< قدموا له عرضا مغريا للبنتاجون مقابل مساعدته في تحقيق حلمه
< أجري اتصالاً بمكتب المحاماة والاستشارات القانونية «باتون بوجز» وعدد من المنظمات اليهودية الأمريكية للضغط علي أوباما لمساعدته في مهمته
< الاتصالات بدأت قبل عزل «مرسي» مباشرة وكان يسعي فيها البرادعي لرئاسة مصر بصفة مؤقتة علي أن يتم دعمه فيما بعد
قبل الاحداث المهمة يبدأ مريدوا البرادعي في الترويج له مستغلين هذه الاحداث لاعادة الرجل الذي فقط ظله الي الاضواء مرة اخري.. فقبل 25 يناير القادم والذي يخطط له الاخوان بان يكرروا ما حدث في 28 يناير2011 بدأ رجال البرادعي في الترويج له حيث دشنواحملة جديدة لترشيحه لرئاسة الجمهورية ..والحقيقية ان حلم البرادعي بالرئاسة ليس وليد اللحظة بل خطط له قبل عزل مرسي بشهور قليل وتواصل مع المخابرات الامريكية في هذا الشأن.
وفي هذا التقرير المهم الذي يعد الأخطر يتناول الكاتب الأمريكي "فرانكلين لامب" حقيقة علاقة "البرادعي" بالإدارة الأمريكية , فالرجل يكشف حقيقة الخطوات والاتصالات السرية التي قام بها بكل من الإدارة الأمريكية وجماعات الضغط اليهودية أو اللوبي الصهيوني الأمريكي بعد ساعات من قيام الشعب المصري بثورته الثانية في 30 يونيو الماضي.
ونقل "لامب" عن مصادر مطلعة في واشنطن وفي الكونجرس ممن لوظائفهم علاقة مباشرة بالأحداث السياسية في مصر، والذين صرحوا بأنه وبمجرد أن أصبح من الواضح أن هناك نوايا قوية ومبيته من قبل المجلس الأعلي المصري للقوات المسلحة لخلع الرئيس السابق مرسي، سارع المدير العام السابق للوكالة الدولية للطاقة الذرية بالاتصال بالمسئولين في الإدارة الأمريكية في واشنطن وإرسال بعض المندوبين أو مبعوثين له إلي هناك، وكذلك الاتصال بمكتب المحاماة والإستشارات القانونية الأمريكي اسمه "باتون بوجز" وذلك في يوم الثلاثاء 2 يوليو بعد يومين فقط من خروج ملايين المصريين في الشوارع يوم 30 يونيو للمطالبة بعزل مرسي والإطاحة بتنظيم وجماعة الإخوان المسلمين من حكم مصر وقبل يوم واحد من قيام الجيش المصري بعزل مرسي ووضعه في مكان آمن غير معلوم.
وفي يوم الأربعاء 3 يوليو التالي مباشرة - وهو نفس يوم الإطاحة بمرسي، قام البرادعي بالاتصال بمجموعة من كبري رؤساء المنظمات اليهودية الأمريكية وعددهم 52 منظمة تمثل أكبر تجمع للجماعات اليهودية الأمريكية.
وسبب ذلك أنه عندما وجد البرادعي نفسه يقترب من حلمه بالوصول إلي سدة الحكم في مصر وراودته أحلامه بأن يصبح هو نفسه خليفة لمحمد مرسي وأنه ربما يكون الأوفر حظا في تلك اللحظة من بين الطامعين والطامحين الآخرين في عرش مصر، سارع لإعادة وإنشاء وتعميق صلاته وعلاقاته ببعض الحلفاء الرئيسيين له في القاهرة وواشنطن ليعوض ما حدث عندما تخلي عن دخوله سباق الانتخابات الرئاسية في شهر يناير من عام 2012 عندما علم بأنه سيكون خاسرا لا محالة وفضل الانسحاب محتفظا بمظهرة والفكرة المثالية التي كونها عنه العديد من دراويشه وأتباعه ومعجبيه.
مكتب "باتون بوجز" للاستشارات القانونية والذي يقع في شارع «K» في واشنطن العاصمة، يعمل به 550 من المحامين، ولهذا المكتب علاقات قوية وصلات عمل وتوكيلات في القضايا عن نحو 120 جماعة من جماعات الضغط اليهودية والصهيونية في الولايات المتحدة وهو مكتب المحاماه الأقرب إلي دوائر صنع القرار في البيت الأبيض ، والأقدر علي أن يقوم بتأمين وتنفيذ ما يريده عملاؤه الذين يمثلون حوالي 5 آلاف شخص من صانعي القرار الرئيسيين في مبني الكونجرس ومجلس الشيوخ الأمريكي وذلك لعلاقاته النافذة والقوية بكل هؤلاء والنفوذ الواسع الذي يتمتع به هذا المكتب في العاصمة الأمريكية، كما يقف وراء هذا المكتب ويدعمه ما يقرب من 12 ألف جماعة من جماعات الضغط الأخري اليهودية والصهيونية واليمينية من الجماعات المسجلة اتحاديا في واشنطن علي امتداد الولايات المتحدة, وهذه الجماعات جميعها يدعم مكتب "باتون بوجز" وتسانده بسبب طلبهما للاستفادة من النفوذ السياسي الهائل لهذا المكتب في لعبة أشبه بتبادل المصالح بين جميع الأطراف.
وهذا العميل الجديد بمكتب "باتون بوجز" محمد البرادعي كان يريد من خلال اتصاله بمكتب المحاماة هذا في واشنطن أن تقوم وزارة الدفاع الأمريكية البنتاجون والبيت الأبيض بالضغط علي المجلس الأعلي للقوات المسلحة في مصر والذي أطاح بمرسي أن يقوم بعمل ما يلزم من ترتيبات لتعيينه في منصب الرئيس المؤقت لمصر بدلا من المستشار عدلي منصور وذلك إلي حين إجراء انتخابات رئاسية وبرلمانية والتنفيذ الكامل لخارطة الطريق التي أعلن عنها المجلس العسكري.
ويقول التقرير: إن ممثلي البرادعي ومبعوثيه إلي البيت الأبيض قاموا بتقديم عرض مغر من وجهة نظرهم للإدارة الأمريكية وللبنتاجون (إلا أنه من وجهة نظر المصريين جميعا يعتبر خيانة عظمي).. هذا العرض يتمثل في أنه في مقابل الحصول علي مساعدة ودعم أوباما السري للبرادعي في تعيينه كرئيس مؤقت لمصر، فسوف يقوم البرادعي في حالة توليه المنصب بالحفاظ التام علي اتفاقية كامب ديفيد مع إسرائيل بما في ذلك جميع بنودها وعناصرها، وبالإضافة إلي ذلك، يمكن أن تقوم مصر تحت حكم البرادعي بتشديد موقفها من البرنامج النووي الإيراني بما في ذلك تعديل بعض تصريحاته التي أطلقها علنا من قبل عام 2012 والخاصة بإيران والتي انتقد فيها البيت الأبيض وإسرائيل بسبب أنهما "يتعاملان معاملة لينة وضعيفة مع الجمهورية الإسلامية الإيرانية"!.
كما وعد وكلاء البرادعي الإدارة الأمريكية بأن التعاون الأمني بين مصر وإسرائيل سوف يصبح أعمق وأقوي من أي وقت مضي، وكذلك استعداد البرادعي لقبول ومناقشة ما تعرضه عليه- أو تأمره به- الإدارة الأمريكية مقابل تأمين باراك أوباما لدعمه الشخصي للبرادعي خلال الانتخابات الرئاسية المصرية المقبلة والتي كان البرادعي ينوي خوضها كذلك لينتقل من رئيس مؤقت إلي رئيس فعلي وأوحد لمصر.
وبحسب المطلعين في الكونجرس، فإن أوباما لديه شكوك كبيرة وكثيرة حول هذا الطلب الغريب من البرادعي، ومن المرجح أن تكون الأحداث السريعة والمتلاحقة التي حدثت في مصر قد ذكرته بما قاله من كلمات الثناء علي مرسي عند زيارته للولايات المتحدة منذ عامين عندما قال "أنا أحب هذا الرجل وأعتقد أن هناك تشابها كبيرا بيننا".
ويتضح ذلك الأمر فيما قاله أوباما عندما أطيح بمرسي، حيث رثاه بكلمات قال فيها: "إننا نشعر بقلق عميق إزاء قرار القوات المسلحة المصرية عزل الرئيس مرسي وتعليق الدستور المصري، وأدعو الجيش إلي التحرك بسرعة وبمسئولية لإعادة السلطة الكاملة مرة أخري إلي الحكومة المدنية المنتخبة ديمقراطيا في أقرب وقت ممكن من خلال عملية شاملة وشفافة، و إلي تجنب أي اعتقالات تعسفية للرئيس مرسي وأنصاره"!.
وفي الوقت نفسه، كان حديث وتصريحات المجلس العسكري - بناء علي طلب من فريق البرادعي- يتسم بالهدوء والكلمات التي تعطي طمأنينة إزاء المخاوف التي أعرب عنها أوباما، وقبل فترة وجيزة من كلمات وزير الدفاع عبد الفتاح السيسي التي ألقاها عند عزل مرسي، تلقت وزارة الخارجية الأمريكية نسخة من الخطاب مع إبراز ما جاء في الفقرة الأولي منه في محاولة لتهدئة مخاوف أوباما، تلك الفقرة التي جاء فيها: "إن القوات المسلحة لن تتدخل في السياسة أو الحكم و لن تتجاوز الدور المرسوم لها في الدولة الديمقراطية، والذي يعبر فقط عن رغبة الشعب"... وقد بدت هذه الكلمات مطمئنة وجيدة في تلك الأوقات الضبابية التي كانت تمر بها مصر.
وقد صرحت تلك المصادر المطلعة في الكونجرس الأمريكي بأن مكتب "باتون بوجز" للمحاماة وجه خطابه لإدارة أوباما قائلا : إن الرئيس مرسي كان لديه فرصة لأكثر من عام لإظهار أي تقدم في حياة الشعب، خاصة مع كل تلك الشرعية السياسية والمؤسسية المستمدة من فوزه في الانتخابات وتمتعه بتأييد شعبي قوي عندما تولي السلطة الكاملة من القوات المسلحة بعد عزل المشير طنطاوي والفريق عنان وإجراء تغييرات كبيرة في المجلس العسكري الذي كان يحكم بعد تنحي مبارك، لكنه فشل بشدة في أن يقدم أي نجاح للمصريين، لذلك فهناك أمل كبير في الحكومة الجديدة- والتي نأمل أن تكون بقيادة محمد البرادعي- في أنها سوف تتصرف الآن بشكل أكثر كفاءة لنقل البلاد نحو مؤسسات الحكم ذات المصداقية والشرعية!.
وقد أوردت صحيفة نيويورك تايمز: أنه رغم محاولات البرادعي في تصريحاته العلنية إقناع البيت الأبيض بما سماه ضرورة الإطاحة بالقوة بالرئيس مرسي إلا أن ذلك الإقناع كان صعبا في وقته، وذلك علي الرغم من محاولات البرادعي تقديم العديد من الحجج التي شملت بعض الوثائق التي تثبت أن مرسي فشل في انتقال البلاد إلي الديمقراطية الشاملة و اهدر المال العام دون الالتزام بأي من تعهداته.
ووصف التقرير البرادعي بـ "الطاغوت" القادم اذا تولي رئاسة مصر لكن ذلك كان ومازال يرتبط بما يستطيع الإخوان القيام به وهو ما سيرجح أو يقلل من نجاحه في تحقيق طموحاته... وفي الوقت نفسه، قال التقرير , إن أوباما قد يساعد أيضا البرادعي في وصوله إلي القصر الرئاسي في مصر، وذلك اذا ضمنت إدارته أن هذا النجاح في وصوله للرئاسة سيقابله فرح وقبول في تل أبيب، وسوف يتضح هذا مبكرا في أوساط جماعات الضغط الصهيونية واليهودية التي تقف وراء مكتب "باتون بوجز" للمحاماة الذي يتولي مسألة تلميع ودعم البرادعي في واشنطن، كما أنه من المؤكد أن تتم مناقشة هذه المسألة بعناية من قبل عدد كبير من أعضاء منظمة "إيباك" أقوي جماعات اللوبي الصهيوني في الولايات المتحدة.