الجمعة، 29 مايو 2015

قصة سقوط أخطر شـبكة تجسس ألمانية وسبب تصريحات رئيس البرلمان الألمانى


ولأننا فى عصر الإعلام الفارغ، فقد اكتفى السادة نجوم التوك شو بشن الهجوم المجانى على تصريحات رئيس البرلمان الألمانى دون أن يكلف أحدهم نفسه عناء البحث عن الأسرار التى تكمن وراء تلك التصريحات وأسرار ظهورها بتلك الفجاجة والوقاحة فى هذا التوقيت.. لم يكلف أحدهم نفسه عناء فتح أرشيف «الموجز» باعتبارها الصحيفة الوحيدة التى كشفت أسرار التوغل الإرهابى فى ألمانيا.. لم يكلف أحدهم نفسه عناء فتح ملفات سقوط شبكتى التجسس اللتين نجحت المخابرات المصرية فى ضبطهما فى أبريل 2014.. كانت تلك الواقعة كشف الدور الخطير لتنظيم الإخوان الإرهابى فى ألمانيا التى تم ذكر اسمها ربما لأول مرة فى قضية تجسس أو تخابر!!
عموماً وحتى لا نطيل الحديث فإن تصريحات «نوبرت لامرت» رئيس البرلمان الألمانى «البوندستاج» هى جزء من منظومة توغل التنظيم الدولى لجماعة الإخوان الإرهابية فى قلب ألمانيا، وجزء من شبكتى التجسس الكبيرتين اللتين نجحت المخابرات المصرية فى ضبطهما وبما لا يدع مجالاً للشك أن أموال جماعة التنظيم الدولى للإخوان قادرة على صناعة المستحيل.
وبفضل الله وحده كان كاتب هذه السطور أول من حذر من لعب ألمانيا فى الداخل المصرى وتصديرها للمتطرفين والقتلة والإرهابيين، وأشرنا فى مقالات سابقة إلى قيام سلطات مطار القاهرة الدولى، بمنع المتطرف الألمانى «سيفين لو» الشهير بأبو آدم، من دخول البلاد لدى وصوله من هولندا فى (5 أغسطس 2013) وتم ترحيله إلى حيث أتى، تنفيذاً لتعليمات جهاز الأمن الوطنى بوضع اسمه على قوائم الممنوعين من دخول البلاد بعد أن تبين أنه جندى سابق فى الجيش الألمانى، وتحول إلى الإسلام منذ 14 عاماً، وأن المخابرات الألمانية تضعه تحت المراقبة منذ ذلك الوقت!
الوصول إلى تلك الحقائق كان وراءه قصة طويلة كشفتها المخابرات المصرية عقب سقوط شبكتى تجسس فى أبريل 2014، ففى أثناء التحقيق مع العناصر المقبوض عليها والتى أظهرت أن المتهمين كانوا يجمعون معلومات عن الأوضاع فى مصر خلال فترة الانتخابات الرئاسية، وأنهم كانوا يقومون بتوصيلها أولاً بأول إلى مخابرات عدد من الدول الأجنبية، منها: الولايات المتحدة وبريطانيا وألمانيا وإسرائيل.
وكانت المخابرات المصرية قد رصدت الشبكتين اللتين بدأتا العمل فى مصر بناء على توصيات اجتماع انعقد بألمانيا فى إحدى القواعد البحرية.. وكان مخصصاً للتعامل مع الملف المصرى، وكيفية إدارته وضم ممثلين لعدد من أجهزة المخابرات، وخلص إلى عدة توصيات، أهمها تأسيس شبكتين لجمع المعلومات الخاصة بالوضع الاقتصادى والأمنى والمزاج العام عند المصريين خلال فترة الانتخابات، لاتخاذ القرار المناسب بناء على تلك المعلومات، وضمان استمرار حالة الفوضى فى البلاد، من خلال عدة وسائل، منها التضييق الاقتصادى وتمويل جماعات إرهابية لمواصلة إجهاد قوات الجيش والشرطة، وضخ أكبر كمية من الأسلحة، وتنفيذ عمليات مختلفة لضرب السياحة.
الشبكة الأولى ضمت 7 أعضاء، بينهم 3 مصريين، إضافة إلى 4 أجانب دخلوا البلاد كسائحين، واتخذوا من شقة بوسط القاهرة، مقراً لهم، وكانت مهمة هذه الشبكة إجراء استطلاعات للرأى العام ودراسة الحالة المزاجية للشعب المصرى، وجمع معلومات حول المقرات الأمنية والمعدات العسكرية ووحدات الجيش الموجودة فى محيط القاهرة الكبرى، وحركة البورصة وأسعار السلع المختلفة.
أما الشبكة الثانية فضمت 5 عناصر، وكانت مهمتها رصد أوضاع سيناء ومراقبة تحركات قوات الجيش والشرطة هناك، وجمع المعلومات الخاصة بأكمنة ووحدات قوات الأمن وحركة قناة السويس، وتمويل التجمعات الإرهابية، وتضم الشبكة عناصر من غزة ومنتمين للسلفية الجهادية، وجرت مداهمة المنزل الخاص بهم بجنوب الشيخ زويد، وعثر فيه على وسائل اتصالات متطورة.
ما يثير -كما قلنا- هو ذكر ألمانيا كدولة يجرى التخابر لصالحها، وطبعاً لا يخفى على أحد الصلات القوية التى تربط ألمانيا بالتنظيم الدولى للإخوان، رغم اعتراف السلطات الألمانية بخطورة التنظيم على أمنها القومى.. ورغم أن السلطات هناك تراقبهم وسبق لها أن ألقت القبض على عناصر من التنظيم إلا أنها لا تمنعهم من ممارسة نشاطهم وجمع التبرعات التى تتجاوز المليارات كما سنرى.
أسرار تنظيم
الإخوان فى ألمانيا
فى 20 مارس 2009، ألقت الشرطة الألمانية القبض على إبراهيم الزيات، فى مدينة ميونيخ، وكان يرأس كياناً عنوانه «الجمعية الإسلامية»، وعرفنا وقتها أنه هو المسئول المالى للتنظيم الدولى للجماعة فى أوروبا وأنه من القيادات المهمة للتنظيم.
وكشفت الصحف الألمانية أن «المدعى العام» فى مدينة ميونيخ، بدأ تحقيقاً مع بعض قيادات اتحادات إسلامية بينهم إبراهيم الزيات، وخمسة أشخاص آخرين، وقالت إن هذه المجموعة متهمة بالحصول على أموال بطرق غير مشروعة، مثل الدعوة للتبرع بأموال لبناء مساجد، وتجارة العقارات والأراضى، واستخدامها لأغراض سياسية.
مكتب إرشاد جماعة الإخوان بالقاهرة وصف -وقتها- القبض على الزيات وعدد من الإسلاميين فى أوروبا وخاصة ألمانيا، بأنه يرتبط بحملات التحريض الصهيونية التى تستهدف فى الأساس نشاط الجمعيات الدعوية والخيرية الإسلامية. وأكد أن نشاط الجمعيات فى تلك المنطقة، كله دعوى، ونشاطهم يتم وفقاً للقوانين المنظمة هناك.
ولم تستطع مصر أن تفعل شيئاً مع إبراهيم الزيات الذى كان هارباً من تنفيذ عقوبة السجن عشر سنوات من المحكمة العسكرية.. صدر غيابياً ضده مع خيرت الشاطر فى 2006 ورغم ذلك، استبعد مكتب الإرشاد وقتها قيام ألمانيا بتسليم الزيات لمصر، لأن الحكم الصادر ضده من القضاء العسكرى، وهو ما لا تعترف به الحكومة الألمانية.
وقصة الزيات وتنظيم الجماعة فى ألمانيا طويلة جداً وتبدأ من الستينيات من القرن الماضى الذى شهد هجرة عدد كبير من أعضاء الجماعة لألمانيا للدراسة فى الجامعات الألمانية غير أن السبب الرئيسى لقدومهم كان الخوف من الملاحقة من قبل نظام الرئيس جمال عبدالناصرالذى حاولت الجماعة اغتياله. وسهل قطع العلاقات الدبلوماسية بين مصر وألمانيا الغربية بسبب اعتراف مصر بألمانيا الشرقية الشيوعية، على أعضاء الجماعة الحصول على الدعم المطلوب فى ألمانيا الغربية.
ومن المعروف أنه يعيش فى ألمانيا أكثر من 3 ملايين مسلم، نحو 38 ألفاً منهم بما يعادل 1%، ينضوون تحت لواء الحركات الإسلامية بمختلف ألوانها، وأكبرها حركة «ميلى جيروش» التى تتبنى أفكار نجم الدين أربكان مؤسس حزب «الرفاه» التركى، ويبلغ عدد أعضائها 31 ألفاً، لكنها وإن كانت تلقى امتعاضاً بين الألمان عموماً فإن كثيرين يرون أنها لا تشكل تحدياً كبيراً أو تمثل مشكلة عويصة؛ لأن هذه الحركة تنبذ العنف والتطرف، وتندمج فى المجتمع الألمانى، وذلك على العكس من «جماعة دولة الخلافة» التركية أيضاً، التى ترفع شعار «القرآن دستورنا» وتدعو للعودة إلى إقامة «الخلافة» الإسلامية وترفض الديمقراطية، ولذا تم حظرها، لكن أفرادها موجودون فى ألمانيا، يحاولون أن يمارسوا عملهم فى سرية وتكتم.
يبلغ عدد من ينتمون إلى جماعة الإخوان المسلمين فى ألمانيا نحو 3 آلاف عضو تحت اسم «رابطة المسلمين فى ألمانيا» IGD وينشغلون بتصحيح المفاهيم الخاطئة عن دعوتهم وجماعتهم باعتبارها تجسد «الطريق الإسلامى الصائب» من وجهة نظرهم، وينتقدون أفكار وتصرفات السلفيين الألمان ويبتعدون عنهم بقدر الإمكان، وهم يؤكدون دوماً أنهم غير تابعين مباشرة للجماعة الأم، لكنهم يستقبلون قيادات إخوانية عربية، ولاسيما مصرية، ويجرون اجتماعات مستمرة معهم، ويحرصون على وصفها بأنها «اجتماعات تناقش قضايا عامة» لكن الحكومة الألمانية تضعهم تحت المراقبة الدائمة الناعمة، وفق ما قاله د.فارشيلد، ولديها معلومات يقينية أن هذه الاجتماعات لها علاقة بما يشغل «التنظيم الدولى للإخوان»، وأنها جزء لا يتجزأ منه.
والمدهش أيضاً هو أن تقرأ تقريراً صادراً عن مكتب المخابرات الألمانية BfV سنة 2012، يؤكد أن «الإخوان» فى ألمانيا يظهرون عداءً واضحاً لقوانين الدولة!
واستند تقرير المكتب -المعنى فى الأساس بحماية الدستور ـ إلى أن عدد مجلة «الإسلام» الصادر فى فبراير، من العام نفسه، يبين بوضوح كيف أن «الإخوان الألمان» يرفضون مفهوم الدولة العلمانية،
وذكر التقرير: «خلال السنة الماضية (2012)، شهدت المنظمات الإسلامية فى ألمانيا، تصاعداً فى الدعم.. وأن عدد أعضاء ومؤيدى جماعات مثل (رؤيا الملة) التركية - وهى أكبر منظمة إسلامية فى البلاد، وتتداخل بشكل لصيق مع تنظيم «الإخوان» الدولى - أو (حزب الله) فى ألمانيا ارتفع من 38080 نسمة فى العام 2011م، إلى 42550 نسمة فى العام الماضى.. كما شهدت البلاد نمواً ملحوظاً بين أعضاء وأنصار التيار السلفى، إذ ارتفع عددهم من 3800 إلى 4500.. مما دفع وزير الداخلية الألمانى «هانز بيتر فريدريش»، لحظر ثلاث من هذه الجماعات.
الإخوان فى الكنيسة!!
قبل سنوات من تولى جماعة الإخوان السلطة فى مصر سلط الإعلام الألمانى الضوء بشكل غير معتاد على الجماعة ونشأتها وعلاقتها بألمانيا وكان ذلك بعد أن عرضت القناة الأولى الرسمية فى التلفزيون الألمانى فيلماً وثائقياً عن الإخوان استغرق إعداده أربع سنوات من الصحفى البارز شتيفان مايننج.
الفيلم حمل عنوان «بين الهلال والصليب المعقوف - التحالف المريب بين المتطرفين الإسلاميين والنازيين السابقين» وأثار ضجة كبيرة؛ حيث ربط تاريخياً بين النازية والأصولية الإسلامية، وركز بشكل خاص على تأسيس الإخوان لمسجدهم فى مدينة ميونخ جنوب ألمانيا منذ نصف قرن واتخاذه مركزاً لنشر فكر الإسلام السياسى وأيدولوجية الإخوان فى ألمانيا وبقية الدول الأوروبية.
من الفيلم عرفنا أنه أثناء احتفالات عيد الميلاد فى عام 1958 سمح قسيس كنيسة سان باول فى ميونخ لمجموعة من 86 مسلماً بأداء صلاة الجمعة فى قاعة ملحقة بالكنيسة وبعد انتهاء الصلاة اجتمع المصلون لبحث بناء مسجد ومركز إسلامى كبير خاص بهم فى المدينة.. ولم يحظ الخبر باهتمام الصحافة المحلية رغم ان هذا الاجتماع كان تاريخياً!!
كانت أول مرة يجتمع فيها مسلمون من جنسيات مختلفة على أرض ألمانية بعد انتهاء الحرب العالمية الثانية للتخطيط لبناء مسجد فى أوروبا الغربية، وبالنظر للدور الذى لعبه هذا المركز فيما بعد فإنه يمكن وصف هذا الاجتماع بأنه أول نشاط لتيار الإسلام السياسى على أرض أوروبا. وأطلقت هذه المجموعة على نفسها اعتباراً من عام 1960 اسم «لجنة بناء المسجد».
ووصف الفيلم مسجد ميونخ بأن الإخوان المسلمين استخدموه بعد ذلك كرأس جسر لنشر مشروعهم الإسلامى فى أوروبا. وفى ذلك الوقت فى نهاية الخمسينات لم يكن عدد المسلمين فى ألمانيا يتجاوز بضعة آلاف أغلبهم من قارة آسيا وشرق أوروبا ممن شاركوا أثناء الحرب العالمية تطوعا فى صفوف جيوش ألمانيا النازية وحاربوا ضد روسيا - ولذلك لم يتمكنوا من العودة لبلادهم التى رزحت تحت الحكم الشيوعى بعد الحرب فبقوا فى ألمانيا.
ويشير الفيلم إلى أن هذه الجالية المسلمة متنوعة الجنسيات أصبحت ورقة تستغلها المخابرات الأمريكية والحكومة الألمانية الغربية للهجوم على الاتحاد السوفييتى وانتقاد ممارساته فى بلادهم مقابل تقديم الدعم المادى لهم واللوجيستى أيضاً وتسهيل مهمتهم فى إنشاء المسجد الكبير.. ونشير إلى أن لجنة بناء المسجد دعت القيادى الإخوانى سعيد رمضان الذى أنهى للتو دراسته للدكتوراه فى كولونيا لحضور الاجتماع وكان يشغل منصب سكرتير عام المؤتمر الإسلامى العالمى، وتمكن رمضان من كسب ثقة المسلمين وتم انتخابه رئيساً للجنة لتبدأ سيطرة الإخوان على مسجد ميونخ من خلال أعضاء التنظيم الذين يدرسون فى ألمانيا.
الفيلم الوثائقى وصف المسجد والمركز الإسلامى فى ميونخ الذى افتتح عام 1973 بأنه حجر الأساس للتجمع الإسلامى فى ألمانيا أو فرع جماعة الإخوان فى ألمانيا. ويتطرق الفيلم إلى الكثير من العلاقات المريبة للمشرفين على هذا المسجد بنازيين سابقين أو بمنظمات إرهابية كالقاعدة.. على سبيل المثال التركى نورالدين نمانجانى، نائب سعيد رمضان فى لجنة بناء المسجد، الذى كان جندياً فى الجيش النازى وشارك فى مذبحة فى وارسو، ولكن الحكومة الألمانية الغربية دعمته رغم ذلك. أو محمود أبوحليمة الذى شارك فى الاعتداءات على مركز التجارة العالمى فى نيو يورك عام 1993 والذى كان يتردد على المسجد فى الثمانينات أو غالب همت الذى ترأس التجمع الإسلامى فى ألمانيا من 1973 وحتى عام 2002 وساهم فى تأسيس بنك التقوى مع كل من القرضاوى ويوسف ندا.. وقد وجهت لغالب همت وندا أصابع الاتهام بدعم أسامة بن لادن وتنظيم القاعدة من خلال شبكة الشركات والبنوك فى واحات التهرب الضريبى. وصولاً إلى إبراهيم الزيات الذى تسلم رئاسة التجمع الإسلامى أو فرع الإخوان من غالب همت عام 2002 والذى وصفه رئيس جهاز حماية الدستور فى ولاية شمال الراين وستفاليا الألمانية بالعنكبوت الذى يتمركز فى شبكة من الاتحادات والمراكز الإسلامية بالغة الخطورة.
يدير 600 مسجد وعشرات الشركات العقارية
الزيات.. إمبراطور غسيل الأموال فى برلين
وإبراهيم الزيات هو أشهر قيادات الإخوان فى ألمانيا، ورغم أنه ينفى تماماً عضويته فى التنظيم الدولى للإخوان أو علاقته بالإخوان إلا أن السلطات الألمانية تعتبره ممثل الإخوان فى ألمانيا.. والزيات ألمانى الجنسية من أب مصرى كان يعمل إماماً وأم ألمانية وهو متزوج من ابنة شقيقة نجم الدين أربكان رئيس وزراء تركيا الأسبق الذى حقق مكاسب كبيرة لتيار الإسلام السياسى هناك، وفى 2012 أصدر الرئيس المعزول عفواً عاماً عنه.
وهو رجل أعمال من أكبر ذوى النفوذ فى المنظمات الإسلامية بألمانيا، ويقوم بإدارة نحو 600 مسجد ومركز تابع للمنظمة فى ألمانيا وأوروبا، ويمثل مجموعة «ميلى جروس» لتجارة العقارات والأراضى، كما يدير عدداً من الشركات التركية والألمانية وهو أحد مؤسسى المجلس الأعلى للمسلمين فى ألمانيا ومسئول أوقاف منظمة ميللى جوروش التركية التى تراقبها أجهزة الأمن الألمانية وتعتبرها خطراً على النظام الديمقراطى فى البلاد.
فى عام 1997 أسس «الزيات» شركته «إس إل إم» للاستشارات والتمويل والتى تقوم بشراء الأراضى لبناء المساجد وأيضاً تقدم الدعم والاستشارات للمركز الإسلامى للحصول على تراخيص البناء والتمويل كما أنه وسيط عقارات لشخصيات ورجال أعمال ومستثمرين عرب، وفقاً لما قاله لورنزو فيدينو فى كتابه «غزو الإخوان المسلمين لأوروبا» وما تنشره العديد من الصحف الألمانية، ومؤخراً.. حذر تقرير «محلى» لشرطة مدينة «ميكينهايم» الألمانية من وجود صلات غير مطمئنة لـ«الزيّات»، والعديد من التنظيمات المتشددة بألمانيا.
وربطت شرطة «ميكينهايم» بين الزيات و«المعهد الأوروبى للعلوم الإنسانية»، وهو معهد فرنسى لإعداد الأئمة الأوروبيين.. إلا أن تقارير وكالات المخابرات الألمانية ترى أنه «مفرخة» للعديد من رجال الدين المتطرفين.. وتشير وكالة (BND) للاستخبارات الخارجية إلى ارتباط اسمه بعدد من القضايا، الخاصة بعمليات «غسل الأموال».
وإن كنا لا ندرى إلى أى مدى وصلت معلومات «المخابرات الألمانية».. إلا أننا نرى أن ارتباط «الزيات» بالمعهد، طبيعى.. ويتماشى وسياق الشبكة العامة التى شكلها تنظيم «الإخوان» داخل أوروبا!!.. فالمعهد نشأ برعاية «اتحاد المنظمات الإسلامية فى فرنسا» التابع لاتحاد المنظمات الإسلامية فى أوروبا (مقر أمانة لندن بتنظيم الإخوان الدولى)، ويخضع لإشراف مباشر من الداعية، ذى الأصول التونسية «أحمد جاب الله».. كما أن «صبيحة أربكان» -زوجة الزيات- عنصر بارز بـ«مركز دراسات المرأة»، التابع للمعهد.
وتأسس المعهد فى بادئ الأمر خلال العام 1992م، بالتوازى مع إدارة «اتحاد المنظمات» لعدد من المساجد والمدارس، والمخيمات الشبابية، الموزعة بين أنحاء فرنسا.. وكثير من دروسه تعطى عن طريق المراسلة، إذ يسعى الاتحاد من خلال «معهده» لتكوين الأئمّة بما يتفق وفهم الجماعة للإسلام!!
ويضم المعهد قسماً لـ«أصول الدين»، وآخر لـ«الشريعة الإسلامية».. ويحتوى على 12 غرفة ومكتبة، وقاعتين للمطالعة وتسع قاعات للدراسة.. ومن أشهر المترددين عليه، كذلك –إلى جانب الزيات- «طارق رمضان»، ابن سعيد رمضان، الذى يحمل الجنسية السويسرية، ويعد أحد الفاعلين البارزين بـ«التجمع الإسلامى فى ألمانيا».
عقب تفجير «أمن الدولة» فى مصر، لقضية «التنظيم الدولى» فى العام 2009، كان أن نصت مذكرة تحريات المباحث، عندما تعرضت للحديث عن «اتحاد المنظمات الإسلامية فى أوروبا» –أمانة لندن، التى باتت محل رصد أجهزة المخابرات الدولية، مؤخراً– على الآتى: «يتفرع من «اتحاد المنظمات الإسلامية» المركز الإسلامى فى فرانكفورت بألمانيا، والمركز الإسلامى بالسويد، ومكتب الندوة العالمية للشباب الإسلامى فى أوروبا، الذى يتولى الإشراف عليه إبراهيم الزيات.
والمركز الإسلامى فى ميونخ هو أحد أهم الأعضاء فى الجمعية الإسلامية فى ألمانيا، التى تمثل الفرع الرئيسى للإخوان المصريين فى ألمانيا. إلا أن الجمعية هى أيضاً نموذج أساسى للطريقة التى أحرز المسلمون بها قوتهم فى أوروبا. الجمعية تنامت بشكل لافت عبر السنين وتتعاون الآن مع عدد كبير من التنظيمات الإسلامية فى البلاد. واندرج تحت مظلتها مراكز إسلامية من أكثر من ثلاثين مدينة ألمانية، وتكمن القوة الحقيقية للجمعية اليوم فى تنسيقها مع وإشرافها على عدد من المنظمات الشبابية والطلابية الإسلامية فى ألمانيا.
جاء التركيز على الشباب بعد وصول إبراهيم الزيات إلى رئاسة الجمعية. فقد أدرك أهمية التركيز على الجيل الثانى من المسلمين الألمان وأطلق حملات تجنيد لتنظيم المسلمين الشباب فى المنظمات الإسلامية.. وتحرك الزيات بحرية كاملة فى ألمانيا، ولكن ما أثار أعظم شكوك السلطات الألمانية رغم كل نشاطاته المالية التى تجاوزت المليارات هو تعاونه مع رسميين يزعمون أنهم يدافعون عن حقوق السكان الأتراك المهاجرين فى ألمانيا.
وفى 20 مارس 2009 وجه المدعى العام الألمانى عدداً من التهم إلى كل من أوزجور أوجونجو، الأمين العام الجديد لمنظمة (مللى جورش) الإسلامية وإبراهيم الزيات، رئيس الجمعية الإسلامية فى ألمانيا، ومازيك آيمان، الأمين العام لمجلس المسلمين فى ألمانيا، وجه لهم تهماً تتعلق بالفساد المالى والتطرف الدينى ومخالفة القوانين السائدة. وقبل توجيه هذه التهم لهؤلاء القادة الإسلاميين اقتحمت الشرطة الألمانية مكاتبهم وبيوتهم وعثرت على أدلة دامغة تدين المتهمين.. وفى مؤتمر صحفى أشار المدعى العام الألمانى إلى أن المبالغ التى حصلت عليها هذه المنظمات من خزينة الدولة والتى تقدر بنصف مليون يورو، تقدم عادة كمساعدات سنوية لمنظمات النفع العام، فضلاً عن التبرعات التى تجمعها هذه المنظمات لم تصرف بالشكل المطلوب، قسم كبير منها يقدر بثلاثة ملايين يورو حل فى الجيوب الخاصة بهؤلاء القادة فى عام 2008 والقسم الآخر تم إرساله عن طريق أشخاص وليس حوالات مصرفية إلى منظمات متطرفة فى العراق وأفغانستان وغزة ومصر وباكستان.. أما المبالغ المختلسة فقد صرفها هؤلاء المتهمون على شراء المبانى السكنية والسياحية فى ألمانيا وتركيا ومصر.
أبوآدم.. حكاية جندى سابق فى الجيش الألمانى كان
يقيم بالإسكندرية ويتولى استضافة المتطرفين الهاربين
ويوفر لهم عش الزوجية!!
مثلما كنا أول من كشف عن شبكتى التجسس وحذرنا من لعب ألمانيا فى الداخل المصرى وتصديرها للمتطرفين، كنا أيضاً أول من كشف أسرار قصة منع المتطرف الألمانى «سيفين لو» من دخول البلاد لدى وصوله من هولندا فى (5 أغسطس 2013) وتم ترحيله إلى حيث أتى، تنفيذاً لتعليمات جهاز الأمن الوطنى بوضع اسمه على قوائم الممنوعين من دخول البلاد.
وكانت مصادر مسئولة بالمطار، قالت إنه فى أثناء إنهاء إجراءات جوازات ركاب الطائرة الهولندية القادمة من أمستردام، تقدم الألمانى «سيفين لو» وهو داعية سلفى معروف باسم «أبوآدم» لإنهاء إجراءات وصوله، وأضافت أنه بوضع بيانات الألمانى المذكور على جهاز الحاسب الآلى الخاص بالجوازات، تبين وجود اسمه على قوائم الممنوعين من الدخول تنفيذا لقرار من الأمن الوطنى بوضع اسمه على القوائم وتم إبلاغ «لو» بالقرار واحتجازه بصالة الترانزيت لحين ترحيله إلى خارج البلاد.
تلك هى كل المعلومات التى ذكرتها وكالات الأنباء العالمية، ووكالة الأنباء الرسمية، والتى كانت متوافرة آنذاك، ولم نعرف أية تفاصيل عن سبب وضع اسم أبو آدم فى قوائم الممنوعين من دخول البلاد إلا من خلال البحث والاستعانة بفريق من المترجمين الذين يجيدون الألمانية، وبالفعل وجدنا ما نبحث عنه من خلال مجلة «دير شبيجل» كبرى المجلات الألمانية التى نقلت الوقائع من داخل ألمانيا وكشفت عن وجود أكبر تنظيم سلفى فى ألمانيا لدرجة أن الصحف الألمانية اهتمت اهتماماً كبيراً بتلك الظاهرة كما سنكشف، ولم يكن «أبوآدم» سوى جزء من هذا التنظيم الألمانى التابع دولياً لتنظيم السلفيين، ومنذ مارس 2010 بدأت تلك الخلايا النائمة تنشط داخل ألمانيا واهتمت الصحف الألمانية بأخبار عن وجود خلية من الشباب الألمانى المنتمى لفكر السلفية الجهادية فى محافظة مرسى مطروح، كما أكدت نقلاً عن مصادر بالمخابرات الألمانية هجرة 60 سلفياً ألمانياً إلى مصر، وأن غالبيتهم يتمركزون فى حى المندرة بمحافظة الإسكندرية.
هذه الأخبار دفعت «تاكيس فورجر» المحقق بمجلة «دير شبيجل» كبرى المجلات الألمانية، إلى المجىء إلى مصر والبحث فى تلك الظاهرة حيث رتب الاتصال مع أحد هؤلاء الأشخاص السلفيين الألمان المقيمين فى مصر وكان هذا الشخص هو «راث كامب»، 24 عاماً، واصطحبه هذا الشاب الألمانى ذو اللحية الطويلة إلى منزله الكائن بحى المندرة.
وكشف الصحفى الألمانى فى تحقيق نشرته «ديرشبيجل»، معلومات غاية فى الخطورة عن «أبوآدم» الذى كان جندياً سابقاً فى الجيش الألمانى، وتحول إلى الإسلام منذ 14 عاماً، وأن المخابرات الألمانية تضعه تحت المراقبة منذ ذلك الوقت!!
وفى التحقيق وصف «فورجر» الجالية السلفية الألمانية فى الإسكندرية، بالمنظمة والمترابطة، موضحاً أن «أبوآدم» -بوصفه قيادياً فى الجماعة- يقوم بتوفير حجرة فى مسكنه لكل مهاجر من ألمانيا، حتى يستطيع الأخير توفير مسكن خاص به، يصلح بيتاً للزوجية، بعدما ينجح «أبوآدم» فى تزويجه من فتاة مسلمة ألمانية تأتى إليه فى الإسكندرية.
وأشار «فورجر» إلى أن هؤلاء السلفيين الألمان، جاءوا إلى مصر لمجرد أنهم يحسون بالاضطهاد فى ألمانيا، على خلفية اتهام العديد منهم بالضلوع فى عمليات إرهابية فى كل من ألمانيا وبريطانيا، لذا هربوا من ألمانيا إلى مصر وبالتأكيد لحقهم من يؤمنون بأفكارهم وأيديولوجيتهم.
وداخل ألمانيا التى يعيش بها أكثر من 3 ملايين مسلم، تم تربية كوادر سلفية لها نشاطات واسعة فى الشارع وكان أبوآدم يقود معظم هذه النشاطات!!
هذه هى أسرار وقاحة
رئيس البرلمان الألمانى
أعتقد أن الصورة باتت شديدة الوضوح الآن.
وغير كل ما سبق، يأتى موقف «نوبرت لامرت»، رئيس البرلمان الألمانى (البوندستاج)، الذى أعلن بشكل لا يخلو من «فجاجة» أنه لن يلتقى الرئيس عبدالفتاح السيسى إذا ما زار ألمانيا مطلع الشهر المقبل، بسبب ما وصفه بتراجع ملف حقوق الإنسان وزيادة القمع ضد المعارضين. وهو الموقف لا شك فى أنه يأتى دعماً لتنظيم الإخوان ورداً على الأحكام التى صدرت ضد قيادات التنظيم.
وهو ما يمكن استنتاجه بسهولة من كم المغالطات والأكاذيب التى لا نعتقد أنه استقاها من مصدر آخر غير تنظيم الإخوان.. وبهذا التفسير يمكننا فهم أو استيعاب ادعائه الخطأ بأن مجلس الشعب المصرى تم حله منذ عامين بعد ثورة 30 يونيو 2013، وأنه تم اعتقال رئيسه سعد الكتاتنى، رغم أن الثابت والمؤكد هو أن مجلس الشعب المشار إليه تم حله فى عام 2012 بناء على دعوى قضائية تم رفعها وأن المحكمة الدستورية العليا قضت بحله لعدم دستورية قانون الانتخابات بسبب عدم المساواة بين المرشحين.
هناك أيضاً زعمه بأن وقائع قضيتى التخابر واقتحام السجون المتهم فيها محمد مرسى وسعد الكتاتنى قد بدأت بعد ٣٠ يونيو رغم أن القضية بدأت فى عهد جماعة الإخوان فى عام 2013 عندما قضت محكمة جنح مستأنف الإسماعيلية بإحالة أوراق إحدى القضايا التى كانت تنظر فيها بشأن اقتحام سجن وادى النطرون إلى النيابة العامة لإجراء التحقيقات حول أدلة على تورط جهات خارجية مع جماعة الإخوان الإرهابية فى اقتحام السجون والقتل العمد للعشرات من المسجونين وضباط وجنود الشرطة.
ونضيف إلى ذلك، زعمه بوجود 40 ألف شخص معتقل فى السجون المصرية لأسباب سياسية، الأمر الذى يكشف بوضوح أنه استقى معلوماته إما من عناصر تابعة لتنظيم الإخوان أو من منظمات يستخدمها التنظيم لترويج مثل هذه الأكاذيب.
وتكفى تلك الأمثلة، لنقول إن موقف رئيس «البوندستاج»، يمكن اعتباره نجاحاً جديداً لجناح التنظيم الدولى للإخوان فى برلين والذى سبق له القيام بحملات تشويه للنظام المصرى فى عهد مبارك، كما حدث فى انتخابات 2005 والتى أسفرت عن اتفاق بين النظام والإخوان فى دخول الانتخابات والحصول على نسبة 20% بحسب الاتفاق ولكن فازت الجماعه بثلث مقاعد البرلمان من نتائج الانتخابات.
عبدالمنعم أبوالفتوح.. الرجل
الغامض فى تحركات تنظيم الإخوان الهارب
إن موقف رئيس البرلمان يكشف أيضاً نجاح الآليات التى تملكها قيادات التنظيم فى الخارج فى التفاوض مع الغرب وربما يمكن وفق هذا السياق رصد التغيرات التى تطرأ بين حين وآخر على مواقف سياسيين كبار فى عدة دول بينها ألمانيا والولايات المتحدة والدنمارك والسويد وإيطاليا وغيرها من الدول وهى الشخصيات التى لا تتوقف عن المطالبة بالإفراج عن مرسى وقيادات إخوانية أخرى.
ما يأتى كنتيجة طبيعية أو تبدو طبيعية لسلسلة من التحركات الخارجية للتنظيم الدولى للجماعة، بالتعاون مع أذرعها فى دول مجاورة، وصلت أقصى درجاتها بعد صدور قرار محكمة الجنايات، بإحالة أوراق المعزول محمد مرسى وقيادات الجماعة لفضيلة المفتى.
وبالفعل، رصد تحركات دولية، من خلال الشبكة الأرومتوسطية لحقوق الإنسان، ومقرها الدنمارك، التى تمولها الحكومة الدنماركية، وتسعى حالياً إلى تشويه صورة مصر فى المحافل السياسية الحقوقية والدولية، من خلال عقد مؤتمر فى تركيا نهاية الشهر الجارى، وتم بالفعل توجيه الدعوة لعدد من الحقوقيين المصريين!!
وتحقيقاً للهدف نفسه، زار السيد عبدالمنعم أبوالفتوح المغرب مؤخراً، بدعوة من مسئولى حزب العدالة والتنمية، الذراع السياسية لجماعة «الإخوان» هناك برعاية قطرية، وتواصل أبوالفتوح مع أعضاء وقيادات الحزب، لتجهيز بديل لحكم مصر حال سقوط النظام الحالى، وتم بالفعل إرسال عدد من قيادات الحزب، الذى يرأسه أبوالفتوح من أجل تدريبهم على الحكم!!
أبوالفتوح سافر من قبل إلى فنلندا، والتقى «جوليانا ويزبرك» التى تتولى ترتيب لقاءات له فى البرلمان الإنجليزى، وتسويقها من خلال وسائل الإعلام الإنجليزية، بوصفه الشخصية المطروحة لحكم مصر.
وهناك أيضاً تحركات فى هولندا بدأت بتنظيم وقفات احتجاجية بالاشتراك مع نشطاء وجمعيات حقوقية أوربية، تحاول الجماعة استخدامهم فى إقامة عدد كبير من الدعاوى القضائية الدولية من جديد ضد الدولة المصرية!!
وهناك بالفعل لقاء ضم شخصيات من الحكومة الهولندية وقيادات من الإخوان من أجل مناقشة دعاوى الإخوان ومطالبهم بعقد لقاء مع الحكومة الألمانية.
هذا الاجتماع ضم قيادات بجماعة الإخوان وشخصيات وحركات معارضة، فى مدينة لاهاى بهولندا ووضع ما سموه «خطة ورؤية للمرحلة المقبلة»، وضم أيضاً عدداً من الأحزاب الإسلامية وبعض الحركات السياسية أبرزها تحالف دعم الإخوان، وما يسمى بالمجلس الثورى والبرلمان الإخوانى المنعقد فى تركيا وجماعة الإخوان وحركة شباب 6 إبريل والاشتراكيين الثوريين، فضلاً عن شخصيات معارضة مستقلة من السياسيين والنشطاء.
وقيل إن هذا الاجتماع سعى إلى محاولة التقريب بين وجهات النظر المختلفة، وحل المشكلات واحتواء الخلافات التى حدثت بين قوى المعارضة، التى أدت لانسحابات واستقالات البعض من الكيانات التى شكلتها الإخوان مؤخراً، وضمت قائمة الشخصيات التى تم دعوتها، بحسب المواقع الإخوانية، الدكتور أيمن نور، والدكتور محمد الجوادى، والدكتور ثروت نافع، والسفير إبراهيم يسرى، والدكتور محمد شرف، وحمزة زوبع، ووائل قنديل، ومحمد الصغير، والناشط عبدالرحمن يوسف، والدكتور جمال حشمت، وعصام تليمة، والدكتور عمرو دراج، والدكتور يحيى حامد، والدكتور يوسف القرضاوى، والدكتور محمد محسوب، والمهندس حاتم عزام وسلامة عبدالقوى، والدكتور عصام عبدالشافى، والدكتور جمال عبدالستار، وعاصم عبدالماجد، وباسم خفاجى، والمهندس إيهاب شيحة، كما تم توجيه الدعوات لمها عزام، والمستشار وليد شرابى، والمهندس أشرف بدر الدين، وممدوح إسماعيل، وعبدالموجود الدرديرى.
وفى إطار المراجعات الشاملة التى تقوم بها جماعة الإخوان وإعادة هيكلة مؤسساتها، ومواكبة لطموح قواعدها، انتخبت الجماعة مكتباً جديداً فى الخارج وكلفت عدداً من المحامين لمقاضاة النظام المصرى أمام المحاكم الدولية فى الدول الأوروبية، والتخطيط لأعمال تخريبية للرد على المحاكمات، ومواجهة مؤسسة القضاء، بتهديد القضاة، أو بتنفيذ عمليات اغتيال!!

مفاجآت جديدة للحفل الأسطوري لافتتاح قناة السويس الجديدة.. وطلب خاص للسيسي


مع استمرار العد التنازلي لافتتاح قناة السويس الجديدة، بدأت الاستعدادات النهائية للحفل الأسطوري، للافتتاح، المقرر له يوم 6 أغسطس المقبل، وتوالى الكشف عن بعض مفاجآت الحفل، التي وجه الرئيس عبد الفتاح السيسي، بمتابعة اجراءات الاستعدادات لها، بالتنسيق بين جميع الجهات المعنية على الوجه الأكمل وتحت إشراف هيئة قناة السويس، والتي ستتولى كذلك الإشراف على مشروع تنمية منطقة قناة السويس.
واِجتمع الرئيس عبد الفتاح السيسي، أمس الخميس، بالفريق مهاب مميش رئيس هيئة قناة السويس، وذلك بحضور كل من اللواء محسن عبد النبي مدير إدارة الشئون المعنوية بالقوات المسلحة، والدكتور سامي عبد العزيز الخبير الإعلامي، عضويّ فريق الإعداد لاحتفال افتتاح مشروع قناة السويس الجديدة.
 
تحالف عالمي لتنظيم الاحتفال
 
وصرح السفير علاء يوسف المتحدث الرسمي باِسم رئاسة الجمهورية بأن الفريق مميش استعرض خلال الاجتماع الإجراءات التي تم اتخاذها لدراسة العروض الفنية المقدمة من مختلف الشركات العالمية الراغبة في تنظيم احتفال افتتاح قناة السويس الجديدة، حيث استقر الرأي على أفضل العروض المقدمة من تحالفٍ عالمي يضم شركات مصرية وفرنسية وأمريكية متخصصة.
 
حملة إعلانية موسعة
 
وأضاف السفير علاء يوسف أنه تم خلال الاجتماع عرض تفاصيل الاحتفال على الرئيس، حيث أشار الفريق مميش إلى أنه سيتم إطلاق حملة إعلانية موسعة تبدأ في مستهل شهر يونيو المقبل وتستمر إلى ما بعد الاحتفال في السادس من أغسطس 2015، وذلك من خلال وسائل الإعلام المحلية والإقليمية والدولية لإيضاح الجهود غير المسبوقة لتنفيذ مشروع حفر قناة السويس الجديدة وتجهيزها لاِستقبال حركة الملاحة الدولية في زمن قياسي، باِعتبار أن القناة الجديدة تعد بمثابة ''هدية مصر إلى العالم''.
 
وذكر الفريق مميش أن الاحتفال سيعكس هوية الشعب المصري وإرادته القوية، وسيعرف بمميزات المشروع وما يتيحه من فرص استثمارية متنوعة وواعدة، فضلاً عن إيصال رسالة صداقة وسلام من مصر إلى العالم أجمع ليتعرف على مصر الجديدة القادرة الآمنة والمزدهرة.
 
طلب خاص للسيسي
 
وأضاف المتحدث الرسمي أن الرئيس رحب بفكرة الاحتفال وما ستتضمنه من فعاليات، مؤكداً على أهمية ألا يمثل تنظيم هذا الحدث أي أعباء على موازنة الدولة، ومنوهاً إلى ضرورة أن تتواكب مع الاحتفال في منطقة القناة احتفالات في مختلف المحافظات المصرية، فضلاً عن تمثيل كافة فئات الشعب المصري في الاحتفال، ولا سيما الشباب، ليشهدوا إنجازاً وطنياً للشعب المصري وهو يضيف صفحة مضيئة جديدة إلى سجل تاريخه.
وأوضح الفريق مميش أنه سيتم الاعتماد في تمويل الاحتفال على عدة مصادر متنوعة تشمل مشاركة الشركات المتحالفة لإتمام عملية التكريك بالإضافة إلى عدد من الشركات الوطنية والمستثمرين المصريين، مؤكداً أن تمويل الاحتفال سيتم بعيداً عن موازنة الدولة.
 
أعلام مصر بطول المجرى الملاحي
 
وكانت قد كشفت مصادر مطلعة، أنه سيتم تزيين المجرى الملاحي برا وبحرا وجوا بالأعلام المصرية، بمحافظات القناة الثلاث بورسعيد والإسماعيلية والسويس.
 
20 نصب تذكاري
 
وأشارت المصادر إلى انشاء 20 نصب تذكاري بارتفاعات مختلفة لا تقل عن 30 متراً وهى تعبر عن تاريخ مصر بمراحله المختلفة حيث تم اختيار مواقع تلك النصب على الطبيعة خلال جولة بحرية للموقع وسيتم وضعها على جانبي منصة الافتتاح وعلى ضفتي القناة الجديدة.
 
ملوك ورؤساء يشاركون
 
وقالت المصادر إن الحفل سيحضره ملوك وأمراء ورؤساء العالم، أبرزهم الرئيس الروسي فلاديمير بوتين، والرئيس الفرنسي فرانسوا أولاند، ليكون احتفالا اسطورياً بإنجاز مصري جديد يبهر العالم أجمع.
 
جداريات تحكي تاريخ مصر
ويضم تصور الحفل، الاعتماد على الطابع البحري، مع عرض جداريات وعلامات أرضية تحكي تاريخ مصر، ويتم الاستعانة فيها بأحد خبراء الفنون الجميلة وإدارة المتاحف العسكرية.
السيسي يصل على يخت المحروسة
 
وتوالت أنباء بأن الاحتفال يتضمن مشاركة سفن تجارية من 50 دولة تقل فرقا للفنون الشعبية تقدم عروضا فلكلورية تمثل ثقافاتها ، ومن المقرر أن يصل الرئيس عبدالفتاح السيسي إلى موقع الاحتفال على يخت ''الحرية'' (المحروسة سابقا) ، وفي نفس التوقيت تطلق سفينة واحدة في كل ميناء من نحو 40 من المواني العالمية سارينتها تحية لافتتاح الممر الملاحي العالمي الجديد.
 
رافال و ''إف-16'' وفريم لأول مرة في مصر
 
ومن المقرر أن ستظهر لأول مرة خلال الاحتفال طائرات ''الرافال'' الثلاث التي ستصل في غضون أسابيع كدفعة أولى من هذه الصفقة من المقاتلات المتطورة التي تم إبرامها مع فرنسا ، كما ستظهر أحدث دفعة من طائرات ''إف-16'' التي قررت الولايات المتحدة تسليمها إلى مصر ، وتعد الجيل الأكثر تطورا من هذه الطائرات متعددة المهام ، وستبحر في مياه القناة الجديدة الفرقاطة الفرنسية ''فريم'' التي ستنضم إلى القوات البحرية المصرية في غضون أسابيع وتعد الأحدث من نوعها في العالم.

منشقة عن «داعش» تكشف المهام الجديدة لمجاهدات النكاح البريطانيات


كشفت مجاهدة نكاح انشقت عن تنظيم الدولة الإسلامية "داعش" الإرهابي، أن الثلاث فتيات البريطانيات اللاتي هربن للانضمام إلى التنظيم يتلقين حاليًا تدريبات خاصة، ومن المحتمل أن ينفذن عمليات انتحارية في الشرق الأوسط.
 
وأوضحت "أم أسماء"، 22 عامًا، لشبكة "سكاي نيوز" البريطانية، أنها قابلت الفتيات "أميرة عباس"، و"كاديزا سلطانة"، وشميما بيجوم"، اللاتي سافرن إلى سوريا عبر تركيا، قبل نقلهن لقاعدة "داعش"، مؤكدة أن التنظيم يدربهن ليقمن بأعمال انتحارية.
 
وكشفت أن فريقا من الخبراء على مواقع التواصل الاجتماعي جند الفتيات وأقنعهن بالسفر إلى تركيا، مشيرةً إلى سعادة الفتيات عند وصولهن.
 
ورأت "أم أسماء" أن الفتيات غير مؤهلات بالمرة للحياة تحت حكم التنظيم".
 
وتابعت "أم أسماء": "لا يعرفن إلا القليل عن الحياة مع "داعش"، إذ ما كشفت إحداهن وجهها لسائق فإن الأمر يستدعى تأديبها وتلقينها محاضرات تعليمية".
 
وأوضحت "سكاي نيوز"، أن دور "أم أسماء" كان مقابلة الفتيات عند وصولهن وتحضيرهن ليكن مجاهدات نكاح.

القصة الكاملة لانقسام الإخوان داخليا


تعيش جماعة الإخوان حالة من التخبط والانقسامات داخل صفوفها، حيث أصبح هناك جبهتان، إحداهما تابعة لنائب المرشد العام للجماعة محمود عزت، والأخرى تتبع الهاربين خارج البلاد.
 
"دوت مصر" يحاول في هذا التقرير الوصول إلى بداية الأزمة داخل الجماعة، ومن هما الفريقان المتصارعان.
 
بداية الأزمة
 
مصدر مقرب من جماعة الإخوان قال إن الأزمة بدأت بعد مقال  عضو مكتب الإرشاد محمود غزلان، الذي دعا فيه إلى السلمية في التظاهرات وفعاليات الجماعة، الأمر الذي أعقبه رود فعل غاضبة من شباب الجماعة، الذين رأوا فيه تراجعا عما وصفوه بـالخط الثوري في مواجهة أدوات القمع.
 
وأضاف المصدر، في تصريح لـ"دوت مصر" الجمعة، أن أبرز التعليقات على رأي غزلان ما قاله وزير الاستثمار الأسبق وأحد قيادات الإخوان الهاربين يحيى حامد، حيث أكد أن الثورة هي التي تحدد أدواتها الثورية ولا يفرض أحد عليها رأيا، والكلمة الأخيرة لمن يقود الحراك.
 
وأشار إلى أن الأزمة تصاعدت بقوة خلال الأيام الماضية، بعد ظهور عدد من القيادات القديمة، التي كانت اختفت عن الأنظار لمدد طويلة، وعلى رأسهم محمود غزلان، والقبض على  عضو مكتب الإرشاد محمد وهدان.
 
ماذا يحدث؟
 
خرج الأمين العام لجماعة الإخوان، محمود حسين، ليعلن صراحة أن نائب المرشد العام للجماعة محمود عزت، هو القائم بأعمال المرشد العام، وفقا للائحة الداخلية للجماعة.
 
وأشار حسين، في بيانه، إلى أن الجماعة تعمل بأجهزتها ومؤسساتها وفقا للوائحها وبأعضاء مكتب الإرشاد، ودعمت عملها بعدد من المعاونين وفقا لهذه اللوائح ولقرارات مؤسساتها.
 
وأضاف "أن نائب المرشد محمود عزت وفقا للائحة يقوم بمهام المرشد العام إلى أن يفرج الله عنه، وأن مكتب الإرشاد هو الذي يدير عمل الجماعة والتي أكدت على ثوابتها، مشيرا إلى أنه لا تفاوض مع النظام و لا تنازل عن الشرعية.
 
ولم تمر ساعات وأصدر المتحدث الرسمي للجماعة محمد منتصر بأن الجماعة أجرت انتخابات في فبراير الماضي بمشاركة وعلم أعضاء مكتب الإرشاد ومجلس شورى الجماعة، وأن المرشد سيظل هو محمد بديع، لكن مع وجود مكتب للخارج يديره أحمد عبدالرحمن مع قيادة لخلية أزمة في الداخل، وقيادات من الشباب تم تصعيدها لتتولى إدارة العمل الثوري.
 
مكتب الإخوان الجديد
 
وأكد مصدر داخل جماعة الإخوان لـ"دوت مصر" -رفض ذكر اسمه- أنه تم استبعاد مكتب الإرشاد القديم، وعلى رأسه محمود عزت، ومحمود غزلان، وعبدالرحمن البر، وتم انتخاب آخرين لمكتب الإرشاد، وعلى رأسهم محمد سعد عليوة ومحمد كمال، عضوين بمكتب الإرشاد، بالإضافة إلى علي بطيخ، الذي يشغل منصب عضو مجلس شورى الجماعة، وأيضا تم انتخاب حسين إبراهيم الأمين العام لحزب الحرية والعدالة.
 
خبراء: الإخوان منشقة
 
من جانبه، قال الباحث في شؤون الإسلام السياسي، ماهر فرغلي، إن جماعة الإخوان الآن تعيش حالة من الانشقاقات الكبرى لم تشهدها منذ ثورة 30 يونيو.
 
وأشار فرغلي، في تصريح لـ"دوت مصر" الجمعة، إلى أن الجماعة تصادمت منذ البداية مع الدولة، ولم يفلح أي تنظيم في تصادمه مع الدولة، لافتا إلى أن الجماعة تعاني من الانشقاقات الداخلية، حيث أصبح الصراع بين طرفي الجماعة، وأصبح الخاسر الوحيد هم قواعد الجماعة.
 
وأضاف أن الجماعة بدأت تتفهم الأمر، وأصبح لديها عدم قبول من القيادات، سواء من المكتب الجديد أو القديم، مشيرا إلى أن الجماعة تعيش حالة من الصراع الداخلي بين قياداتها الهاربين والحاليين في مصر.
 
فيما أكد الباحث المتخصص في شؤون الحركات الإسلامية، صبرة القاسمي، أن الجماعة فشلت في احتواء غضب أبنائها في الداخل والخارج، متسائلا فكيف سمحنا لهم بحكم مصر لمدة عام؟
 
وأضاف القاسمي، في تصريح لـ"دوت مصر" الجمعة، أن ما يحدث داخل الإخوان يؤكد إعادة التاريخ مرة أخرى في الستينات، ففي هذه الفترة شهدت الجماعة حالة من الانقسامات بسبب القيادة الفاشلة.
 
ولفت إلى أن الإخوان خسرت كل شيء سواء قواعدها، فكل ما يحدث داخل الجماعة هو نصرة لـ"30 يونيو" وشعب مصر في عزل هذه الجماعة الفاشلة، بحب قوله.

معلمة: هواية زميلى النظر إلى مؤخرتى..سلوى: غرف نوم داخل المؤسسة للقيادات..صحفية: أتجنب الحديث مع رئيسى لأتحاشى نظراته..حكايات من دفتر التحرش


كتبت - ندى سليم

فى وقت من الأوقات كانت جرائم التحرش الجنسى تقتصر على الشارع والمواصلات العامة، المزدحمة بطبيعتها، لكنها صارت الآن تنتشر فى كل موقع ومكان، سواء فى العمل أو أماكن الدراسة «المدارس والجامعات»، إلى جانب استمرار التحرشات فى وسائل المواصلات والشارع، حتى رصدت دراسة أجرتها مبادرة خريطة التحرش الجنسى تعرض أكثر من 95,3% من النساء والفتيات لجميع أشكال التحرش بشكل يومى.
 
وكان اللافت أن السمة السائدة للمتحرش بها الصمت، وعدم الإبلاغ عن الجريمة التى لحقت بها، حيث إن 42.8% منهن اكتفين بالصمت، فيما تختلف أماكن التحرش لتستحوذ المواصلات العامة والشارع المرتبة الأولى تليها الجامعات وأماكن العمل. وبحسب الدراسة، فقد يكون الخوف من الفضيحة هو السبب الأول وراء سكوت الفتاة، يضاف إلى ذلك فى حال أن يكون التحرش داخل العمل «الخوف من قطع العيش»، حيث ترتفع نسبة المرأة المعيلة فى مصر إلى 35%.
 
قصص التحرش وحكاياته تتعدد، كما تتعدد أشكاله، بداية من نظرة متعمقة إلى الجسد قد تطارد المرأة بين مدير أو زميل، وقد يصل الأمر أحيانًا إلى اعتداء بالأيدى.
 
سلوى: غرف نوم داخل المؤسسة للقيادات
لم يشفع لها سنها الذى تجاوز الخمسين عامًا فى أن يحميها من أن تكون فريسة لمدير لا يهتم سوى بإشباع رغباته الجنسية، وكما تقول «سلوى» التى تعمل فى إحدى المؤسسات الحكومية الشهيرة منذ ما يقرب من 30 عامًا: «عندنا هنا كله بيعدى بالحب، عشان أوصل لازم أبيع نفسى، ولأنى رفضت أعمل زيهم أصبحت مضطهدة ومنبوذة مش بس من المدير لكن كمان من كل من حولى ممن يريدون إرضاء المدير».
 
«سلوى» تضيف لـ«اليوم السابع» أنها تمكنت من أن تحصل على درجاتها الوظيفية بالكاد، وبعد تقديم تظلمات متعددة، على الرغم من أنها اجتازت جميع الاختبارات الوظيفية التى تمكنها من الحصول على تدرجها الوظيفى، إلا أن العائق الوحيد كان أمامها هو عدم استجابتها للرغبات الجنسية لمديرها.
 
وتتابع: عملت فى هذا الصرح الحكومى منذ 30 عامًا، وعانيت مرارًا وتكرارًا من مضايقات فى العمل، وهناك أماكن مخصصة لقيادات فى المؤسسة لكى يمارسوا ما يريدونه فى غرف بعيدة عن الأنظار، حيث يستقطبون الفتيات العاملات مقابل ترقية أو علاوة أو زيادة رواتبهن للضعف أحيانًا.
 
وتواصل سلوى: رفضت ذلك الأمر، ولم أستطع أن أترك عملى، خاصة بعد أن توفى زوجى وأصبحت أعول أبنائى بمفردى، وأتكفل بكل مصاريفهم، وتحملت مضايقات فى العمل بسبب عدم انصياعى لرغبة مديرى المباشر بمرافقته فى هذه الغرف المشبوهة التى يضاجع بها الفتيات كل يوم.
 
وبحكم عملى تبين لى مدى التلاعب والغش فى بعض الحسابات بالمؤسسة، خاصة بعد أن تم تخصيصها مؤخرًا، واكتشفت مدى التفاوت فى بعض الحسابات، والتى كانت تعود بالطبع للقيادات بها، لكننى التزمت الصمت كعادتى. وتستطرد: نفد صبرى عندما تجاهل العاملون هنا ترقيتى إلى الدرجة الثانية التى حصلت عليها بعد 10 سنوات، ولأننى أعمل منذ سنوات طويلة، فقد كان من المفترض أن أحصل على الدرجة الأولى برتبه «كاتب أول»، لكننى فوجئت بأنه تم استبدال أوراقى، ووجدت فى خانة الوظيفة «ممرضة»، ولا أعرف كيف يكون ذلك وأنا خريجة قسم المحاسبة.
 
مشيرة إلى أنها لم تكن تتخيل أن يصل كم الفساد والتلاعب إلى هذا الحد بأن يتم تغيير المسمى الوظيفى دون أدنى أى رد فعل من قيادات المؤسسة، مضيفة: عندما اعترضت قام المدير بفصلى لكننى عدت إلى العمل من جديد بحكم قضائى، منهية بالقول: أصبت بأمراض السكر والضغط، وعلى الرغم من تجاوز عمرى الخمسين عامًا، فإننى لم أفلت من المضايقات والتحرش، ولم أعلم ما الذى يجذبهم فى جسدى وأنا فى مثل هذا العمر، لكننى فى النهاية لا يوجد أمامى أى خيارات أخرى لأترك عملى وأبحث عن وظيفة أخرى بعد أن بلغت هذا العمر.
 
«هدى» أثبتت واقعة تحرش مديرها بها فتم نقلها
التحرش يبدأ من نظرة ليصل إلى تلامس أو مكالمات هاتفية جنسية لاستدراج الفتاة.. هذا ما تعرضت له السيدة «هدى» التى تجاوزت الأربعين عامًا من عمرها، وسعت إلى أن تثبت تعرضها للتحرش من قبل مديرها المباشر فى العمل، حيث تعمل فى وظيفة «مفتش» فى وزارة الآثار، وقامت بتسجيل بعض المكالمات هاتفية التى دارت بينها وبين المدير المتحرش الذى طلب منها وبشكل صريح إقامة علاقة جنسية معها.
 
تقول «هدى» لـ«اليوم السابع: أنا متزوجة ومديرى يعلم ذلك، وفى البداية كان يتصل بى فى وقت متأخر ليلاً، وكنت أتجاوز هذه النقطة خشية غضبه منى، لكننى فوجئت بتكرار مكالماته الهاتفية والسؤال الدائم عن وجود زوجى بالمنزل معى أم لا وعن علاقتى به، وكنت أتجاهل فى بداية الأمر حتى طلب منى إقامة علاقة معه وعندما رفضت لم يغضب لأول وهلة، وقال لى: «خلاص أنا مش هضغط عليكى وكأنى مقولتلكيش حاجة».
 
كنت أعتقد أن الأمر انتهى عند هذا الحد، لكنه عاود الاتصال بى مجددًا، ليكرر أسلوبه الناعم ومحاولته التودد لى مرة أخرى، وعندها قلت له بكل هدوء «أنا مش من الستات دول»، وعنفته مرارًا وتكرارًا، حتى ذهبت فى أحد الأيام إلى عملى وفوجئت بقرار نقلى بشكل تعسفى دون إبداء أى أسباب، وعندما واجهته بتلك التسجيلات الهاتفية وقدمت بلاغًا ضده تم حفظ البلاغ، ولم أستطع أن أصل إلى حقى، وحتى الآن فأنا مازلت مهددة فى عملى، وطرقت كل الأبواب لكننى لم أحصل على حقى.
 
معيدة: زميلى اعتاد ملامستى والجامعة تجاهلت شكواى
لم يختلف وضع السيدة «ك» عن «هدى» لكن اختلفت أماكن العمل وطبيعته فى الحكايتين، فـ«ك» تعمل معيدة بإحدى الجامعات المصرية العريقة، وعلى الرغم من أن المتحرش فى هذه الحالة لم يملك سلطة مباشرة عليها مثل الحالات السابقة، فإنها لم تستطع أيضًا الوصول إلى حقها، وكان مصير إبلاغها حفظ التحقيق مثل مصير معظم بلاغات التحرش فى مؤسسات العمل. توضح «ك» أنها تعمل معيدة منذ سنوات، ولاحظت تصرفات غير سوية من زميل لها يعمل معيدًا بنفس القسم، بدأت بنظرات إلى الجسد، يتخللها كلام معسول، على حد وصفها، حتى تطور الأمر إلى تلامس بالأيدى فى أثناء العمل، لكن هذا المتحرش لم يكتف بزميلته فقط - بحسب «ك» - بل وصل الأمر إلى تحرشه ببعض الطالبات داخل الحرم الجامعى، مضيفة: حررت أنا والطالبات محضرًا ضده، لكننى فوجئت بأن إدارة الجامعة حفظت التحقيق، واكتفت بتوجيه «لفت النظر» إليه فقط.
 
صحفية: أتجنب الحديث مع رئيسى لأتحاشى نظراته
من إحدى المؤسسات الصحفية الحكومية العريقة، تروى «م» التى تعمل صحفية بأحد الأقسام بها عن معاناتها اليومية داخل جدران الجريدة، قائلة: أصبحت أكره جسدى الذى أصبح مخترقًا من كل شخص، وأفكر أكثر من مرة قبل أن أذهب إلى مديرى لأخذ رأيه فى الموضوعات التى أقوم بكتابتها، فعندما أحدثه أراه يطيل النظر إلى جسدى، وأعلم أن ثيابى ضيقة نوعًا ما، لكننى ارتدى الحجاب، وأصبحت مؤخرًا أحرص على ارتداء الثياب الواسعة الفضفاضة، لكننى أيضًا لم أسلم من نظراته التى تفترس جسدى عشرات المرات يوميًا.
 
وتتابع «م»: الصمت هو وسيلتى الدائمة لأننى أخشى أن يذهب جهدى هباء وأنا أنتظر حلم التعيين، فضلاً على أننى عانيت الكثير من أجل أن ألتحق بتلك المؤسسة وأصبح جزءًا منها، لذلك كل ما أستطيع أن أفعله هو تجنب الوقوف معه والحديث إليه لتجنب تلك النظرات.
 
مدرّسة: هواية زميلى النظر إلى مؤخرتى 
السيدة «ر» تعمل مدرسة بإحدى مدارس المرحلة الإعدادية، وهى تروى معاناتها مع التحرش قائلة: «نعانى يوميًا أنا وزميلاتى المعلمات من زميل لنا، حيث إن متعته الوحيدة فى الحياة هى الوقوف على السلم للنظر إلى مؤخرتى أنا وزميلاتى فى رحلة الصعود والنزول».
 
وتتابع قائلة: المدرسة توجد بمنطقة شعبية، وأنا وزميلاتى نلتزم بثياب الفتاة فى تلك المناطق التى تتسم طبيعتها بالحشمة والحجاب، لكن هذا لم يغير من موقف هذا الزميل الذى أصبح هذا هو كل عمله فى المدرسة، وعندما قدمنا شكوى للمدير تم تجاهلها، وللأسف مازال هذا الشخص بيننا، ولم يخجل من تكرار هذا الموقف أمامنا كل يوم. 
 

الأربعاء، 13 مايو 2015

"أولاد عـــــلام" بالدقى.. الأهالى يفضحون مخطط الحكومة للاستيلاء على أرض العزبة لصالح الكبار


- البيوت آيلة للسقوط والأهالى ممنوعون من ترميمها.. والحبس والغرامة فى انتظار من يخالف
- هريدي: لسنا بلطجية ونحن من حمينا السفارات بالدقي أثناء الثورة
- نور الدين: بيوتنا آيلة للسقوط والأوقاف تمنعنا من الإحلال والتجديد
- طلبة: لا توجد أي رعاية صحية بالعزبة والمجاري تدخل علينا بيوتنا
- إبراهيم: اللجان الحكومية أقرت بأحقيتنا فى دخول الغاز لبيوتنا ولا ندري سر المماطلة
- جاد: قرار إزالة لبيتي منذ خمس سنوات ولا مكان لنا غيره
عزبة أولاد علام هي منطقة مساحتها 9 أفدنة وعدد سكانها حوالي 40 ألف نسمة وهي تقع في شارع النهضة المتفرع من شارع وزارة الزراعة بحي الدقي.. وتكتظ تلك المنطقة بالسفارات العربية والأجنبية ومقرات الشركات والبنوك الاستثمارية.. وعلي الرغم من ذلك فالمنطقة عشوائية بامتياز ومعظم بيوتها منخفضة عن سطح الأرض ومبنية من الطوب اللبن وآيلة للسقوط بل إن بعضها قد سقط فعلا . وحتي من يستطيع منهم أن يعيد بناء أحد تلك المنازل المتهالكة قبل أن تقع فوق رأسه فإنه يجد الحكومة تقف له بالمرصاد وتمنعه وتغرمه ومن ثم لا يدري الأهالي ماذا يفعلون؟.
كما ينقص العزبة العديد من الخدمات مثل الغاز الذي يسعي الأهالي لإدخاله إلي بيوت العزبة منذ فترة طويلة دون جدوي علي الرغم من نزول أكثر من لجنة لهذا الغرض كما لا يوجد في العزبة مدرسة ولا مستشفي ولا مخبز للعيش المدعم ولا مدرسة علي الرغم من وجودها في تلك المنطقة الحيوية.
"الموجز" قامت بجولة في المنطقة لترصد أحوالها علي الرغم من ريبة الأهالى وتحفزهم تجاه الوجوه الغريبة عن المكان.
في البداية قال سيد كامل هريدي إن البعض يحاول أن يشيع عن عزبة أولاد علام تواجد وانتشار البلطجية وأرباب السجون والحقيقة أن هذا غير حقيقي ورغم ذلك لا نقول أننا ملائكة فحالنا كحال كل الأماكن بها الصالح وغير الصالح وكلنا هنا أهل في بعضنا وحالنا أشبه بحال القري حيث يعرف الأهالي فيها بعضهم بعض جيدا وقد كانت أيام وأحداث الثورة خير شاهد علي أصالة معدننا والجميع يشهد بالدور الذي قام به أبناء عزبة أولاد علام حين خرجنا في فترة الفوضي لنحمي السفارات والشوارع المحيطة بالعزبة وتأمينها من أي خطر قد تتعرض له.
وأضاف أن الأهالي في العزبة معظمهم حرفيين وأرزقية غير أن هناك أيضا نسبة من المتعلمين والموظفين والمشكلة الحقيقية التي تواجه الأهالي دون أن تجد حلا هي مشكلة وقف تراخيص الإحلال والتجديد لبيوتنا لكونها علي أرض حكر ملك لوزارة الأوقاف وهذه كارثة تهدد حياتنا كل يوم فالبيوت معظمها من الطوب اللبن وآيلة للسقوط في أي لحظة والأهالي لا يملكون رفاهية ترك المكان ومن امتلك القدرة علي إعادة بناء مسكنه بصورة تحفظ له كرامته وأدميته تمنعه الدولة ولا تقدم له حلولا في المقابل وكأنهم يريدون لنا أن نعيش في خرابات وفوق رقابنا سيف الموت يقطف أرواحنا في أي لحظة.
وتابع نحن نطالب الدولة بحقنا في الحياة بآدمية وأن تتيح لنا فرصة إعادة بناء بيوتنا أم أنهم يريدون سقوطها حتي يستولوا علي الأرض ويسلمونها لرجال الأعمال.
وقال سيد نور الدين: لم ينالنا أي حظ أو نصيب من عمليات تطوير العشوائيات التي نسمع عنها وكأننا لسنا جزء من هذا البلد ونحن نعلم أن هناك الكثير من رجال الأعمال الذين يطمعون في عزبة أولاد علام لموقعها المميز جدا فنحن يحيط بنا العديد والعديد من السفارات والأماكن الهامة مثل سفارة فلسطين والسودان وجزر القمر وجيبوتي كما يسكن بالجوار أكثر من شخصية هامة مثل الدكتور عصام شرف رئيس الوزراء الأسبق والفنانة غادة عادل والمذيعة الكبيرة أمال فهمي وغيرهم وهذا يجعلنا مطمعا ولكننا نقول لمن يخطط للاستيلاء علي أرضنا أننا لن نترك بيوتنا ولن نفرط في شبر واحد منها أبدا فنحن لا نملك غيرها .
وأضاف أن هذه الأرض حكر منذ 120سنة والقانون يعطينا الحق في شرائها ولكن وزارة الأوقاف تبالغ جدا في الأسعار التي تعرضها علينا حيث ترغب في البيع لنا بسعر 2200 جنيه للمتر ونحن بسطاء وفقراء ولا نملك دفع هذه المبالغ.
وقال أمين حسين أحد شباب العزبة أننا نسمع بين الحين والآخر أن الحكومة تريد أن تأخذ بيوتنا لاستغلال الأرض في المشاريع الإستثمارية مع تعويضنا بمساكن بديلة في المدن الجديدة وهذا مرفوض لأن هذا الأمر يشردنا ويبعدنا عن مصدر رزقنا.
وأضاف أننا تعودنا ألا نثق في كلام الحكومة ونحن نريد تطوير العزبة بشرط ألا نغادرها إلي أي مكان أخر وهناك من لديهم سعة في الرزق واستطاعوا بناء مساكنهم ولكنهم قاموا بذلك بالمخالفة للقانون وهذه البيوت قد يتم إزالتها في أي لحظة.
وأكد أنهم كشباب يعانون من البطالة والوظيفة هي حقهم علي الدولة والواقع أن الدولة تعين الأغنياء وأصحاب الوساطات فعلي الأقل عليهم أن يتركونا في حالنا ويتركوا لنا بيوتنا حتي نجد مكان يؤينا.
وقال صابر طلبه أنه بالإضافة إلي المشكلة الرئيسية في العزبة الخاصة بالإحلال والتجديد للمباني فإن هناك مشاكل أخري مثل عدم وجود أي شكل من أشكال الرعاية الصحية فلا يوجد مستشفي أو وحدة صحية تقدم الرعاية للأهالي ونحن فقراء وبسطاء وفي أمس الحاجة لذلك كما أن مواسير المجاري ضيقة جدا وعلي وش الأرض تقريبا وهذا يسبب إنسدادها باستمرار فتطفح وترد في البيوت بسبب انخفاض مستوي البيوت عن سطح الأرض وهذا يجعلنا نقضي أياما خارج المنزل.
وأضاف أن المياه أيضا ضعيفة جدا ولا تصل حتي إلي الدور الأول وذلك لأن الأبراج بمواتيرها تسحب المياه فلا نجدها ويجب إيجاد حل لذلك.
وقال مجدي إبراهيم عبدالله إن من المشاكل التي تعاني منها العزبة هي عدم دخول الغاز إليها حتي الآن علي الرغم من أهمية ذلك الشديدة لنا ولا يعقل أن نكون في قلب الدقي ولا نحصل علي تلك الخدمة حتي الآن.
وأضاف لقد أتت بالفعل أكثر من لجنة و فحصت العزبة وأقرت أن نسبة المباني الصالحة لدخول الغاز بلغت 65% وأنهم سيدرسون الموضوع قبل القرار النهائي ثم يذهبون ولا يعودون ولا ندري السبب في ذلك مع العلم أن أقل شارع بالعزبة يتراوح إتساعه بين 4 و6 و8 متر وكلها منشأة وفق تقييم هندسي معتمد من هيئة المساحة المصرية كما أن هناك أماكن شعبية أقل منا في عرض الشوارع ويصل عرض شوارعها أحيانا إلي 2 متر ومع ذلك دخل إليها الغاز الطبيعي ولا ندري سر تعنت المحافظة معنا وهذا يعزز من شكوكنا في أنهم يريدون إبعادنا عن المكان والاستيلاء علي أرضنا وهذا محال لأننا لن نترك أرضنا أبدا مهما حصل.
وأكد علي ضرورة سعي الحكومة لتطبيق مبدأ العدالة الإجتماعية من خلال الاهتمام بالمناطق العشوائية كما تهتم بمناطق الأغنياء.
وقال أحمد جاد الكريم أنا رجل كبير في السن تجاوزت الستين وأنا أرزقي علي باب الله وصحتي حاليا لا تسمح لي بالعمل إلا قليلا وأسكن في هذا المنزل المتهالك وقد صدر بحقه قرار إزالة منذ 5سنوات غير أنني لا أملك مكاننا أخر أذهب إليه وأعيش فيه مع أسرتي المكون من زوجتي وأربعة أولاد ويمر علينا كل لايوم دون أن ندري هل سيكتب لنا عمر ليوم جديد أم سيسقط علينا هذا البيت ونحن نيام.
وأضاف: كل دخلي هو معاشي الذي يبلغ 360جنيه فماذا أفعل بهم وكيف أعيش وأنا مريض ولا أعمل فأنا مريض بمرض صدري وأتنفس بالكاد وأطالب الحكومة أن تساعدني في إعادة بناء بيتي فلا مأوي لنا غيرة وإن سقط علي رأسي فلن أتركه لأن إن تركته فلا مكان أذهب إليه سوي الشارع والموت بين جدرانه أفضل في الشارع.

بالوقائع.. مؤامرة حكومية كبرى على الرئيس السيسى


«حادث» انقطاع الكهرباء عن مبنى الإذاعة والتليفزيون، الذى يٌعد رمز إرادة الأمة، ومن قبله انقطاع التيار عن مدينة الإنتاج الإعلامى، وما يحدث داخل دواوين وإدارات وزارات الكهرباء، والتربية والتعليم والداخلية والتموين، يندرج تحت عنوان المؤامرة على الرئيس يقودها تحالف الإخوان والمتعاطفون معهم من جهة، وإمبراطورية الفساد والإهمال من جهة ثانية. 
 
السيد الرئيس، تعلم أن ملايين المصريين الذين خرجوا لاختيارك رئيسا للبلاد فى شبه إجماع شعبى، كان بهدف جوهرى، إعادة هيبة الدولة، والضبط والحسم، وإعلاء شأن دولة القانون، ولكن وبمرور الوقت، بدأت خيوط الحكومة المركزية التى تربطها، بالإدارات والوحدات المحلية  فى المحافظات المختلفة، فى الضعف والترهل وفى طريقها إلى التقطع والانهيار. 
 
السيد الرئيس، فقدت الحكومة المركزية شبه السيطرة على الإدارات والمؤسسات فى الأقاليم المصرية، وحالة من العصيان العمدى مبعثه أمران، الاختلاف السياسى والأيديولوجى، ويقوده أعضاء جماعة الإخوان الإرهابية والمتعاطفون معها، والثانى، الفساد والإهمال الذى عشش فى كل ركن من أركان المؤسسات. 
 
خذ على سبيل المثال لا الحصر، ما يحدث فى 3 وزارات فقط الداخلية والكهرباء والتموين، ونبدأ بالكهرباء ، حيث تحولت  الإدارات والهيئات إلى مستعمرة إخوانية، يسكنونها مثل «الوطاويط»، ويعبثون فيها فنيا وإداريا، ويمتلكون خرائط أماكن ومفاتيح التحكم فى الكهرباء، تحت سمع وبصر كبار المسؤولين،  ليحولوا البلاد إلى ظلام دامس، ويقطعون التيار عن المؤسسات الاستراتيجية، مثلما حدث فى مبنى ماسبيرو، وهنا مكمن الخطر، فالذى استطاع أن يقطع الكهرباء، يستطيع أن يلقى بيانا كارثيا، يحول البلاد إلى فوضى عارمة.  
 
أما وزارة الداخلية، فحدث ولا حرج، فإذا ساقك حظك العثر وتعرضت لتهديد واضح وجلى من بلطجى، محاولا الاستيلاء على ممتلكاتك، وتعريض حياتك للخطر، وذهبت إلى أقرب قسم شرطة، بمجرد أن تطأ قدماك القسم، تصيبك الصدمة من رد فعل السادة الضباط وباقى أفراد الشرطة، الذين لا يحرك لهم ساكنا ويكتفون فقط بتحرير المحاضر، ولا يتحركون إلا بعد سقوط ضحايا لإجراء المعاينة، ونقل الجثث إلى المشرحة، ثم سرعان ما ينصرفون عائدين لمكاتبهم، وإذا قررت الاستعانة بالقيادات العليا بالوزارة للتدخل، تصاب بصدمة بالغة، لأنك ببساطة ستجد ضابطا صغيرا، أو أمين شرطة يضرب بالتعليمات الصادرة له من قياداته العليا عرض الحائط، بمنتهى الأريحية، واضعا ساقا فوق ساق، فى حين أن مثل هؤلاء، وهم القلة المتحكمة والمسيئة، يتجاوزون فى حق المواطنين الأبرياء. 
 
أما وزارة التموين، فقد حققت كل الإنجازات على الأرض من ارتفاع فى الأسعار، لم تشهد البلاد له مثيلا من قبل، وتحميل الغلابة والفقراء أعباء فوق أعباء، وارتباك وسوء تخطيط بالغ السوء. 
 
السيد الرئيس، رغم هذا الأداء فى الوزارات، فإن الحكومة لا يحرك لها ساكن لحمل مشرط البتر وإجراء عمليات التطهير للحفاظ على جسد الأمة من الشلل، ومن بعده الموت، لا قدر الله. 
 
سيدى الرئيس، أمام حضرتك مؤامرة خطيرة، وواضحة المعالم،  أبطالها الإخوان والفساد، ومن خلفهما إعلاميون منقلبون، وعليك الإسراع الآن وليس غداً، بتجهيز خطة حربية لتطهير المؤسسات والإدارات من هذا التحالف الخطير والمرعب، فى ظل قبول ورضا كبير من الرأى العام حاليا، لأن الغد  غير مضمون، وأن مصر مثل البحر، يوما مياهه صافية ورائعة، ويوما هائجا، وأمواجه تصل ارتفاعاتها إلى أمتار.
 
 دندراوي الهواري