوات العربية والدولية من بينها بي بي سي وسي إن إن والجزيرة , وكتب التكريتي عدد من المقالات بصحيفة الجارديان البريطانية وأيضا الأهرام ويكلي وإسلام اون لاين وفي عامي 2005 و2006 قام بتنظيم عدد من الرحلات للعراق ضمن الجهود الرامية لإطلاق سراح الرهينة البريطاني نورمان كيمبر الذي أطلق سراحه في نهاية 2006 ويعد التكريتي من أشد المؤيدين للمعارضة السورية المسلحة ،كما أيد أيضا فكرة التدخل الأجنبي عن طريق حلف شمال الأطلسي لحل الأزمة السورية للإطاحة بنظام بشار الأسد , بجانب ذلك يؤيد بشدة سياسات جماعة الإخوان المسلمين بالشرق الأوسط ووصف بأنه من ألمع نشطاء الإخوان في المملكة المتحدة من خلال مقرها هناك ،علما بأن أبيه يترأس حاليا أكبر حزب إسلامي بالعراق ويعد فرعا للجماعة , وحاول التكريتي جاهدا إقناع الغرب بتمويل جماعة الإخوان كبديل معتدل عن تنظيم القاعدة ،واتهم بأنه يحاول استخدام الربيع العربي للحصول على أموال جديدة من مصادر غربية بعد صعود الإسلاميين ،بحجة أن هذا الصعود يقوض العناصر الإسلامية المتطرفة علما بأن عدد من التقارير تقدر ثروته بحوالي 4 مليارات جنيه إسترليني.

ليست هناك تعليقات: