الجمعة، 13 يونيو 2014

المحللة السياسية الامريكية كارين ماكويلين تكشف صفقات أوباما السرية مع الجماعات الإرهابية فى مصر



انتقدت المحللة السياسية كارين ماكويلين , تصرف الرئيس الأمريكى باراك أوباما جراء الصفقة التي جرت مع طالبان لإطلاق سراح الرقيب الأمريكي بيرجدال في مقابل تحرير معتقلو جوانتنامو الخمسة.

 وأوضحت فى مقالها المنشور بجريدة "أمريكان ثينكر" الأمريكية، أنه ينفصل تماماً عن رد الفعل الغريزي للإمريكيين تجاه خيانة بيرجدال لزملائه ولجنود ولبلاده، حيث حاول كل من أوباما وكيري أن يصور كذباً هذا الجندي الهارب كبطل.

 كما تناول المقال علاقة أوباما الوثيقة بجماعة الأخوان المسلمين التي تتجاوز حدود الاسترضاء أو التعاون، بل تصل إلى حد العمل من أجل مصلحة الأعداء، كما وصفتهم كارين، التي ترى أن سياسات أوباما تهدف إلى تمكين الجهاديين من السيطرة على الغرب.

 ردود أفعال غريبة

 وتقول كارين: "قبل الاندفاع إلى الثرثرة المعتادة حول عدم كفاءة أوباما، ورغبته في الحصول على اهتمام المحاربين القدماء، واعتقاده الخاطيء في براعته الخارقة في التفاوض مع أنظمة الحكم الإسلامية، من المهم التوقف لإمعان النظر في سبب ردود أفعال أوباما التي تتسم بالسلبية والاختلاف عن ردود أفعال الأمريكيين". انتقدت كارين رد فعل أوباما تجاه هجوم الحادي عشر من سبتمبر 2012 الذي حدث على القنصلية الأمريكية في بنغازي، وبدلاً من أن يتوجه مسرعاً إلى مكانه في غرفة العمليات ويتابع محاولة الإنقاذ، وهو رد فعل أي أمريكي طبيعي، توجه أوباما إلى سريره لينال نوماً هنيئاً من أجل جمع تبرعات فيجاس.

 وفيما يتعلق بالشأن الإيراني، تقول كارين: "لا يوجد أي رد فعل طبيعي من أوباما تجاه أسلحة إيران النووية، وعندما بدأت إيران تعاني من قسوة العقوبات الإقتصادية، رفع أوباما العقوبات الاقتصادية بالكامل عن طهران، واستعادت إيران أصولها المجمدة، وترك لها برنامجها النووي سليماً، وأخبر إسرائيل أنه ستكون هناك عواقب سلبية إذا ما جرى التخلص من منشأت إيران النووية، يبدو أنه يشعر بالارتياح تجاه إيران النووية، وهو ما يبدو أمراً غريباً بحق". 

تثبيت سلطة الإرهابيين في حكم مصر

 تؤكد كارين في مقالها أن أوباما لديه علاقة وثيقة بالجماعات الجهادية، وهو ما يتناقض مع ردود أفعال الأمريكيين تجاه تلك الجماعات. وتدلل على ذلك أنه عمل على تثبيت سلطة الإرهابيين في حكم مصر، بعد أن نجحت مصر في قمعهم لأكثر من ستين عاماً، وقد ساعد أوباما في الإطاحة بالرئيس مبارك، حليف الولايات المتحدة على حد وصفها، وبذل أوباما قصارى جهده لتسليم مصر إلى جماعة الأخوان المسلمون، التي وصفتها الكاتبة بأنها جماعة جهادية نازية.
 ويستمر أوباما في معاقبة مصر للتخلص من جماعة الأخوان والمضي في تنفيذ خارطة الطريق التي حددتها ثورة 30 يونيو من خلال حجز المساعدات العسكرية، كما ترى كارين أن الرئيس أوباما يخترق القانون الأمريكي بدعمه لحماس كجزء من حكومة الوحدة الوطنية الفلسطينية التي تضم فتح وحماس. 

تحالف مع العدو

 تذكر كارين أن إدارة أوباما سمحت لمنظمات الجبهة الرئيسية لجماعة الأخوان، الموجودة في الولايات المتحدة، بالتحكم في التدريب الخاص بالمباحث الفيدرالية الأمريكية لمكافحة الإرهاب، حيث تم إجبارهم على عدم الإشارة إلى مصطلح "الإرهابي الإسلامي".

 وتعتقد كارين أنه لا يمكن اعتبار السياسات التي يتبعها أوباما نوعاً من "الصواب السياسي"، فعندما يسلم رئيس أمن الوطن إلى الجماعات الجهادية لا يمكن اعتبار ذلك شيء آخر سوى تحالف مع العدو.
 تقول كارين: "الواقع أن سياسة أوباما تعزز الأهداف الإرهابية، وهو يدرك جيداً نهجه لتنفيذ ذلك، ولكنه يفعل ذلك سراً لأن إعلان تلك السياسة للرأي العام لن يحظى بشعبية واسعة، ويعتمد أوباما على الديمقراطيين في الكونجرس ووسائل الإعلام في تبرير أفعاله". 

وتختتم كارين مقالها واصفة أوباما بأنه يقف في منطقة رمادية مع الجهاديين ويتشارك معهم على قدم المساواة في الاستسلام والخيانة؛ ذلك أن سياسات أوباما تؤدي إلى تمكين الجهاديين من الهيمنة على الغرب.

من هي "داعش"؟ وما هي اهدافها؟




داعش... من الألف الى الياء

 الدولة الإسلامية في العراق والشام.. هذا هو اسمها الكامل الذي تم اختصاره بجمع الأحرف الأولى من الكلمات لتصبح "داعش"، إسم آخر لها يتم تداوله في المناطق التي تسيطر عليها في سوريا (والعراق)، حيث بات المواطنين يرمزون الى التنظيم بكلمة "الدولة". هو تنظيم مسلح ارهابي يتبنى الفكر السلفي الجهادي (التكفيري) ويهدف المنظمون إليه الى اعادة مايسموه "الخلافة الإسلامية وتطبيق الشريعة"، يتخذ من العراق وسوريا مسرحا لعملياته (وجرائمه).
 وأثار هذا التنظيم ( الارهابي) جدلا طويلا منذ ظهوره في سوريا، حول نشأته، ممارساته، أهدافه وإرتباطاته، الأمر الذي جعلها محور حديث الصحف والإعلام، وما بين التحاليل والتقارير، ضاعت هوية هذا التنظيم المتطرف وضاعت أهدافه و ارتباطاته بسبب تضارب المعلومات حوله. فئة تنظر اليه كأحد فروع القاعدة في سوريا، وفئة أخرى تراه تنظيم مستقل يسعى لإقامة دولة إسلامية، وفئة ثالثة تراه صنيعة النظام السوري للفتك بالمعارضة وفصائلها، وبين هذا وتلك وذاك... من هي داعش ؟

داعش في العراق.. أصولها ومسار تأسيسها

 على الرغم من أن هذا التنظيم حديث الظهور على الساحة السورية، الا أنه ليس بتشكيل جديد، بل هو الأقدم بين كل التنظيمات المسلحة البارزة على الساحة السورية خاصة والإقليمية عموماً. تعود أصول هذا التنظيم الى العام 2004، حين شكل الارهابي أبو مصعب الزرقاوي تنظيما أسماه " جماعة التوحيد والجهاد" وأعلن مبايعته لتنظيم القاعدة الارهابي بزعامة أسامة بن لادن في حينها، ليصبح ممثل تنظيم القاعدة في المنطقة أو ما سمي "تنظيم القاعدة في بلاد الرافدين". برز التنظيم على الساحة العراقية ابان الإحتلال الأمريكي للعراق، على أنه تنتظيم جهادي ضد القوات الأمريكية، الأمر الذي جعله مركز إستقطاب للشباب العراقي الذي يسعى لمواجهة الإحتلال الأمريكي لبلاده، وسرعان ما توسع نفوذ التنظيم وعديده، ليصبح من أقوى الميليشيات المنتشرة والمقاتلة على الساحة العراقية.

 في العام 2006، خرج الزرقاوي على الملا في شريط مصور معلنا عن تشكيل "مجلس شورى المجاهدين" بزعامة عبدالله رشيد البغدادي. قتل الزرقاوي في الشهر نفسه من اعلانه، وعين ابو حمزة المهاجر زعيما للتنظيم في العراق. وفي نهاية ال2006 تم تشكيل تنظيم عسكري يختصر كل تلك التنظيمات ويجمع كل التشكيلات الأصولية المنتشرة على الأراضي العراقية، إضافة الى أنه يظهر أهدافها عبر إسمه... "الدولة الإسلامية في العراق" بزعامة أبو عمر البغدادي.

من هو "أبو بكر البغدادي" أمير داعش؟

 في الشهر الرابع من العام 2010، وتحديداً 19 نيسان، قامت القوات الأمريكية بتنفيذ عملية عسكرية في منطقة الثرثار استهدفت منزلا كان فيه ابو عمر البغدادي وابو حمزة المهاجر وبعد اشتباكات عنيفة بين الجانبين واستدعاء الطائرات تم قصف المنزل ليقتلا معاً. وبعد اسبوع واحد اعترف التنظيم في بيان له على الانترنت بمقتلهما، وبعد حوالي عشرة ايام انعقد مجلس شورى الدولة الإسلامية في العراق ليختار ابي بكر البغدادي خليفة لأبي عمر البغدادي، والذي يمثل اليوم (أمير الدولة الإسلامية في العراق والشام، داعش)... فمن هو هذا الأمير ؟

 إبراهيم بن عواد بن إبراهيم البدري المولود عام 1971 في مدينة سامراء العراقية، له العديد من الأسماء والألقاب، "علي البدري السامرائي"، " أبو دعاء "، الدكتور إبراهيم، "الكرار"، واخيراً " أبو بكر البغدادي". هو خريج الجامعة الإسلامية في بغداد، درس فيها البكالوريوس، الماجستير والدكتوراه، وعمل أستاذاً ومعلماً وداعية. ولد البدري في عائلة تتبع العقيدة السلفية التكفيرية، ووالده الشيخ عواد من وجهاء عشيرة البوبدري العراقية، وأعمامه دعاة في العراق حسب ما يشاع.

 بدأ البغدادي نشاطاته منطلقا من الجانب الدعوي والتربوي الا أنه ما لبث أن انتقل الى الجانب الجهادي، حيث ظهر كقطب من اقطاب السلفية الجهادية وأبرز منظريها في محافظتي ديالى وسامراء العراقيتين. أولى نشاطاته بدأت من جامع الإمام أحمد بن حنبل، مؤسساً خلايا مسلحة صغيرة في المنطقة، قامت بعدد من العمليات الإرهابية وشاركت في حروب الشوارع التي شهدها العراق في السنوات الماضية. انشأ بعدها اول تنظيم اسماه "جيش اهل السنة والجماعة" بالتعاون مع بعض الشخصيات الأصولية التي تشاركه الفكر والنهج والهدف، ونشّط عملياته في بغداد، سامراء وديالى، ثم ما لبث ان انضم مع تنظيمه الى مجلس شورى المجاهدين حيث عمل على تشكيل وتنظيم الهيئات الشرعية في المجلس وشغل منصب عضو في مجلس الشورى حتى إعلان دولة العراق الإسلامية.

 جمعت أبي بكر البغدادي، علاقة وثيقة بأبي عمر البغدادي، وصلت الى حد أن الأخير أوصى قبل مقتله بأن يكون أبي بكر البغدادي خليفته في زعامة الدولة الإسلامية في العراق، وهذا ما حدث في السادس عشر من أيار 2010، حيث نصّب ابو بكر البغدادي اميراً للدولة الإسلامية في العراق.
 للدولة الإسلامية في العراق تاريخ دموي طويل، فمنذ تولي أبي بكر البغدادي زعامة هذا التنظيم (وبعيداً عن ما نفذته القاعدة قبله في العراق في عهد الزرقاوي ومن تبعه) قام التنظيم بتنفيذ عدد كبير من العمليات والهجمات الإرهابية التي حصدت ارواح الآلاف من العراقيين، اشهرها كانت عملية مسجد أم القرى في بغداد التي أسفرت عن مقتل النائب العراقي خالد الفهداوي، وهجمات انتقامية لمقتل زعيم تنظيم القاعدة السابق اسامة بن لادن، حيث شن عدة عمليات ارهابية في العراق ادت الى استشهاد المئات من رجال الجيش والشرطة العراقية والمواطنين، وتبنى عبر الموقع الإلكتروني التابع لتنظيم القاعدة في العراق اكثر من 100 هجوم انتحاري انتقاما لمقتل بن لادن، تلاها عدًة عمليات في العراق كعملية البنك المركزي، ووزارة العدل، واقتحام سجني أبو غريب والحوت.

داعش في سوريا

 من كلمة "شام" أوجد الحرب الأخير من كلمة "داعش" ففي حين كان التنظيم يدعى الدولة الإسلامية في العراق، إستغل البغدادي الأزمة التي اندلعت في سوريا والفوضى التي حصلت هناك ليعلن دخوله على خط المواجهات في سوريا، وكباقي التنظيمات التكفيرية المسلحة والمرتبطة بالقاعدة، وجد البغدادي وتنظيمه مساحة خصبة على الأراضي السورية لممارسة إجرامهم وتكفيرهم بالإضافة الى استغلال الفوضى لتحقيق المكاسب وتوسيع النفوذ، ومن الحدود السورية الواسعة مع العراق، دخل تنظيم "الدولة" الى الأراضي السورية، الى شرق سوريا بالتحديد تحت شعار"نصرة أهل السنة في سوريا" معلنا الحرب على النظام السوري.

 بدأ تواجد القاعدة في سوريا مع ظهور تنظيم "جبهة النصرة" بقيادة أبو محمد الجولاني، أواخر سنة 2011، وسرعان ما نمت قدراتها لتصبح في غضون أشهر من أبرز الجماعات المسلحة في سوريا، ومع إعلان النصرة مبايعتها لتنظيم القاعدة في أفغانستان بقيادة الظواهري، بدأت التقارير الإستخباراتية والإعلامية والصحفية تتحدث عن علاقة النصرة بالدولة الإسلامية في العراق، وبدأ إعتبارها إمتدادا سوريا لذاك التنظيم المنتشر في العراق. وفي التاسع من نيسان عام 2013 وبرسالة صوتية بُثت عن طريق شبكة شموخ الإسلام، أعلن أبو بكر البغدادي دمج فرع تنظيم جبهة النصرة مع دولة العراق الإسلامية تحت مسمى "الدولة الإسلامية في العراق والشام"، وهنا بدأت قصة داعش.

داعش والنصرة

 بعد ذلك بفترة قصيرة خرج أبو محمد الجولاني (أمير جبهة النصرة) بتسجيل صوتي يعلن فيه عن علاقته مع دولة العراق الاسلامية لكنه نفى شخصيا او مجلس شورى الجبهة ان يكونوا على علم بإعلان البغدادي عن إندماج التنظيمين، فرفض فكرة الاندماج واعلن مبايعة تنظيم القاعدة في افغانستان بقيادة الظواهري. وعلى الرغم من العمليات المشتركة التي خاضتها " النصرة وداعش" الا أن حربا باردة تدور بين التنظيمين على الأراضي السورية منذ إعلان البغدادي.

 يحمل كل من النصرة وداعش، فكراً متشدداً تكفيرياً واحداً، يعملون بنهج السلفية الجهادية، ويؤمنان بقيام الدولة الإسلامية في الشام، إلا أن الفرق بين التنظيمين يكمن في قربهم من الواقع السوري ومراعاتهم لهذه الخصوصية، فالنصرة قامت مع المرحلة الأولى من الأزمة السورية في نهاية العام 2011، واكتسبت خبرة ودراية بواقع المجتمع السوري الذي يعيش في كنف دولة علمانية وعليه تخرج جبهة النصرة الى العلن بنسبة من التطرف أقل من تلك التي تنتهجها داعش في علاقتها مع المجتمع السوري، خاصة وأن داعش حديثة الدخول على الأزمة السورية، ولم تنتهج مسارا لتكون مقبولة، بل فرضت بالقوة نفوذها والقبول بها في المناطق المسيطر عليها من قبلها.

 تأسست النصرة من زعماء سوريين بينهم من كان معتقلا في السجون السورية واستفاد من العفو العام، وبينهم من كان يمارس الدعوة سرياً في سوريا قبيل اندلاع الأزمة، وآخرين كانوا منضوين تحت لواء القاعدة وقاتلو في بلدان أخرى كالعراق وأفغانستان والشيشان وعادوا مع بداية الأزمة في سوريا للقتال فيها كما هي حال أمير جبهة النصرة ابو محمد الفاتح "الجولاني" وهو جامعي سوري الأصل قاتل في العراق والشيشان وبلدان أخرى، مع وجود عدد كبير من الأجانب في صفوفها. أما من ناحية داعش فهي تعتمد بشكل كبير على العنصر الأجنبي المقاتل الذي يغلب عددياً على العنصر السوري ان كان في مواقع القيادة أو بين المقاتلين، وهذا ما قد يفسرمراعاة النصرة لخصوصيات المجتمع السوري، بينما لا تقر الدولة بمبدأ أن كل من شارك في الثورة له الحق في تقرير مستقبل سوريا، وترى أن الدولة قائمة فعلا من خلالها.

 واستقطبت "داعش" أتباعاً كانوا ضمن جبهة النصرة، وكان عددهم كبيرا وخاصة بمدينة حلب بعد إعلان البغدادي للدولة الإسلامية في العراق والشام. كما انضمت إليها فصائل كاملة منها مجلس شورى المجاهدين بقيادة أبو الأسير الذي عينته الدولة أميرا على حلب. كما انضم إلى "الدولة" مقاتلون سابقون في فصائل الجيش السوري الحر من عناصر حركات أحرار الشام والتوحيد وغيرها.

داعش والجيش الحر

 أما عن العلاقة التي تربط داعش بما يسمى "الجيش السوري الحر" فهي أكثر توتراً ودموية من تلك التي تربط داعش بالنصرة، حيث وصلت سياسة تكفير داعش للأنظمة والدول والفصائل الى إعتبار أي فصيل في "الجيش الحر" من الكافرين. وقد دارت بين الطرفين معارك طويلة مع جميع الكتائب التابعة للحر المنتشرة على الأراضي القريبة من مناطق نفوذ داعش او التي تقع على الخط التي رسمته داعش لدولتها. وفي حين اتهمت داعش الجيش الحر بالإرتداد عن الدين الإسلامي وتعاملهم مع النظام السوري، واتخذتها ذريعة لمهاجمة الحر وضرب كتائبه، تتحدث تقارير عن أهداف مادية خلف الصراع الذي يدور بين داعش والحر، خاصة حول النفط والمعابر الحدودية، وهذا ما بدا جلياً في أماكن الصراع في ريف حلب والحسكة. وقد دارت المعارك بين الطرفين في إطار محاولات السيطرة على المناطق النفطية والآبار في الحسكة والرقة خصوصاً، وحول المعابر الحدودية مع تركيا خاصة كما حصل في إعزاز عند معبر باب السلامة أو كما حصل منذ مدة قصيرة عند معبر باب الهوى.

 ومنذ أن أعلنت داعش حملتها العسكرية على الجيش الحر بعنوان "نفي الخبيث" تستهدف "عملاء النظام، ومن قام بالاعتداء السافر على الدولة الإسلامية في العراق والشام"، خاضت معارك عديدة مع الجيش الحر ساهمت خلالها في إضعاف هذا الجيش حيث استهدفت معظم كتائبه، حيث قامت في وقت سابق باعتقال سرية تابعة لـ«كتائب الفاروق» في مدينة حلب بسبب مشكلة قديمة عند معركة معبر تل ابيض. كما قامت داعش في وقت سابق أيضا بإرسال سيارة مفخخة إلى مقر جماعة "أحفاد الرسول" في منطقة سكة القطار في الرقة، وقتل ما يقارب 40 عنصراً من "أحفاد الرسول". كما قامت "داعش" بتفجير سيارة في مركز تابع «للواء الله اكبر» في منطقة البوكمال وأدت الى مقتل شقيق قائد اللواء.

 بالإضافة المعارك التي شهدتها منطقة إعزاز بين داعش ولواء عاصفة الشمال على خلفية إشكالات بين عناصر الطرفين، ما أدى الى انسحاب لواء عاصفة الشمال من إعزاز وتفتته فيما بعد وسيطرة داعش على المدينة، وذلك بعد أن فشلت التهدئة التي تمت المصادقة عليها بوساطة جبهة النصرة بين الطرفين. وفي أحدث الإشتباكات بين الطرفين اتهم الجيش الحر داعش بالوقوف خلف الهجوم الذي استهدف مقاره ومنشآته بما فيها مخازن الأسلحة التابعة له عند معبر باب الهوى بين سوريا وتركيا.

داعش والأكراد

 وفي إطار سعي داعش للسيطرة على المنطقة الحدودية شمالاً وشرقاً اصطدمت داعش بالمناطق التابعة للتنظيمات الكردية في شمال شرق سوريا وتحديدا في مناطق الحسكة والقامشلي وعندان، حيث اندلعت الإشتباكات بين داعش وقوات حماية الشعب الكردي بعد أن قامت داعش بالسيطرة على تلك المناطق، محاولة فرض سلطتها فيها وتطبيق الشريعة الإسلامية فيها( حسب وصفها)، حيث ارتكبت أكثر من مجزرة بحق الأكراد بعد ان تم تكفيرهم واتهامهم بالتعاون مع الخارج والعمل لصالح النظام.

 ودارت إشتباكات عنيفة بين الطرفين تمكن خلالها الأكراد من إستعادة مناطقهم في شمال وشمال شرق سوريا، طاردين داعش ومقاتليها من تلك المناطق، فيما فرضت الأخيرة حصاراً على تلك المناطق مستمر حتى الآن منذ حوالي الشهرين، وآخر ممارسات داعش وانتهاكاتها بحق الأكراد كان قيامها بخطف حوالي ال120 مواطناً كردياً بينهم نساء وأطفال من محيط مدينة أعزاز بريف حلب، إضافة الى محاصرتها لمدينة منبج وارتكاب أعمال العنف والقتل بحق أبناء المدينة من الأكراد.

مناطق نفوذ داعش

 تنتشر داعش اليوم على امتداد قوس كبير في الشمال السوري، يبدأ من الحدود العراقية السورية ويمرّ في دير الزور والرقة التي باتت تسيطر عليها بشكل كامل، وصولاً إلى جرابلس ومنبج والباب وإعزاز شمال حلب، إضافةً إلى شمالي إدلب قرب الحدود التركية، وتسعى دائماً للتوسع في نفوذها عبر قضم مستمر للمناطق المحيطة بالأراضي التي تسيطر عليها، وما تلبث أن تعلنها تابعة للدولة الإسلامية، فما هي هذه الدولة و كيف تتم إدارتها ؟ كيف يعيش المواطنون السوريون بظل "الدولة" عليها وما طبيعة القوانين التي تحكمهم ؟ كيف يتم التعامل مع الأقليات وأصحاب التوجهات المختلفة عن داعش في هذه الدولة ؟ وزارات للدولة ومقار رسمية لها... محاكم شرعية، إعدامات ميدانية، علاقات مع إستخبارات أجنبية و عربيةـ أطفال في جيش هذه الدولة وفي سجونها ؟

الخميس، 12 يونيو 2014

التفاصيل الكاملة للاتصالات السرية بين أمريكا وحماس


ذكرت مصادر دبلوماسية كبيرة أن الولايات المتحدة الامريكية اجرت محادثات سرية مع حركة حماس خلال الستة شهور التي سبقت توقيع اتفاقية المصالحة الفلسطينية، والتي ساهمت في موقف الادارة الأمريكية باعلانها الاستمرار في التعاون مع الحكومة الفلسطينية الجديدة.

هذا ما نقله موقع صحيفة "يديعوت احرونوت" عن موقع "باز فيد" الأمريكي على الانترنت والذي نسبه لمصادر دبلوماسية كبيرة، والتي أكدت بأنه جرى خلال الستة شهور الماضية العديد من اللقاءات التي جمعت بين مسؤولين من الادارة الأمريكية وقيادات من حركة حماس، وكانت تجري هذه اللقاءات بشكل سري في مصر والاردن وقطر.

وأشار الموقع إلى أن هذه اللقاءات مع حماس هي التي ساهمت بالموقف الأمريكي باستمرار التعاون مع حكومة الوحدة الوطنية، حيث جرى بحث العديد من القضايا في هذه الاجتماعات وعلى رأسها المصالحة الفلسطينية، وأعطت حماس عبر هذه اللقاءات وعودا للادارة الأمريكية بالاستمرار في محافظتها على اتفاقية الهدنة، كذلك موافقتها على اقامة انتخابات برلمانية فلسطينية ديمقراطية، وكذلك سعيها للتوصل الى سلام في المنطقة.

وقد نفت الادارة الأمريكية ما نشر عن لقاءات سرية مع حركة حماس، معتبره ما يتم نشره مجرد اكاذيب ولم يجر أي اجتماع مع قيادات في حركة حماس.

واستخف مسؤول اسرائيلي أمني كبير سابق، بالضجة التي تثيرها حكومته حول ما نشر عن اتصالات بين الادارة الأمريكية وحركة حماس. واعتبرها "حملات اعلامية تحريضية تدخل في اطار الأزمة المتفاقمة في العلاقات الاسرائيلية الأمريكية". وقال إن "كل اللاعبين على مسرح الشرق الأوسط يتحدثون مع حماس، وإسرائيل في المقدمة". واضاف: مصر تتحدث مع حماس، رغم انها تتهمها بدعم وإدارة عمليات الارهاب ضدها والأوروبيون يتحدثون مع حماس، رغم انهم يعتبرونها تنظيما إرهابيا محظورا، وأبو مازن (الرئيس الفلسطيني محمود عباس) يتحدث إلى حماس مع انه يعرف انها تهدد كيانه.

وردا على سؤال : إن كانت حماس بهذه القوة حتى يتدفقوا على بابها بالجملة، قال المسؤول الاسرائيلي السابق، والذي يعمل حاليا في السلك الأكاديمي: "بالعكس. يتحدثون إليها بسبب ضعفها. فهم يعرفون أنها بحاجة الى كل اتصال وكل دولار، بعدما خسرت علاقاتها الاقليمية بالكامل، مع مصر ومع ايران وسوريا وحزب الله. وخسرت التمويل الايراني الكبير بقيمة 300 مليون دولار في السنة. وخسرت 460 مليون دولار من هدم الأنفاق على حدود قطاع غزة مع مصر. ولم يعد بمقدورها الصمود في تغطية نفقات ورواتب كوادرها، البالغة 37 مليون دولار في الشهر. وأزمتها تفاقمت أكثر بعد صدامها مع مصر، فأصبحت في حصار خانق. ولم يبق لها سوى قطر، وهذه لا تقدم لحماس خدمات مجانية. بل لديها أجندة منسقة بشكل كامل مع واشنطن، وقد أعدوا دورا لحركة حماس وهي تؤديه بلا تردد، لأنها في أزمة".

ويعتقد على نطاق واسع أن الولايات المتحدة لا تقطع الصلات مع حماس، بل تحاور هذه الحركة الإسلامية، على الدوام، بهدف الضغط على الرئيس الفلسطيني محمود عباس وتقديم تنازلات في ملف المفاوضات وما يتفرع عنه من قضايا معقدة وشائكة.

و أوصح الدبلوماسي سبب الضجيج الاسرائيلي الصاخب ضد هذه الاتصالات،قائلا : "القادة الأمنيون والسياسيون في عهد هذه الحكومة (بقيادة بنيامين نتنياهو)، يفضلون ان تتم الاتصالات مع حماس من خلال قنوات اسرائيلية وليس بشكل مباشر مع واشنطن. وهذا طلب أناني ولكنه صحيح في الوقت نفسه. فنحن نعيش هنا في قلب حماس ومناطق سيطرتها، نعرف دقائق الأمور عنها ونعرف كل شيء عن الشخصيات القيادية منذ ولادة كل منهم، ونعرف نقاط ضعفهم ونقاط قوتهم. وفي عهد سياسات الكذب والتحايل، وجودنا في غرف الاتصالات يكون مجديا أكثر للولايات المتحدة وأوروبا". وأضاف ردا على سؤال آخر: "اللهجة الغاضبة جاءت بسبب العلاقات الثنائية بين البلدين (اسرائيل والولايات المتحدة) وليس بسبب مبدأ المحادثات. ففي زمن ايهود اولمرت مثلا لم تكن هذه الاتصالات مزعجة لاسرائيل". 


ويشير المسؤول الاسرائيلي السابق إلى أن الاتصالات بين حماس والولايات المتحدة تجري ليس منذ ستة شهور بل منذ عقدين من الزمن على الأقل. وأنها تمت في عهدي الإدارات الجمهورية والديمقراطية في الولايات المتحدة على السواء. وقد زادت وتضاعفت وتيرتها في عهد الرئيس باراك اوباما، الذي يجريها ليس فقط لأسباب تكتيكية، بل لأسباب مبدئية. ويضيف: "أوباما مقتنع بأن السبيل لمحاربة تيارات الاسلام السياسي بمجمله هي سياسة خاطئة وفاشلة وكلفت الشعب الأمريكي الوف الضحايا. وهو يؤمن بأن هناك أوساطا اسلامية معتدلة ينبغي التعاون معها وتشجيعها وإن أمكن، حتى التحالف معها في مواجهة المد الشعبي الجارف لقوى التطرف. وأضاف: "وزير الخارجية جون كيري أيضا شريك في هذا المبدأ وكان قد بدأ الاتصالات مع حماس عندما كان يشغل منصب رئيس لجنة الخارجية والأمن في مجلس الشيوخ. وقد أجرى في حينه سلسلة لقاءات في اللجنة مع مسؤولين سابقين مثل مادلين أولبرايت، وزيرة الخارجية الأسبق، والأدميرال ويليام فالون، وزير الدفاع الأسبق، وداليا مجاهد، مديرة الدراسات الإسلامية في معهد جالوب، وإيبوباتل مدير برنامج «شباب من كل الأديان»، وزينيو باران الزميل في معهد هدسون. وقد وجه اليهم الأسئلة التي تصب في خدمة أفكاره هذه قبل أن يصل الى البيت الأبيض مسؤولا للعلاقات الخارجية في ادارة اوباما.

وقال المصدر الاسرائيلي المذكور اعلاه إن اسرائيل تدير هي الأخرى حوارا مع حماس على طريقتها، وليس فقط في اطار صفقة تبادل الاسرى مقابل الجندي الاسرائيلي جلعاد شليط ولا حتى محادثات التهدئة – "فكبار مسؤولي المخابرات وغيرها من الأجهزة السرية، يلتقون قادة حماس المسؤولين المعتقلين في السجون ويتحدثون معهم في الكثير من القضايا السرية. وفقط في الشهر الماضي أضيف قائد جديد من حماس إلى هؤلاء الأسرى، هو الشيخ محمود محمد عيسى طعمة (63 عاما)، عضو محلس الشورى لحركة الاخوان المسلمين الدولية ورئيس لجنة المراقبة فيها. فهذا الرجل الذي يعيش في السعودية كان محط أنظار المخابرات الاسرائيلية. وقد وصل قبل شهر الى جسر اللنبي في طريقه الى الضفة الغربية فاعتقلته اسرائيل. وقد تكلم طعمة خلال التحقيق معه فكشف العديد من الأسرار، وبينها قنوات اتصال جديدة مع الولايات المتحدة لم تكن معروفة لاسرائيل.

خطة تنظيم الإخوان الدولي لـ ( فتح أوروبا )



ضابط مخابرات بريطاني طالب حكومته بالتحالف مع "الإخوان" عام 2004م .. وسلطات "تاور هامليتس" دعمت مؤسسة قرطبة بـ 34 ألف جنيه إسترليني في 2006 !

المخابرات الهولندية حذرت في 2009 من العلاقات المشبوهة للإخوان.. وذكرت في تقريرها السنوي أنها تعمل على إفساد الحياة السياسية بأمستردام

 بالوقائع التفصيلية : "المخابرات البريطانية" دعمت "الجماعة الإرهابية".. فوضع الإخوان خطة سرية لاختراق مراكز صنع القرار الأوروبي !

الخطة اعتمدت السيطرة على أبناء الجالية الإسلامية.. و"إبراهيم الزيات" تولي الإشراف على عملية تجنيد الشباب .. و"رابطة الإخوان" أصبحت بديل "المجلس الإسلامي" الرسمي أمام انجلترا

بأنفاس لاهثة.. بدا تنظيم الإخوان الدولي، وكأنه يسابق الزمن داخل "أرض الميعاد اللندنية".. فالمستور، أصبح على وشك الظهور..  وما خطَّه "حكماء التنظيم" - في الماضي - من بروتوكولات..سيُفَجّر في وجههم مزيدًا من الأزمات (!).. لذلك.. كان من السهل أن تتوقع قيادات التنظيم، أن "الحكومة البريطانية"، قاب قوسين أو أدنى من أن تسدد لوجهها وابلًا من اللكمات.. فكان أن بادرت - قبل أيام قليلة - بنشر إعلان "مدفوع" بصحيفة "الجارديان"، تطالب خلاله رئيس الوزراء البريطاني "ديفيد كاميرون" بإلغاء قراره بمراجعة أنشطة وأفكار الجماعة في لندن (!).. وهو القرار الذي كان قد اتخذه "كاميرون" بداية أبريل الماضي، عقب تزايد المخاوف البريطانية من أنشطة الجماعة في لندن.

وذكر الإعلان، أن تلك المراجعة تمثل خطرًا على الحريات البريطانية، وتدميرا لمعايير حقوق الإنسان، على حد وصفهم (!)

.. فما الذي كانت تخشاه الجماعة، على وجه التحديد.. ولم تستطع أجهزة "كاميرون" الاستخباراتية الوصول إليه من قبل (؟!).. هذا ما سنعرفه – تفصيلًا -  خلال السطور التالية.

** لم يُخطئ ضابط الاستخبارات الأمريكي "السابق" مايلز كوبلند (Miles Copeland) التقدير، عندما ذكر بين ثنايا كتابه (لعبة الأمم) أن أجهزة استخبارات، كل من: بريطانيا، والولايات المتحدة الأمريكية، وفرنسا، والاتحاد السوفيتي، نجحت في اختراق تنظيم الإخوان بقوة، من قمته.. فالعديد من تقارير الاستخبارات الغربية – فضلًا عن وثائق التنظيم الدولي، نفسها – تؤكد أن ثمة قنوات اتصال فعّالة بين العديد من هذه الأجهزة والجماعة.. وهي اتصالات، كانت تتم بين تلك الأجهزة، ورءوس التنظيم "الفاعلة" داخل العمق الأوروبي.

لكن.. ما غاب عن "كوبلند" ورفاقه داخل وكالات الاستخبارات الغربية، هو جانب التوظيف "الحركي" لهذه الاتصالات، من قبل الجماعة. . إذ أدركت قيادات التنظيم، منذ اللحظة الأولي، أن ثمة محاولات دءوبة من قبل أجهزة الاستخبارات الغربية، لتوظيف الجماعة.. وبالتالي.. كان أن قررت، هي الأخرى، الاستفادة بأكبر قدر من هذه الاتصالات لـ"شرعنة" وجودها داخل القارة العجوز، عبر توجيه خطاب "منمق" يُلاءم الذوق الغربي، بما يجعلها شريكًا رئيسيًا فيما يخص "الجاليات الإسلامية" بالخارج، دون الكشف عن حقيقة أفكارها.. ومن ثمَّ.. يحصل التنظيم على تذكرة مرور "مجانية"، للتحرك بين جنبات أوروبا، دون قيد أو شرط (!) 

ورغم وجود حالة من التشكك، لدي بعض الأجهزة الغربية، بشأن الخطاب الإخواني "المزدوج".. إلا أن ما أنتجته هذه الأجهزة من تقارير، حول الجماعة، لم يكن كافيًا، لفهمها وتحليل تحركاتها على المستوى الأوروبي، بشكل كبير.. إذ اكتفت هذه التقارير بعمليات الرصد "الشكلي" فقط، دون التطرق "بشكل عميق" لآليات تحرك الجماعة وتنظيمها الدولي، في أوروبا.

ففي حين أشارت وكالة الاستخبارات الهولندية ( (AIVD- ذات التأثير الأكبر على الرأي العام الهولندي –في تقريرها السنوي الصادر بالعام 2009م، إلى أن "الإخوان" كحركة سياسية إسلامية، تسعى للهيمنة على المجتمع الأوروبي، فضلا عن الجاليات المسلمة، عبر زرع أيديولوجياتها المتشددة.. كانت الصورة عند مركز ثقل تحركات التنظيم الدولي – نقصد "لندن" - تبدو مُغايرة تمامًا، إذ كان هناك اتجاه قوي، يدافع بكل قوة عن ضرورة الارتباط وتيار الإسلام السياسي..  وهو كما يبدو، للوهلة الأولى، خطا موازيًا للخط الذي أعادت الولايات المتحدة الأمريكية، وأجهزة استخباراتها إنتاجه "سراً" في التسعينيات، و"علنًا" مع بدايات الألفية الجديدة (!)

ففي وقت مبكر، وعقب أحداث 11 سبتمبر.. كانت العديد من "التكتلات السياسية" في بريطانيا، تدعوا إلي ضرورة خلق قنوات اتصال فعالة مع قوى الإسلام السياسي في الشرق الأوسط.. وكان أن شق هذه الاتجاه – بالتبعية - طريقه بقوة داخل منتدى الصراعات (Forward Thinking and Conflicts Forum)، الذي كان يهتم في المقام الأول، بالتركيز على قضية الصراع "الإسرائيلي – العربي"، إذ حثّ المنتدى – آنذاك – على ضرورة مشاركة أولئك المتشددين (سياسيًا أو دينيًا)، في عملية السلام مستقبلا. 

والمنتدى، عبارة عن جماعة ضغط (lobby)، تشكلت في العام 2004م، تحت رعاية كل من: "مارك بيري" (Mark Perry)، و"أليستير كروك" ( Alistair Crooke)، الذي دعا الغرب لضرورة "التحدث إلى الإسلاميين الذين يمكنهم التأثير على الأحداث"، مثل حماس وحزب الله وتنظيم الإخوان في مصر..  وللمفارقة أيضًا.. فإن"كروك"، كان ضابطًا بجهاز الاستخبارات البريطاني MI6 (!)

إذ ذاك.. وبعد حالة من التشكك في نوايا الحليف الرئيسي للحكومة البريطانية في مكافحة الإرهاب – نقصد المجلس الإسلامي البريطاني (MCB)- كان أن وجد "تنظيم الإخوان الدولي" في هذا الأمر، فرصة مناسبة، ليرث دور المجلس الإسلامي أمام الحكومة البريطانية، عبر الرابطة الإسلامية في بريطانيا (MAB)، و ما تفرع عنها من مؤسسات، مثل : مبادرة مسلمي بريطانيا (BMI)، ومؤسسة قرطبة.

** تأسست الرابطة في العام 1997م، بضاحية "كيلبرن" – كفرع "لندني" لتنظيم الإخوان الدولي – إذ كان تواجد التنظيم في بريطانيا يعتمد قبل تأسيس الرابطة على جماعة الطلاب المسلمين (MSS)، وفيدرالية المنظمات الطلابية (Fosis)، منذ ستينيات القرن الماضي.. ثم "بيت الرفاه الإسلامي"، الذي تم تأسيسه في العام 1970م.. وضمت الرابطة، حال تأسيسها، عددًا من الشخصيات الإسلامية البارزة في بريطانيا، مثل : كمال الهلباوي، وعزام التميمي، ومحمد صوالحة، وأنس التكريتي.. (كان الأخير – نقصد التكريتي – هو أحد حلقات الاتصال الرئيسية المكلفة من تنظيم الجماعة الدولي، بالتفاوض مع الحكومة البريطانية، مؤخرًا، لمنع إدراج الجماعة كمنظمة إرهابية).. في حين لعب "صوالحة" دورًا محوريًا بالعام 2005م، في تأسيس مؤسسة قرطبة، لتشجيع الحوار "ظاهريًا" بين الغرب والعالم الإسلامي.. كما أسس، في وقت لاحق مبادرة مسلمي بريطانيا (BMI)، خلال العام 2006م.

 وخلال الفترة التالية لتأسيس الرابطة الإسلامية..  دأبت قياداتها على نفي أي صلة لها بتنظيم الإخوان الدولي.. إذ نقلت بعض وسائل الإعلام الغربية، عن "أنس التكريتي"، الذي تولى قيادة الرابطة في العام 2004م، قوله: "إن كان للرابطة أن تحتفظ بحقها في الافتخار بالمفاهيم والمبادئ الإنسانية لجماعة الإخوان، فلها الحق، أيضًا، أن تحتفظ بحقها في الاختلاف مع الجماعة، أو أي منظمة أخرى".

ولم يكن ما قاله "التكريتي"، غريبًا على مسامع المجتمع الغربي – بأي حال من الأحوال – إذ دأب المتحدث السابق، باسم تنظيم الإخوان في لندن "د. كمال الهلباوي" على ترديد الأمر نفسه في أكثر من مناسبة.. وهو ما لم يكن له أي نصيب من الصحة .. لكن ما يعنينا، هنا.. هو أن طرح "الرابطة" لنفسها كجزء من أيديولوجية إسلامية شاملة – خلال تلك الفترة، وما تلاها – جعلها تستفيد من التمويل الرسمي للحكومة البريطانية (!)

وفي "يوليو" من العام 2006م، كان أن تم تخصيص مبلغ 34 ألف جنيه إسترليني (34،000 £)، لصالح "مؤسسة قرطبة" من قبل السلطات المحلية لتاور هامليتس (Tower Hamlets)، تحت بند أنشطة تهدف إلى مكافحة التطرف (رغم سحب جزء من هذا الدعم، في وقت لاحق، بعد عدد من الاعتراضات الداخلية).. ومع ذلك، وبالتزامن مع هذه المنحة الحكومية، كان أن تم إنشاء المجلس الاستشاري الوطني للمساجد والأئمة (MINAB)، بمشاركة أربع منظمات رئيسية منها "الرابطة الإسلامية في بريطانيا".. وخصصت الحكومة لهذا المجلس، منحة قيمتها 75 ألف و600 جنيه إسترليني ( £75,600 ) في أغسطس من العام 2007م.. وتم رفع سقف هذه المنحة لما قيمته 116 ألف جنيه إسترليني (£116,000) في سبتمبر من العام 2008م.

وكان لهذا التقارب "العميق" بين "الرابطة" والحكومة البريطانية، أثره المباشر، في إتاحة الفرصة لدائرة التنظيم الأوسع (اتحاد المنظمات الإسلامية في أوروبا) للتحرك بشكل أكبر مما كانت عليه، في السابق، إذ أسفر هذا الأمر – ربما للمرة الأولى – عن أن يتخذ الاتحاد، من العام 2006م، نقطة انطلاق جديدة لتوسعة نطاق أعماله.. ومن ثمَّ، كان أن لجأ لصياغة بروتوكولاته، داخل وثيقة "برامجية"، عرفت طريقها إلينا، قبل أيام.

.. ورغم أن الاتحاد اعتاد – في السابق – تحديث برنامجه، كل 4 سنوات، إلا أن هذه الوثيقة – على وجه التحديد – كانت أكثر تفصيلًا من غيرها، إذ كانت أقرب إلى وثيقة "متكاملة" تخطط لفتح أوروبا، على الطريقة الإخوانية، التقليدية (!)

** منذ سنوات تأسيسه الأولى، شرع "اتحاد المنظمات الإسلامية في أوروبا"، في التخطيط لبسط هيمنته على صانع القرار الأوروبي.. وبالتالي.. كان من الطبيعي أن يُمهّد "الاتحاد"، منذ البداية، الطريق للسيطرة على مختلف جوانب الحياة داخل المجتمع الغربي، بما يمكنه - فيما بعد - من خلق قاعدة "صلبة" تفرض نفسها على حسابات الحكومات الأوروبية، المختلفة.

لذلك.. كان أن وضع الاتحاد (أمانة لندن)، لنفسه، عدة آليات، تستهدف – في المقام الأول – اجتذاب الجاليات الإسلامية إلى جواره، بدعاوى : (التعريف بالإسلام والدعوة إلى قيمه السامية، ومساعدة المسلمين في أوروبا، وتفعيل دور المسلمين في إطار الوحدة الأوروبية وتحقيق حضورهم وتمثيلهم في المؤسسات الأوروبية، والسعي للاعتراف بالدين الإسلامي في الدول الأوروبية، وتوسيع الحوار الحضاري الثقافي بين المسلمين وغيرهم، والمساهمة في الجهود الرامية لحماية الحريات والدفاع عن حقوق الإنسان). 

وحتى يصبح "الاتحاد" أكثر تأثيرًا من الناحية الدولية، كان أن اعتمد آليتين رئيسيتين، عكستهما بشكل واضح برامجه المختلفة، هما :

أ - التواصل مع المسلمين في العالم (مؤسسات وهيئات). 

ب - تشجيع وإقامة مؤسسات جديدة والارتقاء بالمؤسسات الأعضاء.

 وحسبما تُبين الوثيقة، كان الاتحاد يستهدف خلال الفترة السابقة، لما عُرف بـ "ثورات الربيع العربي"، المجالات الآتية، بشكل أكبر :

1- مجال الدعوة.

2- مجال التربية والاستيعاب لشرائح المسلمين.

3- المجال الاجتماعي والثقافي. 

4- المجال الأكاديمي والفكري.

5- المجال التعليمي. 

6- المجال الشبابي والطلابي والنسائي. 

7- مجال التدريب وتأهيل الأطر.

8- المجال الرياضي والكشفي.

9- المجال الإعلامي والسياسي.

10- مجال العلاقات. 

. . وجميعها، مجالات يجب أن تتحرك خلالها بشكل متضافر كلٌ من : مؤسسات الاتحاد المركزية، وأقسامه ولجانه المركزية، ومؤسساته الأعضاء، إلى جانب العمل - خلال الدورة نفسها - على الانتهاء مما شرع الاتحاد في بنائه بالعام 2006م، من مؤسسات جديدة.. وهي: (مؤسسة ضغط أوروبية - مؤسسة للأئمة والدعاة - بيت الخبرة للتدريب - مركز للدراسات - مؤسسة إعلامية شاملة).. على أن تكون مؤسسة الضغط، وفقاً لما أوضحته الوثيقة، في صورة "مؤسسة حقوقية أوروبية"، يشرف عليها "قسم العلاقات"، الذي يشرف عليه "إبراهيم الزيات".

وكان من مقتضيات هذا الأمر التخطيط لعدد من الزيارات الميدانية للأقطار الأوروبية، تتراوح مددها بين الثلاثة والخمس أيام، وفق برنامج متفق عليه سلفاً، مع المؤسسات المعنية.. على أن تتضمن هذه الزيارات، مناقشة الجوانب : "الإدارية والمؤسسية والدعوية والتربوية والسياسية والإعلامية".. وعلى هذا.. كان أن تم توزيع زيارات الدول الأوروبية، خلال العامين (2007م، و2008م)، إلى مجموعتين:

المجموعة الأولى، وهي: روسيا، رومانيا، أوكرانيا، البوسنة، بلغاريا، كوسوفا، مقدونيا، ألبانيا، مولدوفا، المجر، التشيك، ليتوانيا، قبرص، اليونان، وبولندا (2007م).

المجموعة الثانية، وهي: هولندا، الدنمارك، إسبانيا، النمسا، بلجيكا، إيطاليا، تركيا، فرنسا، ألمانيا، أيرلندا، بريطانيا، سويسرا، النرويج، فنلندا، والسويد (2008م).

وحتى نهاية العام 2010م، كان أن استهدف "الاتحاد" ثمانية ملفات دورية – تم تجديد مستهدفات هذه الملفات عقب وصول الجماعة للحكم في كل من مصر وتونس - لبسط هيمنته أوروبياً.. وخلق مجال أكثر رحابة يسمح بتمدد "التنظيم الدولي"، دون إثارة أي تحفظات أمنية (!)

** كان الملف الأول، هو "ملف النهوض باتحاد المنظمات الإسلامية في أوروبا"، تحت شعار (تثبيت ركائز الاتحاد مؤسسياً وإدارياً).. على أن يتم الانتهاء من هذا الملف خلال الفترة من يناير، وحتى مايو من العام 2007م.. وبالفعل.. كان أن قام الاتحاد خلال تلك الفترة، بمراجعة وضعه الإداري والمؤسسي، إذ كان يستهدف تنظيم قاعدة المعلومات في الاتحاد، عبر إقامة صلات قوية وراسخة عن طريق نقاط الارتكاز التالية :

- المراكز الكبيرة في الاتحاد وغير التابعة له.          

- المؤسسات الإسلامية الصديقة في أوروبا.   

- أعضاء الاتحاد في المؤسسات الأعضاء 

- أصدقاء الاتحاد من المسلمين.

- المؤسسات الصديقة غير الإسلامية.

- أصدقاء الاتحاد من غير المسلمين.

- المؤسسات الإسلامية الصديقة للاتحاد.

- أعضاء البرلمان الأوروبي. 

- المؤسسات العالمية المتواجدة في أوروبا.  

- السلك دبلوماسي العربي والإسلامي في بروكسيل.

- أجهزة الإعلام العربية والإسلامية في أوروبا.

- أجهزة الإعلام الأوروبية والعالمية في أوروبا.

- كبرى الشركات الإسلامية في أوروبا.

- المسلمون البارزون على المستوى : (السياسي، الإعلامي، الدعوي، رجال الأعمال، رجال القانون).

- الرئاسة الأولى في الدول الأوروبية.

- الرئاسة الأولى في الدول العربية والإسلامية.

- المؤسسات الدعوية الرسمية الشعبية خارج أوروبا.

وأن تكون الجهة المسئولة، عن هذا الملف، هي "الأمانة العامة" مباشر، بالتنسيق مع مكتب الرئيس.. وبمشاركة باقي الأقسام لتأمين قاعدة المعلومات "المطلوبة" كلٍ حسب تخصصه، خاصة قسمي : العلاقات العامة، وقسم المواطنة والشئون السياسية.

.. وهى، جميعاً، أمور تساهم – حال تنفيذها – في أن يكون تنظيم الإخوان الدولي، حجر الزاوية بالنسبة لكل ما هو "إسلامي" داخل أوروبا، إذ أن هذا الأمر، سيمهد الطريق أمامه لفرض هيمنته، بشكل مطلق، على المنظمات الإسلامية الأخرى داخل القارة فيما بعد.. كما تبين إلى أي مدى كان التنظيم يسعى لاختراق مؤسسات القرار السياسي،كافة.. سواء داخل أوروبا أو العالمين : العربي والإسلامي.

** كان الملف الثاني، هو "ملف استيعاب الشباب مركزيا وفي المؤسسات الأعضاء"، تحت شعار (تثبيت وترسيخ العمل الشبابي الإسلامي في أوروبا).. وكان من المعد أن يتم انجاز هذا الملف، الذي خضع لإشراف مباشر من "إبراهيم الزيات" – أيضاً - خلال الفترة من يونيو، وحتى ديسمبر من العام 2007م، إذ كان يستهدف هذا الملف – يعد من أهم ملفات الاتحاد - زيادة قاعدة المشاركة الشبابية داخل مؤسسات الاتحاد المختلفة، بين صفوف الجالية الإسلامية في أوروبا.. بما يتيح الاستحواذ الكامل على الشرائح المستهدفة.

والملف الثالث، هو "ملف تفعيل الدور السياسي للجالية في أوروبا"، خلال الفترة ما بين يناير، ومايو من العام 2008م، إذ سعى الاتحاد من خلال هذا الملف إلى توسيع قاعدة المشاركة السياسية، بما يمكنه من توحيد الرؤية السياسية الإسلامية في أوروبا، تحت مظلة الاتحاد.. فضلاً عن تثبيت الدور السياسي للاتحاد ومؤسساته الأعضاء، على الخريطة السياسية "المحلية" للمجتمع الأوروبي، وإبراز قيادات "سياسية"، قادرة على التأثير في صانع القرار الغربي.

واختارت "أمانة لندن" لهذا الملف، شعار : (نحو عمل سياسي هادف للمسلمين في أوروبا).. ولأن هذا الملف – وفقًا لتعريف الوثيقة – من الملفات الحساسة داخل الاتحاد.. فإن الاتحاد، يوليه عناية خاصة، ويسعى جادا لتوسيع قاعدة المشاركة السياسية للجالية، لتحقيق الأهداف التالية:

1 - توحيد الرؤية السياسية الإسلامية في أوروبا. 

2 - تثبيت الدور السياسي للاتحاد ومؤسساته الأعضاء في أوروبا، من خلال تفعيل الجالية المسلمة، لتأخذ موقعها على الخريطة السياسية على المستوى المحلي والأوروبي.. فضلًا عن إبراز قيادات إسلامية سياسية.

وهو ما يعني – قطعًا – أن الاتحاد كان يسعى، ابتداءً، لترسيخ نفوذه السياسي اعتمادًا على توظيف نشاط الجالية لصالحه الخاص.. ومن ثمَّ توجيه هذه الجالية سياسيا، وفقًا لرؤية التنظيم الدولي للجماعة.. لذلك كان من المنطقي أن يستهدف الاتحاد - حسبما تشرح ذلك أوراقه الخاصة - الشرائح التالية : المسلمون بكل شرائحهم، ممن لهم اهتمام بالعمل السياسي.. والمؤسسات والجمعيات الإسلامية في أوروبا.. والأحزاب والمؤسسات السياسية الأوروبية.

وفيما كانت أحد محاور الملف الرئيسية، دراسة مشروع تكوين "لوبي للتنظيم".. كانت تستهدف أنشطته "تأميم" الرؤية السياسية الإسلامية في أوروبا وتحديد الإستراتيجية المناسبة، لعمل منظم وممنهج، يكون للاتحاد فيه "اليد العليا".. وبالتالي.. كانت التوصيات العاجلة في هذا الشأن: تشكيل نواة للعمل السياسي بالأقطار التي لا يتواجد بها عمل منظم.. ودعم وتفعيل الأقطار التي يتواجد بها "عمل سياسي"، وربطها بالعمل المركزي (أي أمانة التنظيم الدولي للإخوان في لندن).

وكان الملف الرابع، هو "ملف المرأة المسلمة"، تحت شعار: "تثبيت دور المرأة المسلمة في العمل الإسلامي"، إذ اعتبر الاتحاد – وفقاً للوثيقة –  أن "المرأة المسلمة" أحد الشرائح المستهدفة من قبل المعادين للإسلام (!)، وأن دورها في العمل الإسلامي لا يرقى إلى المستوى المطلوب تنظيمياً.. بينما كان الملف الخامس، هو "ملف النهوض بالمؤسسات الأعضاء في الاتحاد"، تحت شعار "إن الله يحب إذا عمل أحدكم عملا أن يتقنه"، إذ استهدف الوصول خلال العامين 2010م، و2011م، لأكبر قوة تأثيرية على صانع القرار الأوروبي، عبر إعداد دراسة متكاملة تبين مواطن القوة والضعف في تحرك منظمات الاتحاد داخل القارة، عقب تنظيم عدد من الزيارات الميدانية لهذه المؤسسات.. ويضاف إلى هذه الزيارات، عدد من المناشط الأخرى "خارج إطار المؤسسة"، منها : ( زيارة لأهم المؤسسات الإسلامية غير التابعة للاتحاد، والالتقاء - إلى جانب بعض المسلمين من أهل البلد والشباب والطلاب والأخوات - ببعض المسئولين الرسميين بالقطر المستهدف من الزيارة، سواء أكانوا سياسيين أم إعلاميين أم قانونيين أم رجال أعمال)، إذ كان يستهدف الالتقاء و"رجال الأعمال" خلق قنوات استثمارية جديدة للاتحاد تسهم في تمويل أنشطته، فضلًا عن التبرعات المستقبلية.

فيما تركزت مستهدفات الملف السادس على "الأسرة المسلمة في أوروبا"، تحت شعار "أسرة مسلمة مستقرة"، بدعوى أن الأسرة المسلمة بدأت تتأثر "سلبا"، ببعض المشاكل الاجتماعية داخل المجتمع الأوروبي.. مما ترك آثاره على تركيبتها ووظيفتها في المجتمع.. وبالتالي.. يحاول "اتحاد المنظمات الإسلامية في أوروبا" من خلال هذا الملف علاج بعض الظواهر السلبية – وفقًا لبرنامجه - التي بدأت تجد طريقها إلى الأسرة المسلمة، للحفاظ على كيان الأسرة كأهم "حصن تربوي"، حتى لا تتأثر هوية الأجيال القادمة.. فضلاً عن تحصين الوجود الإسلامي في أوروبا.

في حين كان الملف السابع، هو ملف "الإسلام في أوروبا - حوار لا صراع"، تحت شعار "الإسلام جزء لا يتجزأ من المجتمع الأوروبي".. إذ كان يستهدف هذا الملف، الذي تم تنفيذه خلال الفترة من يناير إلى مايو 2010م، استخدام آليات "الخطاب الغربي" في التأكيد على ضرورة قبول البديل الإسلامي "عالمياً"، سواء أكان هذا القبول داخليًا في أوروبا، أم في صورة "شريك حكم" بمنطقة الشرق الأوسط.. وبالتالي.. كان على المتصدين للخطاب الإعلامي من قيادات الاتحاد السعي لتخفيف حدة المخاوف الغربية من تيار الإسلام السياسي، لحين تمكين المشروع (!)

  .. وتأتي الحلقة الأخيرة، بملف "توحيد الصف الإسلامي في أوروبا"، تحت شعار (واعتصموا بحبل الله جميعا ولا تفرقوا)، إذ تقول الوثيقة : " إن اتحاد المنظمات الإسلامية في أوروبا لا يعمل بمفرده في الساحة الأوروبية وإن كان أكبرها، وهناك مجموعات أخرى - صغرت أم كبرت - لها تواجد ما. والواجب الشرعي يملي على الاتحاد بحكم موقعه المتميز في أوروبا، والفكر الذي يحمله أن يوحد صف الجالية المسلمة والعاملين في الحقل الإسلامي، وذلك لتحقيق المزيد من الانجازات الداعمة للتواجد الإسلامي في أوروبا.. وعلى هذا.. على الاتحاد أن يتواصل مع الحركات والتجمعات الإسلامية الكبيرة في أوروبا بمبادرة منه".